شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
544- سَلام على عَبد العزيز وآله
[أخي عبد الله بالخير، قرأت قصيدتك عن زلزال اليمن، ففاضت العين بالدمع؛ وما كدتُ أفرغ –البارحة- من قراءتها حتى هاجت الذكرى وجاشت قوافيها؛ إنني –نيابة عن اليمن- أشكر مشاعرك الصادقة، ولقد كنت فيها ذلك الإنسان المخلص للعروبة والإِسلام]:
سلامٌ من الحُرّ "اليماني" "الحجازيا"
على "نجد" حيث المجد يرفل زاهيا
سلامٌ على "عبد العزيز" وآله
ومن حلّ هاتيك القرى والبواديا
سلامٌ شذى عطر النسيم يُريقه
على سفح "نجد" فاغِماً، متوالياَ؛
وعن سفح "صنعا" والمرابع حولها؛
جبالاً وأكاماً وسهلاً، وواديا؛
سلام شكورٍ عن "ذمار" التي خوتْ
وجامع "ضوران" الذي خرّ هاويا
وعن "عَنْس" قد مادتْ رباها، وعن ذرى
بسفح "الحَدا" دُكَّت، و"جَهْران" خاويا
يعبّر عمّا في خفايا ضلوعها..
من الحبّ لو يسطيع بث الخوافيا..!
ويهدي إلى "الفَهْد" الثناء مكرّراً
عن القوم مَن أودَى، ومن ظل باقيا
ويشكر "عبد الله" ذا الفضل والندى
و"سلطان" من لبّى النداء مواسِيا:
أبا الخير؛ شعرٌ قد أجدتَ نظامَهُ
كأنك لمّا صُغْتَه كنت باكيا!
فكانتْ تباريح الفؤاد عَروضه
وكانت لآلي الدمع فيه القوافيا
وقد خانني صبري فنحتُ كأنني
وإيّاك في منعى نقول المراثيا!
قدحْت به ما كان في القلب خامداً
وهِجْتَ به ما كان في النفس غافِيا؛
تصوَّرتُ "رضوى" تستشف هضابه
شوامخ "ضُورانٍ" فتهوي بواكيا
وحين اشرأبت من "ثبير"
تلاله ترجّل "عَيْبَانٌ" يناديه راجيا
جبالٌ على أرض "الجزيرة" لم تزل
لكل فخارٍ معقلاً متعاليا
بها نصر الله النبي "محمداً"
ومنها سرى الإِسلام للكون غازيا
ستبقى لدين الله في الأرض مأرزاً؛
يؤوب إليها في الشدائد آوِيا..!
إذا ما دعا "ظِينٌ" وصَلَّتْ "شهارة"
جثا "أحدٌ" يدعو المهيمن حافيا
* * *
"أبا الخير" هل تدري بأن القوافيا
عَصَتْنِي فسالت في الخدود لآليا
ذكرتُ "ذماراً" وهي كرسي مجدِنا
تميدُ؛ فمادت بي الهموم عواتيا
وقد كنتُ في "جهران" يوماً مجاوراً
لِصِنْوِ نسوق "الصافنات" العواديا (1)
وفي أرض "قوسٍ" و"البُخيتي" معشرٌ
يجيبون صوت الحق إن صاع داعيا؛
* * *
"أبا الخيرِ" هل قد أخْصَب الربع بعدنا
وأزْهَرَ؟ أم ما زال كالأمس ظاميا؟
وهل للأماني في رباه مراتعُ؟
أم اليأس لا ينفك كالجَدْبِ ضاريا؟
أبا "الخير" في الإِسلام كان اندفاعنا
نجاهد فيه من تمرَّد جافيا!
أتذكر إذ كنا رفاق مبادئ
ورابعكم يبكي الديار الخواليا؛
ويندبُ إخواناً؛ وددتُ لو أنني
قدرتُ بأن آتي بنفسي مفاديا؛
وأيّام عمري كالندى كل قطرةٍ
تبلّل من روحي سفوحاً صواديا؛
وأشواق قلبي لو توزّع بعضها
على الأرض لم تترك على الأرض شاكيا!
و"حامدنا" بزجي القوافي شقاشقاً
تحرّك هاتيك الجبال الرواسيا (2)
وصاحبنا الندب "النفيسي" ببشْرِه
وأخباره يحيي "النديّ" مواسيا..! (3)
وأنت تداري ما تكابد صابراً
كأنك لا تدري؛ وقد كنت داريا
وقد كنتُ في أعماق نفسي مُكَفَّناً
أريكِ الرِّضا؛ واللهُ يعلم ما بيا..!
أتذكر؟ أم أن "الزلازل" قد طغتْ
فصِرت كئيباً موجع الحسِّ ناسيا؛
تبكي على قوم أصولك فيهُم
نواشبُ ما انفكَّت لُغىً وأساميا
قد انخسَفَتْ آبارهم وديارهم
وباتوا بلا مأوى؛ خِماصاً، عواريا
بروملي: 21 ربيع الأول 1403هـ
5 يناير 1983م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :419  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 574 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

جرح باتساع الوطن

[نصوص نثرية: 1993]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج