شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
495- سفينة النجاة.. والمستقبل..!
[قال بعض الكُتَّاب في "صنعاء" حينَ اطَّلع على ديواني "لزوميَّات الشَّعر الجديد"؛ إنَّه بطريقَةِ إخراجه قد ذكَّرهُ بكتاب "سفينة النَّجاة".. وحين بَلَغني الخبر تذكَّرت "لُزوميَّة" لأبي العلاء يقولُ فيها –مُلتزماً الجيم مع الوَاوِ والألف]:
لَوْ لمْ تَكُنْ طُرْقُ هَذا الموتِ مُوحشَة
مَخْشِيَّةً لاَعْتراها الناسُ أَفْواجا.!
فقُلتُ مُلتزماً الالتزامَ نفسَه؛ لكنْ بأسْلوبِ الشعرِ الجديد:
دعْهُمْ. فهُمْ مِن صَحارى "التِّيهِ قدْ نَسَلوا.."
كالهِيمِ لَيْسَ لَهمْ حادٍ..
ولا دَليلٌ.. وهُمْ بالْوَهْمِ قد خَلَقُوا..
مِن "الرَّواسب" "عِجْلا"..
لَه "خُوارٌ".. وقِدْماً صَاغَهُ "لَبِقٌ"
مِنْ "قبضَةٍ" نَثرتْهَا نَعلُ صاحِبِهِ..
"مُوسَى" فأشبعَهَا..
من سِحْرِه؛ ثمَّ سَوَّى طِينَها "جَسَداً".!
حَتَّى إذَا "خارَ".. ناجاهمْ بما "أَلِفُوا"..!
وَقَهقَهَ "السَّامري" مَكراً.. فَدانَ لَهُ؛
أصْحابُ "هَارون" أفْراداً، وأزْواجا.
* * *
تِلكَ "النَّجاةُ"..
و"نُوحٌ" في "سَفينتِهِ".
أبان "شِرعَتَها".. "رَمزاً"..
ومَنْ "سلكوا".. سَبيلها عرفوا..
لُغْز "الحياةِ"..
الكلُّ فيها "سواءٌ".. إنْ هُمُ خضعوا..
لِقُدسِ "قانونها".؛
فلا "رَشَاوَى"، ولا "قُربى"، ولا "نَسَبُ"؛
ولا "نشانٌ"، ولاَ "مالٌ" ولا "حسبُ"
ولا فوارقُ بينَ الناسِ إن هَطعوا..
لِلْعَدْلِ، إلاَّ "سلوكٌ. أو "معامَلَة".
أو "عِلمُ" مُجْتَهدٍ، أو "عاملٍ" لبق..
أو مَن تعبَّدَ لِلفَنِّ "الإِصيل"،.. ومَنْ،
صَانَ الفضيلةَ في"أطوارِ" سِيرتِه:
خيراً، وشرا وإثراءً، وإحراجا.
* * *
تلكَ "سفينةُ النجاة".
وحينَ "شذَّ بأماني عُهْره"..
وبغرورِ كُفْرِهِ؛
ونَزوَات فِكرِهْ؛
هَوى.. وقَدْ كانَ "ابْنَ نُوحٍ"..
داعية الإِصلاح..
و"صَانع" السفينة..!
لم تُنْجهِ "دَعْوةٌ" مِن "نُوح" بَلْ صرَخَتْ
في وجهِهِ "غَضْبةُ" الجبَّارِ: لَيْس له..
"قُرْبَى"؛ لَقَدْ عَقَّ "دستورَ" الحياةِ؛ وقَدْ
عَصَا.. فقُلْ لهمو..
إن كابَروا.. وطَغَوْا
سَتَنْدمونَ إذا "حَاقَ" "الهَلاكُ" "بكُمْ"
هَلْ قددنا..؟
أمْ ظُنونُ الرُّعْبِ قَدْ جَمَحَتْ؟
أمِ الأماني تُناجي حُلْمَ يَقْظَتِها..؟
أم أنَّها يَقظةٌ؛ لا حُلْم يُزْعِجُهَا..؟
أم أنَّهُ.. "الشَّريطْ"..؟
يرْوي الحكاية في زُهْدٍ، وفي حَذَرٍ..
وكيفَ ذهَب "الكثيرْ"..
من "الطُّغاةِ" والعُصاهْ..
صرعَى مَطَامعِ الحياهْ..
وذلكَ "الماضي" نَرَاهْ..
قد دَبَّ.. أخرسَ أَعْمَى كالدَّبا شرهاً..
ومزَّقَ النَّاسَ أفْواجاً.. فأفواجا.!
* * *
سفينةُ "الهُدى".
سفينةُ "الوحدَةِ"، و"الحريَّهْ".
سفينةُ "السلام"، و"المساواهْ".
هذا.. هُوَ "المسْتَقْبلُ" السَّعيدْ؛
هذا.. هُوَ "الفجرُ" الجديد..
هُوَ.. الغدُ الوليدْ..
"وزوْرَقُ" الإِيمانْ..
في نهر أحلامِ "الأمانْ"
وقَدْ يكونْ..
"غَوَّاصة" الإِشفاقِ..
في ظُلْمةِ الأعماقِ..
والخوفِ، والنِّفاقِ..
ترتَقِبُ الخلاصَ
والشرُّ هائجٌ
قد زحفتْ أمواجُهُ؛
وهدَرَتْ تُزبد كالْجبالْ؛
و"نوحُ" في سفينةِ "النجاهْ"
يَصْرخُ بابْنِه: تعالْ
لكنَّه.. يَصرُخُ.. عَاصِيا
"لِيْ جَبَلٌ يَعْصِمُني"..
فيصرخ "الهول" جبّاراً ويَجْرِفُهُ؛
ويَفْهَقُ الكَوْنُ بالأهوالِ أمْواجا
* * *
تِلكَ "سَفينةُ النَّجاه"
و"سُنَّةُ" الدُّعاهْ؛
المخْلصينَ لِلْحَياهْ
والحقِّ، والمساوَاهْ
والأمر بالمعروفِ
قد أقلَعَتْ.. مِن شاطئ الأمَلْ
إلى مَرافئ الخُلُودْ
تَنشدُ لِلْجُناهْ
قَصائِدَ النَّجاهْ
على زوارِق العَمَلْ
ولا تُبالي رياحَ الخير تَسْنَحُ؛ أمْ
تهوَّجَتْ لَفَحاتُ الشرّ تَهْواجا
بروملي: 11 شوَّال 1398هـ
13 سبتمبر 1978م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :326  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 523 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الغربال، تفاصيل أخرى عن حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه - الجزء الثاني

[تفاصيل أخرى عن حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 2009]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج