ها قد ماتت عصفورتي يا عبد الرزّاق.. |
وحزنَ البيتُ ومَن فيه عليها.. |
وكأنَّما فقدنا عزيزاً من أفراد العائلة.. |
لا أراكم الله مكروهاً.! |
أما "قوقي"، الأخضر.. الفيلسوف.. خلّي.. فقد أشعرني |
بأنه قد عرف أن شريكة حياته قد ماتت! |
لقد وجدته لا يزال متعلِّقاً على أرجوحته |
وخلافاً لعادته حين يراني صباح كل يوم.. |
لم ينبس ببنت منقار.. بل ظلَّ صامِتاً.. |
وعيناه المذعورتان تحدِّقان في عينَي.. |
ويحرِّك رأسه، منفوش الريش.. كأنه يريد أن ينطق |
بصوت جديد.. ولكنه لا يطيق.! |
أو أنه يحاول أن يبكي؛ أو ربما ينوح.. |
ربّما ربّما؛ أو أنَّ ذلك قد خيّل لي.. |
وأنه لم يكن يعرف أنها قد ماتت.. |
وأن الطيور لا تحزن.. ولا تبكي، ولا تنوح.. |
بل ولا تدري أنها تموت، ولا تعرف معنى الموت! |
ربّما ربما.. ولكن. ما بال "الغراب" الذي وارى سوأة أخيه؟ |