شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أمِّيَّة..؟ أَم عاهرة..؟
[وبعث إليَّ الصَّديق الشاعر أحمد المعلّمي قصيدة من "الشعر الجديد"، عنوانها: رسالة من أمية - ذات زَوْجَين.. وطلب رأيي فيها؛ فأجبْت عليه بقصيدةٍ عنوانها "عاهرةٌ.. لا أمية" وهذه -أولاً- قصيدة "المعلمي"]:
"رسَالة مِنْ أميَّة – ذات زَوجَين"!
أميّةٌ أنا.. لا أعرف الهجَا.!
"أبجدُ".. لاأعرفُهُ مِنْ أينَ جَا!
"هوَّزُ" ما قَبلتُهُ.. فما هُوَ؟ أوْ مَنْ هُوَ؟
و"كلَمَنْ" و"سَعَفَصْ".. أخْتَانِ؟ أمْ قبيلتان؟ احترت مَا هُما.!
"البَاءُ" و"التاء"، إذا مَا كُتِبَا.. لا فَرْقَ عِنْدي فيهما..؟
أميةُ أنا.. تعيسةُ أنا.. يَائِسة أنا.. كَئيبةُ الرجَا..
أميَّةٌ أنا.. لم أَقْرأ الْقُرآنْ..
لكنّني حَفِظْتُ مِنهُ.. سوراً قِصَارْ:
حَفظتُ منهُ سورةَ "الإِخلاص".. وسورةَ "الفَلقْ" و"النّاسْ"
وعرفوني مَا هُو "الخنّاسْ".. كما حَفِظْتُ "الفاتحَهْ"..؟
وكنتُ شبهَ ناجِحَهْ.. في حفظي "القنوتْ"،
مَعَ "التشهُّدِ" الصَّغير والكَبيرْ؛
قدْ علَّموني ما الَّذي، يلزمُ للصَّلاهْ..
وما هِيَ.. نواقِضُ الوضوء..
وسَجْدَةَ "السَّهوِ". وما أكثر ما نَسْهُو عَن الإِلهْ..
في كُلِّ ما نَعْمَلُهُ.. وبانْتِباهْ!.
وحرَّموا عَلَى البَنَاتِ.. كلّ شيء.. فيما عدا هذا.. و"بَسْ"
* * *
وسورة الفَلَقْ.. توحي بشرِّ ما خَلقْ.!
و"الناسُ". و"الوسْواسْ.. وذلك "الخنَّاس"..
هو الأنيسُ والجليسْ..!
أليْسَ أنّ واقعي تعيسْ..؟ قد قَتَلوا في مُقلتي ضوء النهارْ
لكنَّهم.. لم يَقْتلوا الإِحساسْ.. ورَغَبَاتي دُفِنَتْ تحتَ الرَّمادْ.!
لكنّها.. شبيهة البركان.. مَهْمَا بهِ طالَ الزّمان..
لَهُ أجيجٌ وانفجارْ
"يَعَوْهْ" "يَعَوْهْ".. يا حَي يا قيّومْ؛ يا ناصِرَ المظلومْ
* * *
واسْتَمِعوا لِقصّتي.. وما انتَهَتْ.. إليهِ محْنَتي
فقد أتوا بفارسٍ.. قالوا بأنَّه مغوارْ
لَمْ ألْتقِ.. قَبْلاً بهِ..! ولا عَرفته.. يبدو "كَفَارْ"..!
أو أنَّهُ.. يصْلُحُ "خُرْدةً".. لِفارسٍ مُعَارْ..
ليسَ له "غيارْ"..!
تباً لَهُ مِعْيارْ.. قد يَجْعلُ الصَّغيرَ.. أكبرَ الكبارْ
وكنتُ في عُمْر الزّهورْ.. في خمس عَشرةٍ.. من السّنينْ
يَخْجلُ زَهر الياسمين.. لِرُؤيتي.. في "شَرْشفي" اللَّعينْ.!
والفارس "الخُردهْ".. يُناهِز "الخمسينْ"..!
ووالدي.. مِن بيتِ دِينْ.. يُجِلُّ كُلَّ مؤْمنٍ.. أمينْ!
أو مَن يُرى في المدّعين.. وهو كسائرِ الرِّجالْ:
يطمعُ في الأموالْ.. جميعُهُم مُسْتَسْلمونْ؛
المتَّقونْ.. يركعونَ للِنقودْ.. المؤمنونْ.. يَسجدونَ لِلنقودْ!
والسّائحونَ التّائبونْ، والعَابدونَ.. يخشعونَ.. لِلنّقودْ..!
ما بالنا بالجاحِدينْ.. المارقينْ.. الفاجرينْ.؟
وقال لي أبي: حَظّكِ يا ابْنتي سعيد؛
زوجٌ أتى به القَدر.. ولم يكنْ بالمنْتَظَرْ.. صَوناً مِن الخطَرْ
وإنه غني.. وغيرهُ من الشبابْ.. لا يفيدْ!
شبابُ هَذا العصرِ.. غير مستقيمْ.. الكلّ طائشونْ
الكلّ فاسدونْ.. ومفْلِسونَ فاشلونْ..!
وباعَني.. "بشيك".. وقال: إنَّه اجتَهَدْ
وبي إلى "الثَرى".. عقَدْ.. وكتبَ "الكتابْ"!
وظنّ أنَّ ما أتى.. عَينَ الصَّوابْ.. يا ويحَهُ كيفَ عَقَدْ؛!
قيدني عَمْداً.. بِحَبْلٍ مِنْ مَسَدْ!
"يَعَوْهْ" "يَعَوْهْ".. يا حي يا قيومْ؛ يا ناصِرَ المظلومْ..!
* * *
وقِيلَ: إنّ خردتي.. يزهَدْ في السّفاحْ
لكِنَّه ارْتضى النّكاح.. يَعْمَلُ ما يشا.!
بَحَسَبِ السنَّةِ والكِتابْ.. مزاعمٌ.. جميعُها "هبابْ"!
"مَدَدْ" "مَدَدْ". مُطلّقاتُهُ.. بلا عَدَدْ.. وموبقاتُه بلا حِسَابْ..!
خلاصَةُ الكلامْ.. دَخلتُ في الزحامْ؛
وكنتُ رابعَهْ.. لعَدَدٍ مضى.. برابِعَهْ ورابعَهْ..!
لكنَّني كنتُ لَه مُخادعه.. بذَلتُ كلّ شيء
أرضيتُهُ.. أطعتُهُ.. خَدَمتُهُ. أكرمتُهُ!
بذلتُ كلَّ شيء.. أسرْتُهُ توَّهتُهُ؛
أحمد العلمي
3 سبتمبر 1978م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :315  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 525 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.