شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
496- غوّاصة المَاضي ..؟
[وحين فرغتُ من تحرير قصيدة "سفينة النّجاة.. والمستقبل".. "فتحتُ" "التلفزيون".. فشدَّ نظري، وأخذ بمجامع أحاسيسي، "فيلمٌ" يروي قصَّة "بحَّارين في غوَّاصة" أثناء "الحرب العالمية".. ورحلتُ في القصَّةِ ساعَتين.. وعُدْتُ مِنْ رحلتي المثيرة.. أكتبُ هذه "القصيدة"]:
في أعماقي.. بحرٌ طامِي
أحداثُ "الماضي" و"الحاضِرْ"
وظنون "المسْتَقبَلْ"
تَسْري فيهِ وتمورْ.. مثلَ "الحِنْشان".!
والبحّارونْ.. في رُعْبٍ يَنْتَظِرونْ
صوتَ "الإِنذارْ"؛
وملامحِهُمْ
بعيونٍ مذْعُورهْ
وخدودٍ مَحْفورهْ.. وسماتٍ مَقْهورهْ؛
في حَزْمٍ يَلْجأُ بالخَوفِ.. يُصغون ويرتَقِبونْ
"صوتَ الإِنذارْ". يُفضي "بتعاليمِ الربّانْ"
* * *
"رُبّانُ".. "الغَواصهْ".. مسْكينٌ لاَ يَدْرِي
قَدْ نَسِي "التعليماتْ"..!
"رُبَّانُ الغوّاصَهْ".. في غرفتِه.. حيرانْ.!
أحلامُ "المسْتَقْبلْ"
أَشباحُ "المَاضي"، و"الحاضِرْ".
تَسْري، تَجْري.. تَتَبارَى.. تَائِهَةً؛
تَتَشاجَرُ في عَينيْه
تَتَنَاحَرُ في أُذْنَيْهْ
تَتَخَاصَمُ.. في وَعْيٍ باكِ
وتُهَمْهِمُ في شَفَتَيْهْ
بأَنينِ المكْعُومِ الشاكي
كأنِين.. رَضيعْ
أنّا نَعْلَمْ..؟ أيُنَاغِي.. أمْ يحلمْ..؟
* * *
"رُبّانُ الغواصَة"
بثواني الهمْس "العلماني"
يَسْتَقصي قِصَّة مَنْ غرقوا.. يأساً؛ أو مَنْ ماتوا جَزَعَا؛!
ويَرى في "شَاشَةِ" باطِنِه.. من قضهروا الرَّهْبةَ، والفَزعَا.!
وبوحي الحِس "الإِنساني"
يَسْري في داخلِه؛
ويرودُ مَعَارجَ آفاقٍ.. ومفاوِزَ أَدْغَالِ
في أعماقِ البَحر الطّامي
فَيُقطّع أَوْهاقَ "الماضي"
ويُمزِّقُ أسْتَارَ "الحاضِرْ"؛
ويراوغُ خوفَ "المستَقبلْ"؛
وبإيمانِ "الجُنْدي"
وبآمالِ "المسؤول".
يسْتَقْري خطة منْ غَاصوا.. ويرودُ مَسَاربَها
وبتوقيت "الحَيوانْ".!
قَطَعَ.. "الأَوْهَاقْ"
هتكَ.. "الأسْتارْ".
فضَحَ.. "الأَشباحْ"،.. وتَماثَلَ.. كالإِنسان
* * *
سيغوصُ قوياً.. جبّاراً
وسينفُثُ ناراً بينَ الماء.!
وسَيَرْشفُ ماءً.. بينَ النّارْ.!
غَير "الرُبَّانْ".. مَنْ يَدْرِي ماذا في الأعماقْ.؟
لمّا "فَارَ التنُّورْ".. يا للربّانْ..!
أصواتُ يَتَامى.. تتضاغى
لَهَفاتُ ثكَالَى.. في هَلَع؛
تَطْغَى في أعماق "الربّانْ"..!
وأفاقَ "البحَارونْ"
وبأحلامِ "الدّستورْ"؛
وتَعاليمِ "المِيثاقْ"
غاص "الربّان".. في صَمتٍ يَعزفُ بالأشواقْ؛
و"البحّارونْ".. غاصوا بينَ الأعماقْ؛
وتلاشى "الأمسُ".. فَلا أَوْهاقْ..!
وتوارَى "اليومُ".. فَلا إرهاقْ
إلاّ.. "المُسْتقبل" والأحلامْ
تهذي بتَرانيم "الإِيمانْ"
والقِصّة في "ضَرَوانْ"
في "نهِمْ"، وفي "خولان"
"وشهارة"، أو "شَمْسَانْ"..!
تهذي.. وتُتَمْتِمْ.. بأغانٍ لا تُفْهَمْ
وتنوحُ بلا دمع.. وتقولُ بإيماء الأعجَمْ..
أنا مجنون الماضي.. في أعماقي بحرٌ ظامي؛
تَسْري فيه، وتمورْ.. غواصةُ مَوتى يَنْتَظرونْ؛
"بَعْثَ" الإِنسانْ.. من "مَعْفَدةِ" الحِرمانْ
والذلّة، و"الدِّيدان"
يا لَعْنَةَ لَيْلٍ جبَّار.. حانَتْ.. وبلا غُفران
في ظلمةِ بحرٍ زخّار.. يُدْعى "قبر" النِّسْيانْ
بروملي: 1 شوّال 1398هـ
13 سبتمبر 1978م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :345  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 524 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.