شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
543- أطياف الشامي وزلزال اليمن المدمِّر!
يموتُ حُزناً؛ فتُحْييه الخيالاتُ
ويرضع العيشَ من أشعارِ من ماتوا
"وضَّاح" و"الحِميَري"، و"ابن الحسين" ومَنْ
قضى ضريراً.. كما تحكي الرواياتُ (1)
ومن أتى أرض "بغدادٍ" ومهجَتُهُ
حَرَّى قد احتدمَتْ فيها الحزازاتُ (2)
ومَنْ لِمَا قالَ من شعرٍ قد ارتجفَتْ
في مصر تلكَ القصورُ المشمخرّاتُ (3)
و"الغالبي"، و"الشهابي" والألى عرفوا
سجن "الحوالي" وسفّوا الذلّ واقتاتوا
ومَنْ على الدفِّ قد غنت شريعته
على المنابر، أبياتٌ أثيمات؛ (4)
ومن "بِزَيلع" أو في"نافع" سكنوا
مع المخاوف، والأغلالُ "حيّاتُ"!
يعيش للشعرِ في حلٍّ ومرتَحَل
وكيفما كان؛ فهو الروحُ والذّاتُ
يأوي وحيداً تناجيه ادِّكارتٌ
لها عن الأهل والماضي حكايات؛
أطيافُ أترابه في فكره صورٌ
شتّى، وألوانها الشتَّى مثيرات!
هذا يغنّي وهذا ثائرٌ نزقٌ
وذاك يهذي، وذا يبكي الألى فاتوا؛
وصاحب حسرات العشق توجعُه
لها مع الدَّمع والأنغام أنّاتُ
وطيف خلٍّ أغاني الحُب من فمه
تنساب شعراً به تذكو الصَّباباتُ
ومَنْ مع المرح النَّشوان قد ثملتْ
أحلامُه فهي أطيافٌ صريعاتُ
يأوي وحيداً مع "الأطيافِ" يحضنُ منْ
يطيع منها، وتُعْنيه العصِيّاتُ!
"أطياف" من كَرُمَتْ أرواحُهم، ولهم
في الشعر والنثر أنغامٌ وآياتُ
هم حيارى يقاسُونَ الحياة، وإن
ماتوا.. أشادَتْ بهم حتى الحكوماتُ!
وشيَّدوا لهُم الأنصَابَ يلْثَمُهَا
سنا النجوم، وتبكيها السماواتُ؛
ليت الرِّفاق الألى ماتوا بحسرتهم
عاشوا ومن خلَّفوهم بعدَهمْ ماتوا!!
يأوي وحيداً مع "الأطياف" تؤنسه
راضٍ بما كان؛ تكفيهِ التحيّاتُ!
لكنَّه اليوم كالملدوغ لا نَغَمٌ
لا طيف؛ قد هلكت حتى الخيالات!
لا غرو؛ قد خسَفَتْ "ضوران" وهي له
رمزٌ، وفيها الأساطير القديماتُ!
أيَّام كان؛ ولا خوفٌ يخامرُه
ولا تقيِّده إلاَّ المروّاتُ؛
وفي "ذمار" له أهلٌ؛ ومذهبه
فيها قديم؛ كراسيْهِ عَتِيقاتُ؛
عن "الوصيِّ" وعن "عمار" نسنده
إلى "الرسول"؛ ويا نِعْمَ الرواياتُ؛
لا يصدر الشعب إلاَّ عن مواردها؛
وسَلْ "شَمَاحَ" إذا تُجدي السؤالاتُ؛
* * *
أطيافه قد أُبيدتْ بعدما انخسفَتْ
تلك الربوع، وباتَتْ حيثما باتوا..!
يا بارك الله في "نجدٍ" فقد شمختْ
فيها أنوف أبيات كريمات
قد "أنجدونا" وحنَّت في عروقهم
تلك الصلات العريقات الوشيجاتُ
صِيدٌ غطارِفَةٌ أخلاق والدهم
"عبد العزيز" لَهُمْ شرعٌ؛ وعاداتُ
وهم بهاليل هذا العصر إن عصَفت
به الخطوبُ، أو اجتاحتْه آفاتُ
والدين، واللُّغة الفُصحى يوحِّدنا
في ظل حكمها عُرفٌ وآيات
بروملي: 17ربيع الأول 1403هـ
1 يناير1983م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :390  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 573 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج