يموتُ حُزناً؛ فتُحْييه الخيالاتُ |
ويرضع العيشَ من أشعارِ من ماتوا |
"وضَّاح" و"الحِميَري"، و"ابن الحسين" ومَنْ |
قضى ضريراً.. كما تحكي الرواياتُ
(1)
|
ومن أتى أرض "بغدادٍ" ومهجَتُهُ |
حَرَّى قد احتدمَتْ فيها الحزازاتُ
(2)
|
ومَنْ لِمَا قالَ من شعرٍ قد ارتجفَتْ |
في مصر تلكَ القصورُ المشمخرّاتُ
(3)
|
و"الغالبي"، و"الشهابي" والألى عرفوا |
سجن "الحوالي" وسفّوا الذلّ واقتاتوا |
ومَنْ على الدفِّ قد غنت شريعته |
على المنابر، أبياتٌ أثيمات؛
(4)
|
ومن "بِزَيلع" أو في"نافع" سكنوا |
مع المخاوف، والأغلالُ "حيّاتُ"! |
يعيش للشعرِ في حلٍّ ومرتَحَل |
وكيفما كان؛ فهو الروحُ والذّاتُ |
يأوي وحيداً تناجيه ادِّكارتٌ |
لها عن الأهل والماضي حكايات؛ |
أطيافُ أترابه في فكره صورٌ |
شتّى، وألوانها الشتَّى مثيرات! |
هذا يغنّي وهذا ثائرٌ نزقٌ |
وذاك يهذي، وذا يبكي الألى فاتوا؛ |
وصاحب حسرات العشق توجعُه |
لها مع الدَّمع والأنغام أنّاتُ |
وطيف خلٍّ أغاني الحُب من فمه |
تنساب شعراً به تذكو الصَّباباتُ |
ومَنْ مع المرح النَّشوان قد ثملتْ |
أحلامُه فهي أطيافٌ صريعاتُ |
يأوي وحيداً مع "الأطيافِ" يحضنُ منْ |
يطيع منها، وتُعْنيه العصِيّاتُ! |
"أطياف" من كَرُمَتْ أرواحُهم، ولهم |
في الشعر والنثر أنغامٌ وآياتُ |
هم حيارى يقاسُونَ الحياة، وإن |
ماتوا.. أشادَتْ بهم حتى الحكوماتُ! |
وشيَّدوا لهُم الأنصَابَ يلْثَمُهَا |
سنا النجوم، وتبكيها السماواتُ؛ |
ليت الرِّفاق الألى ماتوا بحسرتهم |
عاشوا ومن خلَّفوهم بعدَهمْ ماتوا!! |
يأوي وحيداً مع "الأطياف" تؤنسه |
راضٍ بما كان؛ تكفيهِ التحيّاتُ! |
لكنَّه اليوم كالملدوغ لا نَغَمٌ |
لا طيف؛ قد هلكت حتى الخيالات! |
لا غرو؛ قد خسَفَتْ "ضوران" وهي له |
رمزٌ، وفيها الأساطير القديماتُ! |
أيَّام كان؛ ولا خوفٌ يخامرُه |
ولا تقيِّده إلاَّ المروّاتُ؛ |
وفي "ذمار" له أهلٌ؛ ومذهبه |
فيها قديم؛ كراسيْهِ عَتِيقاتُ؛ |
عن "الوصيِّ" وعن "عمار" نسنده |
إلى "الرسول"؛ ويا نِعْمَ الرواياتُ؛ |
لا يصدر الشعب إلاَّ عن مواردها؛ |
وسَلْ "شَمَاحَ" إذا تُجدي السؤالاتُ؛ |
* * * |
أطيافه قد أُبيدتْ بعدما انخسفَتْ |
تلك الربوع، وباتَتْ حيثما باتوا..! |
يا بارك الله في "نجدٍ" فقد شمختْ |
فيها أنوف أبيات كريمات |
قد "أنجدونا" وحنَّت في عروقهم |
تلك الصلات العريقات الوشيجاتُ |
صِيدٌ غطارِفَةٌ أخلاق والدهم |
"عبد العزيز" لَهُمْ شرعٌ؛ وعاداتُ |
وهم بهاليل هذا العصر إن عصَفت |
به الخطوبُ، أو اجتاحتْه آفاتُ |
والدين، واللُّغة الفُصحى يوحِّدنا |
في ظل حكمها عُرفٌ وآيات |