لَوْ لمْ تَكُنْ طُرْقُ هَذا الموتِ مُوحشَة |
مَخْشِيَّةً لاَعْتراها الناسُ أَفْواجا.! |
فقُلتُ مُلتزماً الالتزامَ نفسَه؛ لكنْ بأسْلوبِ الشعرِ الجديد: |
دعْهُمْ. فهُمْ مِن صَحارى "التِّيهِ قدْ نَسَلوا.." |
كالهِيمِ لَيْسَ لَهمْ حادٍ.. |
ولا دَليلٌ.. وهُمْ بالْوَهْمِ قد خَلَقُوا.. |
مِن "الرَّواسب" "عِجْلا".. |
لَه "خُوارٌ".. وقِدْماً صَاغَهُ "لَبِقٌ" |
مِنْ "قبضَةٍ" نَثرتْهَا نَعلُ صاحِبِهِ.. |
"مُوسَى" فأشبعَهَا.. |
من سِحْرِه؛ ثمَّ سَوَّى طِينَها "جَسَداً".! |
حَتَّى إذَا "خارَ".. ناجاهمْ بما "أَلِفُوا"..! |
وَقَهقَهَ "السَّامري" مَكراً.. فَدانَ لَهُ؛ |
أصْحابُ "هَارون" أفْراداً، وأزْواجا. |
* * * |
تِلكَ "النَّجاةُ".. |
و"نُوحٌ" في "سَفينتِهِ". |
أبان "شِرعَتَها".. "رَمزاً".. |
ومَنْ "سلكوا".. سَبيلها عرفوا.. |
لُغْز "الحياةِ".. |
الكلُّ فيها "سواءٌ".. إنْ هُمُ خضعوا.. |
لِقُدسِ "قانونها".؛ |
فلا "رَشَاوَى"، ولا "قُربى"، ولا "نَسَبُ"؛ |
ولا "نشانٌ"، ولاَ "مالٌ" ولا "حسبُ" |
ولا فوارقُ بينَ الناسِ إن هَطعوا.. |
لِلْعَدْلِ، إلاَّ "سلوكٌ. أو "معامَلَة". |
أو "عِلمُ" مُجْتَهدٍ، أو "عاملٍ" لبق.. |
أو مَن تعبَّدَ لِلفَنِّ "الإِصيل"،.. ومَنْ، |
صَانَ الفضيلةَ في"أطوارِ" سِيرتِه: |
خيراً، وشرا وإثراءً، وإحراجا. |
* * * |
تلكَ "سفينةُ النجاة". |
وحينَ "شذَّ بأماني عُهْره".. |
وبغرورِ كُفْرِهِ؛ |
ونَزوَات فِكرِهْ؛ |
هَوى.. وقَدْ كانَ "ابْنَ نُوحٍ".. |
داعية الإِصلاح.. |
و"صَانع" السفينة..! |
لم تُنْجهِ "دَعْوةٌ" مِن "نُوح" بَلْ صرَخَتْ |
في وجهِهِ "غَضْبةُ" الجبَّارِ: لَيْس له.. |
"قُرْبَى"؛ لَقَدْ عَقَّ "دستورَ" الحياةِ؛ وقَدْ |
عَصَا.. فقُلْ لهمو.. |
إن كابَروا.. وطَغَوْا |
سَتَنْدمونَ إذا "حَاقَ" "الهَلاكُ" "بكُمْ" |
هَلْ قددنا..؟ |
أمْ ظُنونُ الرُّعْبِ قَدْ جَمَحَتْ؟ |
أمِ الأماني تُناجي حُلْمَ يَقْظَتِها..؟ |
أم أنَّها يَقظةٌ؛ لا حُلْم يُزْعِجُهَا..؟ |
أم أنَّهُ.. "الشَّريطْ"..؟ |
يرْوي الحكاية في زُهْدٍ، وفي حَذَرٍ.. |
وكيفَ ذهَب "الكثيرْ".. |
من "الطُّغاةِ" والعُصاهْ.. |
صرعَى مَطَامعِ الحياهْ.. |
وذلكَ "الماضي" نَرَاهْ.. |
قد دَبَّ.. أخرسَ أَعْمَى كالدَّبا شرهاً.. |
ومزَّقَ النَّاسَ أفْواجاً.. فأفواجا.! |
* * * |
سفينةُ "الهُدى". |
سفينةُ "الوحدَةِ"، و"الحريَّهْ". |
سفينةُ "السلام"، و"المساواهْ". |
هذا.. هُوَ "المسْتَقْبلُ" السَّعيدْ؛ |
هذا.. هُوَ "الفجرُ" الجديد.. |
هُوَ.. الغدُ الوليدْ.. |
"وزوْرَقُ" الإِيمانْ.. |
في نهر أحلامِ "الأمانْ" |
وقَدْ يكونْ.. |
"غَوَّاصة" الإِشفاقِ.. |
في ظُلْمةِ الأعماقِ.. |
والخوفِ، والنِّفاقِ.. |
ترتَقِبُ الخلاصَ |
والشرُّ هائجٌ |
قد زحفتْ أمواجُهُ؛ |
وهدَرَتْ تُزبد كالْجبالْ؛ |
و"نوحُ" في سفينةِ "النجاهْ" |
يَصْرخُ بابْنِه: تعالْ |
لكنَّه.. يَصرُخُ.. عَاصِيا |
"لِيْ جَبَلٌ يَعْصِمُني".. |
فيصرخ "الهول" جبّاراً ويَجْرِفُهُ؛ |
ويَفْهَقُ الكَوْنُ بالأهوالِ أمْواجا |
* * * |
تِلكَ "سَفينةُ النَّجاه" |
و"سُنَّةُ" الدُّعاهْ؛ |
المخْلصينَ لِلْحَياهْ |
والحقِّ، والمساوَاهْ |
والأمر بالمعروفِ |
قد أقلَعَتْ.. مِن شاطئ الأمَلْ |
إلى مَرافئ الخُلُودْ |
تَنشدُ لِلْجُناهْ |
قَصائِدَ النَّجاهْ |
على زوارِق العَمَلْ |
ولا تُبالي رياحَ الخير تَسْنَحُ؛ أمْ |
تهوَّجَتْ لَفَحاتُ الشرّ تَهْواجا |