شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 9 ـ
المنادي: يا معشر المسلمين! يا معشر المسلمين! رسول الله يأمركم بالتهيؤ لقتال بني النضير.. هيا استعدوا للجهاد..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت داعس يقول):
داعس: يا لها فرصة تفلت من بين أيدي اليهود.. يأتيهم محمد في حفنة من رجاله يسألهم العون على تأدية دية قتيلين فلا يقتلونه..
ابن أبي: ولكن كيف حصل هذا يا داعس وقد كنا هيأنا هذا الأمر معهم من قبل..
داعس: اختلف زعماء اليهود فرأى حيي بن أخطب ومن معه القتل ورأى سلام بن مشكم غير ذلك وطال الجدل بينهم وأخيراً قرروا القتل في الوقت الذي أفلت العصفور من بين أيديهم وعاد إلى المدينة..
ابن أبي: يا لهم من أغبياء هل كان هنالك ما يدعو إلى الأخذ والرد واليهود منذ وطئت قدم محمد يثرب وهم يفكرون في اغتياله..
داعس: وواتتهم فرصة العمر فأضاعوها فأصبحوا نادمين ولات ساعة مندم..
ابن أبي: الفرصة ضاعت يا داعس ويا ضيعة العمر والجهد والتفكير المهم..
داعس: المهم ماذا يا بن أُبي؟
ابن أبي: ألا تسمع منادي محمد ينادي المسلمين للتهيؤ لقتال بني النَّضير..
داعس: ما الذي حمل محمداً على تجريد رجاله لقتال بني النضير؟
(نسمع طرقاً قوياً على الباب يختلط بموسيقى نسمع بعده صوت (شاس) يقول):
شاس: افتح يا بن أُبي.. افتح..
ابن أبي: إنه شاس يا داعس.. أدخله..
داعس: ما الذي جاء به يا ترى؟..
ابن أبي: جاء به الذي نحن فيه يا أحمق..
داعس: أدخل يا شاس.. أدخل وأغلق الباب خلفك جيداً..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بوقع أقدام شاس ثم به وهو يقول):
شاس: لا سلام ولا كلام فالوقت لا يتسع لهما..
شاس: ورأيي الموت والدمار.. أتسمع منادي محمد..
المنادي: ((يا معشر المسلمين، يا معشر المسلمين، يا معشر المسلمين، رسول الله يأمركم بالتهيؤ لقتال بني النضير.. هيا إلى الجهاد في سبيل الله))..
شاس: إن منادي محمد ينادي على الملأ بصوته الداوي معلناً الحرب على بني النضير غير مبالٍ بأن يفكر اليهود بالاستعانة بقريش أو بالقبائل المجاورة للمدينة..
ابن أبي: لو حسب محمد لقريش أو لليهود أو للقبائل المحيطة بالمدينة حساباً ما أعلن الحرب صراحة على بني النضير.. ولكن قل لي يا شاس..
شاس: أقول لك ماذا يا بن أُبي؟..
ابن أبي: كيف علم محمد أن بني النضير كانوا يزمعون اغتياله عندما كان في ديارهم.
شاس: الوحي يا ابن أُبي.. الروح الأمين الذي ينزل على محمد.. رب محمد.. هو الذي أخبره بما انتوى عليه بنو النضير..
ابن أبي: لم لا تقول بعد النظر وقوة الفراسة بل لم لا تقول: لمحمد جواسيس بين بني النضير..
شاس: لا يوجد بين اليهود يا بن أُبي من تحدثه نفسه بأن يكون جاسوساً لمحمد أما يكون جاسوساً عليه فكل اليهود كذلك..
ابن أبي: أراك يا شاس.. وأرى نفسي أيضاً تميل إلى التصديق بأن محمداً نبي..
شاس: ومن أولي العزم من الأنبياء كموسى وعيسى بل يمتاز عليهما يا بن أُبي بسعة الأفق وحدة الذكاء وسرعة البديهة..
ابن أبي: أرانا شغلنا بمحمد عن سؤالك عن أسباب زيارتك هذه..
شاس: وهل زيارتي تحتاج إلى سؤال والخطر المحدق بقومي ماثل أمامك لقد جئت أسألك العون والنصح والإرشاد..
ابن أبي: قل لبني النضير سيثبتوا في حصونهم ويطاولوا محمداً الحصار ولا يكونوا كبني قينقاع وسأبعث معك بنخبة من رجالي يؤكدون لهم أنني سأمدهم بالرجال والعتاد وسأستنفر قريشاً والقبائل المحيطة بالمدينة لتهب لمساعدتهم وما عليهم إلاَّ الثبات والمطاولة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مكرز بن حفص يقول):
مكرز: أما بلغتك آخر أخبار محمد يا أبا يزيد؟..
سهيل:لا يا مكرز.. هل من جديد عنها؟..
مكرز: بلى يا أبا يزيد بلى..
سهيل:ما هي آخر الأخبار إذن.. هات؟
مكرز: انتصار جديد ساحق لمحمد ((لقد تركته قريش يداوي جراح هزيمته ويلمّ شتات قواه الممزقة وهاهو يضرب يهود بني النضير ضربة قاضي))..
سهيل:بنو النضير مركز الزعامة والثروة اليهودية وأخبار اليهود.. لقد كان بينهم وبين محمد عهد فمن نقضه منهما.. لا شك عندي أن يهود بني النضير هم الذين نقضوا العهد..
مكرز: كيف تصدر حكمك أبا يزيد ولما تتجمع لديك الأدلة..
سهيل:الشواهد على وفاء محمد والتزامه بالعهود التي يبرمها كثيرة.. أما الشواهد على نقض اليهود للعهود فحدث عنها ولا حرج يا مكرز..
مكرز: الأخبار تواترت على أن يهود بني النضير كانوا يزمعون اغتيال محمد حين زارهم يستعينهم في دفع دية اثنين من العامرية قتلهما خطأ أحد المسلمين..
سهيل:ولكن كيف عرف محمد بعزمهم هذا.. هل حاولوا ففشلوا ونجا محمد..
مكرز: تقول رواية الاغتيال التي سارت بها الركبان إن محمداً حين زار بني النضير جلس إلى جنب جدار حصن من حصونهم ومعه حفنة من رجاله..
سهيل:يا لها من مخاطرة يقوم بها محمد.. وبعد:
مكرز: خلا اليهود بعضهم إلى بعض وقالوا: لن تجدوا محمداً على مثل حاله هذه..
سهيل:صحيح.. صحيح وبعد:
مكرز: فانتدب اليهود عمرو بن جحاش لينقلوا الحصن ويلقي صخرة على محمد..
سهيل:يا له من تدبير محكم.. كيف نجا منه محمد؟..
مكرز: نزل الوحي على محمد بخير هذه المحاولة فقام محمد وقفل راجعاً إلى المدينة من دون أن يأخذ معونة اليهود على دية القتيلين..
سهيل:رواية عجيبة مذهلة يا مكرز.. كم من مرة نجا محمد من القتل..
مكرز: أكثر من مرة يا أبا يزيد بفعل هذا الوحي الذي ينزل عليه..
سهيل:إذن فهو نبي يا مكرز..
مكرز: إذا صحت روايات الوحي فلا شك أنه نبي وأن ربه هو الذي ينجيه في كل مرة..
سهيل:إنني يا مكرز بالرغم من موقفي العدائي من محمد لم يخامرني أي شك في أنه نبي وقد أدركت ذلك يوم رأيته وأنا بين أسرى بدر في يثرب..
مكرز: وقد اتسم موقفك منذ ذلك اليوم من محمد بموقف التريث والتفكير قبل الإقدام على أي صراع جديد مع محمد..
سهيل:كأنك تقرأ ما يجول بخاطري وإن كنت أهدهد ثورته وعنفه.. ولكن قل لي ماذا جرى لبني النضير؟..
مكرز: وجه محمد إليهم إنذاراً حمله محمد بن مسلمة الأنصاري بأن يخرجوا من يثرب لنقضهم العهد ومحاولتهم الغدر وأنه أي محمد يؤجلهم عشرة أيام فمن رؤي منهم بعد ذلك ضربت عنقه..
سهيل:إنه تساهل محمد ما بعده تساهل.. قوم ائتمروا عليه وهموا بقتله ويرسل إليهم هذا الإنذار الكريم.. لقد رحمهم محمد بهذا الإنذار..
مكرز: ولكن يهود بني النضير رفضوا الإنذار وأعلنوا أنهم سيقاومون حتى النهاية..
سهيل:يا لهم من أغبياء وبعد:
مكرز: فحاصرهم محمد عشرين يوماً فلم يصمدوا وشرعوا في مفاوضة محمد للتسليم..
سهيل:وانتهت المفاوضة بماذا؟
مكرز: بالاتفاق على أن يجلو بنو النضير عن يثرب ويكف محمد من دمائهم. على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا الحَلْقَة..
سهيل:وأين سار بنو النضير بالحمقى يا مكرز؟
مكرز: خرج قسم منهم إلى خيبر والقسم الآخر سار إلى الشام..
سهيل:با له من مصير محزن ولكنهم يستأهلونه يا مكرز..
مكرز: تؤيد محمداً في عمله يا مكرز.. سبحان الله.. كنت يا أبا يزيد تثير الناس ضد محمد بلسانك وبيانك فإذا بك اليوم تدافع عن محمد.. يا للعجب العجاب..
سهيل:إنني أقول الحق حتى لو كان في صالح أعدائي.. وإنذار محمد لبني النضير كان في منتهى الشفقة.. فإذا بهم يرفضون هذه اليد الرحيمة.. ألا يستأهلون بعدها ما أصابهم؟..
مكرز: بلى يا أبا يزيد.. بلى.. ولكن..
سهيل:وكن ماذا يا مكرز؟..
مكرز: أن يقوى محمد فتمتد يده لتخنقنا في عقر دورنا..
سهيل:ولكن قريشاً غير اليهود يا مكرز.. أتضعنا مع اليهود في نفس الميزان؟
مكرز: لا ولكن محمداً إذا تركته قريش على حاله سيستفحل أمره فتسول له نفسه غزو مكة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حزينة نسمع بعدها صوت يقول بحدة):
شاس: تباً لك يا بن أُبي بعثت إلى بني النضير أن أثبتوا وتمنعوا وأنك لن تسلمهم إن قاتلوا قاتلت وإن أخرجوا خرجت معهم..
ابن أبي: بلى قلت ذلك ولكن قومك بني النضير لم يثبتوا وامتلأوا رعباً وخوفاً من محمد ففاوضوه على التسليم..
شاس: أتريدهم يثبتون أكثر من عشرين يوماً في انتظار مواعيدك العرقوبية.
ابن أبي: لا تتهجم في كلامك يا شاس.. كن مؤدباً وإلاَّ عرفت كيف أؤدبك؟
شاس: أتريد الآن أن تحل نفسك من وعدك بتهديدك بتأديبي. لقد وعدت بني النضير أن ترحل معهم.. وهاهم يرحلون ويخربون بيوتهم بأيديهم فهل أنت عند وعدك؟
ابن أبي: لقد أحلني اليهود من وعدي عندما استسلموا بهذه السرعة المذهلة..
شاس: هل فعلت شيئاً لمساعدة بني النضير خلال عشرين يوماً من حصارهم..
ابن أبي: بلى فعلت..
شاس: إنك تكذب يا بن أبي.. لم تفعل شيئاً غير التغرير ببني النضير وإثارتهم وتحريضهم على حرب محمد.. حتى لاقوا هذا المصير.. إنك ورب موسى خدمت محمداً وكنت عوناً له على اليهود..
ابن أبي: أخسأ أيها اليهودي القذر وأخرج من داري قبل أن أدق عنقك..
شاس: صدق المسلمون حين سموك رأس المنافقين.. إنك ورب موسى لأكبر منافق. ودجال.. وكذاب..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حزينة تختلط بأجراس الدواب ورغاء الإبل نسمع بعدها صوت سلام بن مشكم يقول):
سلام: قلت لكم حين أردتم اغتيال محمد لا تفعلوا والله ليخبرن بما هممتم به وإنه لنقض للعهد الذي بيننا وبين محمد ولكنك يا حيي تزعمت المعارضة فكانت هذه النتيجة المحزنة لنا نحن بني النضير..
حيي: لا مجال للعتب واللوم يا سلام عداوتي لمحمد ستبقى ما بقيت.. لأني فشلت في اغتيال محمد هذه المرة فإني لأرجو أن أوفق في المحاولات القادمة..
سلام: وسيدفع اليهود ثمن محاولاتك الفاشلة يا ابن أخطب..
حيي: قد تفشل محاولاتي إذا كان بين اليهود خوارون..
سلام: أتعرض بي يا بن أخطب؟..
حيي: لقد بدأت بالتعريض والبادي أظلم..
سلام: يا لك من ظالم يا بن أخطب.. والله لولا أن يقال أني خشيت المسلمين لفارقتك إلى الأبد.. إنك ورب موسى بلاء سلطه الله على اليهود..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سهيل بن عمرو يقول):
سهيل:قلت لك إن محمداً تساهل مع يهود بني النضير أكثر مما يستأهلون..
مكرز: كيف يا سهيل كيف.. أجلاهم محمد وجعلهم يخربون بيوتهم بأيديهم ولا يخرجون إلا بما تستطيع الإبل حمله من أموالهم وتقول إن محمداً تساهل مع يهود بني النضير؟
سهيل:أجل يا مكرز.. أجل..
مكرز: كيف يا سهيل كيف إذن؟..
سهيل:سمح محمد ليهود بني النضير بحمل المال يا مكرز.. لقد علمت أن سلام من أبي الحقيق حمل جلد ثور معبأ ذهباً وفضة وقد يكون غيره من اليهود حمل مثل ذلك أو اقل منه..
مكرز: جلد ثور معبأ ذهباً هذا كثير..
سهيل:سوف يتمكن اليهود بهذا المال من شراء الأراضي وبناء الدور واستمالة أعداء جدد لمحمد. لقد سمع سلام بن أبي الحقيق يقول مهدداً ومتوعداً هذا الذي أعددنا (أين المال) لرفع الأرض وخفضها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :696  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 9 من 58
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.