الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > كلمة سعادة الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن حامد أبو زنادة

(( كلمة الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن حامد أبو زنادة الأمين العام للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها يلقيها بالنيابة عنه الأستاذ حسان كتوعة ))

كم كنتُ أودُ أن أحظى بشرف حضوري بينكم اليوم لأشارك بالحديث في هذا الاجتماع الطيب المبارك, ولكن منعتني ارتباطاتٌ سابقة تعذرَ التخلصُ منها وآمل أن تجد مشاركتي هذه مجالاً بين المتحدثين.

وليس من شك أن مجرد التواصل مع هذا المنتدى الثقافي والأدبي هو في حد ذاته شرف كبير، فالاثنينية برائدها المفكر والمبدع الشيخ عبد المقصود خوجه تمكَّنت خلال ما يقرب من ربع قرن أن تملأ فراغاً في الساحة الفكرية والأدبية ليس فقط على المستوى المحلي بل على المستوى الإقليمي, ولن أبالغ لو قلت على المستوى الدولي.

والحديث عن ضيفنا صاحبِ السمو الملكي الفريق الركن الأمير تركي بن ناصر ابن عبد العزيز يُحفزنا بالضرورة إلى الحديث عن موضوع قريب إلى نفسي وإلى نفس كل مهتمٍ بشؤون البيئة في هذا الوطن الغالي, فقد كان لسموه الفضلُ بعد الله في الرقي بشؤون البيئة، فأصبحت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة التي تتولى شؤون حماية البيئة في المملكة العربية السعودية منذ أكثر من ربع قرن من الزمان كياناً شامخاً محلياً وإقليمياً ودولياً, حيث تتولى معالجةَ قضايا بيئيةٍ معاصرةٍ شديدةِ الحساسية يهتم بها العالمُ أجمع ويشعر بصداها وانعكاساتها المواطنُ والمقيمُ في قطاعات كافة المجتمع.

ولقد كان لسموه الكريم خلال هذه الفترةِ القصيرة زمنياً من عمر الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بصماتٌ واضحة في تحقيق الإنجازات المشهودة التي حققتها الرئاسة, ويكفي سموه فخراً تأسيسُ جائزة الملك فهد بن عبد العزيز العالمية لإدارة البيئة ودورُها الفعّال في تحفيز علماء المنطقة والعالم أجمع لدفع مسيرةِ العمل البيئي الخلاق، كما كان لسموه الفضلُ في إصدار النظام العام للبيئة الذي يُؤمِّن بقاء التوازن البيئي الهش الحساس الذي كاد أن ينفرط عقُده وبدونه لا تستقيم الحياة، ناهيك عن الإنجازاتِ الأخرى الهامة التي تحققت على يدي سموه الكريم، منها على سبيل المثال وليس الحصر، الإدارةُ والبيئةُ المتكاملة للسواحل وجهوده في مكافحة التلوث البيئي بمختلف صوره، والحرصُ على إبقاء منطقة الخليج سليمة وتخليصها من الآثار السلبية كافة التي تركتها حروب الخليج المتعاقبة.

ومما يُحمد لسموهِ أخذُه بأفضل أساليب العمل لتحقيق التنمية المستدامة وتأكيده لأهمية تقييم الأثر البيئي للمشاريع سواء كانت صناعية أو زراعية أو غيرَ ذلك.

ولا يكتمل الحديثُ عن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة ولا عن سموه دون الحديث عن الجهود التي بذلها ويبذلها سموه في مجال الحفاظ على الحياة البحرية والبيئة في دول البحر الأحمر، حيث سعى إلى تكريس ذلك على المستوى الإقليمي، من خلال الدعم الذي قدمه للهيئة الإقليمية للحفاظ على البيئة البحرية في دول البحر الأحمر وخليج عدن, وكذلك ترأس سموه مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن البيئة وما ظهر للمجلس مؤخراً من جهود مرموقة.

كل هذه المسؤوليات الجسام والإنجازات المضيئة لم تَشغلْ سموه عن الاهتمام بجانب حيوي آخر يُعَد من أهم الجوانب المؤثرة في تأمين حماية البيئة ودعمِ جهودها، وهو جانبُ تعزيزِ الوعي البيئي لدى المواطن والمقيم، وبثُّ روح الشعور بالمسؤولية الفردية والجماعية تجاه حماية البيئة ومكوناتِِها. ولقد كان لإصدارِ مجلة البيئة والتنمية دور فعّالٌ في هذا المجال.

ويهمني هنا أن أؤكد على التعاون المثمرِ والخلاق القائم بين مؤسستينا، وهو ما مكَّن الهيئةَ والرئاسة من المضي قُدماً نحو تكامل جهودهما للحفاظ على البيئات الطبيعية والحياة الفطرية في المملكة، تحقيقاً لتوجيهاتِ القيادة الرشيدة يحفظها الله، ومتابعة حثيثة من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ورئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها ورئيس اللجنة الوزارية للبيئة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عريف الحفل: يسرني أن أحيل الميكروفون إلى سعادة الدكتور أحمد بن عبد الله عاشور الوكيل المساعد لحماية شؤون البيئة.

سعادة الدكتور أحمد بن عبد الله عاشور: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم. السلام عليكم صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة. صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الرحمن بن سعود.

السادة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كان من المفروض أن يبدأ الحديث زميلي الدكتور سمير بخاري المسؤول عن الأرصاد, أرجو أن تسمحوا له ليلقي كلمته ثم أكمل بالنسبة للبيئة. شكراً دكتور.