شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور عبد اللَّه مناع ))
بسم الله الرحمن الرحيم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ وأسعد الله مساءكم بكل خير. في هذه الليلة نحن نحتفي بالصديق الأديب المفكر الشاعر القانوني الدكتور أحمد عثمان التويجري، أجد نفسي تماماً كما كنت ذات يوم في اليابان في زيارة امتدت لأحد عشر يوماً طفْتُ فيها في كثير من مدن اليابان طوفَ المشتاق لكل مكان فيه، فاليابان كانت بالنسبة لي هي رد الاعتبار لآسيا التي كانت دائماً محرومةً مظلومةً مستعمرةً، في اليابان التي كانت مهزومة عام 1945م. استطاعت أن تعيد بناء نفسها من جديد وأن تحقق ذاتها. وأن تصبح في الصف الأول بين القوى الكبرى في هذا العالم.
فكنت هناك أزورها زيارة المشتاق إليها, وبعد أن انتهت الزيارة، وطفت في كثير من مدنها وقفت أسأل نفسي ماذا آخذ وماذا أدع، وكل شيء حولي جديد جديد، أنا اليوم وأنا أرحب وأتحدث عن الدكتور أحمد أسأل نفسي ذات السؤال عن ماذا أتحدث وعن ماذا أدع!
د. أحمد حقيقة عرفته قبل أن أراه، وعرفني قبل أن يراني، ولكني لم أره إلا في مطلع التسعينات الميلادية من القرن الماضي. كنت أعرفه من خلال مقالاته الجميلة القليلة وقصائده الأجمل ولكنني لم أره إلا في ذلك اليوم أو في ذلك المساء في نادي صحيفة الأهرام في آخر أدوار مبناها الجميل في شارع الجلاء، في تلك الليلة دار حوار بين كوكبة من المثقفين من العرب وقد كانوا جميعاً نجوماً ومن بينهم الدكتور أحمد التويجري، ومن بينهم الدكتور عمر كامل، دار الحديث حول مشروع حضاري تتبناه صحيفة الأهرام أو تتبناه هذه المجموعة التي اجتمعت في ذلك المكان، وقد تحدث الحاضرون عن هذا المشروع وأفكارهم حوله، ثم انتهوا إلى تشكيل لجنة عربية لتتولى متابعة هذا المشروع حتى يظهر إلى الوجود، وكانت المفاجأة وأنا بين الحضور أنني رُشِّحتُ لأن أكون أحد أعضاء هذه اللجنة من قبل الدكتور عمر كامل ثم ثنَّى على هذا الترشيح شاب وسيم جميل هو الدكتور أحمد التويجري.
تلك اللحظة رأيته لأول مرة، ثم بعد ذلك التقينا مرات عديدة كان من بينها فيما أذكر معرض الكتاب، وفي مصر. وقد كانت على ضفاف المعرض أمسيات شعرية، وندوات ولقاءات كان من بينها الشاعر العظيم العراقي الجواهري وكانت تلك الأمسية في الأوبرا المصرية في مسرحها الصغير، كان الجواهري في تلك الليلة وهو ينوف على التسعين عاماً، وكأنه ابن الثلاثين عاماً شاباً نضراً جميلاً حافظاً كل قصائده. بهرنا في تلك الليلة بشعره ثم انتهى شعر الشاعر وبدأت فرقة موسيقية تقدم بعض ألحانها، استمعنا إلى تلك الألحان وكانت المفاجأة أن المفكر الإسلامي والكاتب الإسلامي، والشاعر الإسلامي الدكتور أحمد التويجري أول من يقوم ليحيي أعضاء هذه الفرقة واحداً واحداً، وفي تلك الليلة وبعد هذه الأمسية الجميلة ذهبنا نبحث عن مكان نتناول فيه بعض الطعام ونحن في الطريق للبحث عن هذا المطعم, وقبل أن نصل إلى هذا المطعم وقد كان يبعد بعض الشيء أسمعنا الدكتور أحمد بعضاً من قصائده. بعد أن انتهت تلك القصائد قلت إن هذا هو نجم التنوير، وهكذا يكون التنوير نعم نحن مسلمون، نعم نحن نشهد بأن لا إله إلا الله ونقيم الصلاة ونؤدي الفروض الخمسة والأركان الخمسة، لا يمنعنا هذا أن نعيش حياتنا، أن نستمع إلى موسيقى ونقرأ شعراً.. وأن نكتب الأدب وأن نكتب الرواية وأن نكتب القصة وأن نعيش حياتنا.
الدكتور أحمد أحد رموز التنوير لهذا الشباب، الدكتور أحمد التقيتُ به مرة أخرى وقد كنا في الجنادرية عام 1995م. أو 1996م. وكان هناك حفل لتكريم شخصية ذلك العام وقد كان شيخنا العظيم والجميل الشيخ حمد الجاسر، وهو أيضاً يعتبر أحد روّاد التنوير أو كما أسميته ذات يوم إنه "طهطاوي الصحراء" نسبة إلى رفعت الطهطاوي المعروف في تاريخ الثقافة المصرية بالإبداعيات المصرية، عندما صحب أول مجموعة من الطلبة المبتعثة إلى باريس التقيت بالدكتور أحمد في تلك الليلة فاجأني الدكتور أحمد التويجري من بين الحاضرين وكانت لي كلمة عن شيخنا الجليل حمد الجاسر. فالتقينا بعدها، ودار الحديث عن الوطن وهمومه، وقد أخبرني هذه الليلة أن موضوعه سيكون هو الوطن وهمومه.
أرحب بالصديق العزيز الحبيب الدكتور أحمد التويجري وأشعر بسعادة بالغة أن الاثنينية كان من بين فضائلها أن تستضيف قلماً وفكراً. كقلم وفكر الدكتور أحمد التويجري.
سعيد به وسعيد بحضور هذه الاثنينية، لا بد أن أضيف شيئاً آخر أقول إن الدكتور أحمد التويجري وهو حتى ولو ولد في جدة إنما هو ابن الصحراء. والحقيقة هذه الصحراء عجيبة فمنها ظهرت أقوى الأفكار، وأحد الآراء وأجمل الآراء، القصيمي نموذجاً قد يكون نموذجاً متطرفاً ولكنه ليس النموذج الوحيد. هناك نماذج أخرى من هذه الصحراء ظهرت ولمعت وتألقت، ومن بينهم هذا الذي نحتفي به أو نستضيفه الليلة في الاثنينية الدكتور أحمد التويجري، حقيقة أن الوطن يفتخر أن من بين أبنائه رجلاً مثل أحمد التويجري أهلاً به وسهلاً ومرحباً به، وأعتذر إذا كنت قد قصرت فيما يصح أن أقول والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
عريف الحفل:أنقل الميكروفون الآن إلى الزميلة الإعلامية الصحفية الأستاذة منى مراد الصحفية في جريدة البلاد ومجلة اقرأ.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1115  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 191 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج