شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الدكتور سعود المختار ))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة على سيدي وحبيبي ونور عيني وقائدنا وحبيبنا محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً وبعد.
فإنها ليلة حجازية مقصودية طيبة الهواء، عذبة الأصداء، يعم الحب فيها جميع الأرجاء، كيف لا وقد شرفني صاحب هذه الاثنينية بارك الله فيه وفيها أن أكون بين نخبة من أساتذتي، وأبدأ من يميني بالدكتور عبد الله نصيف، معالي الدكتور رضا عبيد، معالي الدكتور محمد عبده يماني، والذين كانوا أساتذتي ويعلّموننا عندما كنا صغاراً، وأما كلمتي مع أستاذي الذي شرفنا صاحب هذا المكان بالكلام عنه. إن هذا الرجل عرفته يوم كنت معيداً في جامعة الملك فيصل، كنت يومها أنظر إلى هذا الرجل إذا تحدث إلى معاشر الشباب ترقرقت الدموع على الخدين لأنه يكلمنا عن أحسن الكلام، كلام الله عزّ وجل هذا الذي قال عنه عز وجل الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثانيّ تقشعر جلود الذين يخشون ربهم (الزمر: 23) وقال عز وجل: كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا أولو الألباب (ص: 29)، وقال عز وجل لو أنزلنا هذا الكتاب على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله (الحشر: 21) وقال عز وجل: الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً.. (الكهف: 1).
هذا الكتاب الذي قال الله عز وجل عنه: بسم الله الرحمن الرحيم وأنزلنا إليكم نوراً مبيناً (النساء: 174) كان يكلمنا وكنا نظن أن مثل هذا العالم الذي يرتسم الوقار على محيّاه. ويجمع بين عينين منكسرتين إلى ربه تذكر قصة صبر، وملحمة صبر وفقه الله إليها، وبين شفتين تمتلئان بالبسمة الحانية الكبيرة، كنت أظن أنه صعب المنال، ولكننا كنا نفاجأ أن نقدم بحثاً علمياً ونحن لما نتدرج في بحث من بحوث هذه العلوم، كان يفرغ لنا أوقاته جزاه الله خيراً، في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، والتي لم تكن بعيدة عنا، كان بأخلاقه الكبيرة استطاع أن ينتظم مجموعة كبيرة من الأساتذة مثل: د. علي الدفار. د. زياد الرباعي الدكتور محمد البرادعي، فكان الناس يلتفون حوله فكان مجمعاً للقلوب ومجمعاً للخير فجزاه الله عنا خير الجزاء.
يا سادتي الدكتور زغلول يمتاز ببعض الميزات الرائعة الكبيرة، لقد منّ الله عليه بالقرآن فحسّن لغته وهذّبها وفصّحها وأطلقها، فهي تجمع بين السهل الممتنع وبين الوقار الذي يجلل كلامه جزاه الله خيراً، كما أن هذا القرآن أطلق العملاق الروحي من قلبه.
فإذا تكلم أسمع، وإذا تكلم جعل الآذان تشنف بكلامه جزاه الله خيراً، الدكتور زغلول النجار أطلق بيننا (العبادة المنسيّة) وأركّز للحاضرين أخوتي وأخواتي فأقول:
إنها أعظم عبادة منسية في حياتنا لا يعلمنا إياها أساتذتنا في المدارس ولا يعلمنا إياها إلا القليل من أمثال معالي الدكتور محمد عبده يماني، وفي كثير من كتاباته يشرق بنا بروحانيات لا نكاد نجدها في كثير من كتَّابنا ومربينا وأساتذتنا إن د. زغلول يطلق عبادة التأمل التي سئلت عنها أم الدرداء بعد أن مات زوجها وحبيبها أبو الدرداء فقيل لها: يا أم الدرداء ما كانت أعظم عبادة أبي الدرداء, قالت (التأمل)، كانت أعظم عبادته التأمل والنظر في آيات الله، في الكتاب المقدس، وآيات النظر في الكون وآيات الله المبثوثة في الكون، د. زغلول النجار يبني القناعات، هذه القناعات، مرة أخرى لم يتجه تعليمنا وللأسف إلى بنائها يوم اهتم بالحشو، وكميات المعلومات الهامة والهائلة التي نجعلها في قلوب الطلاب وعقولهم بل التي نجعلها في آذانهم ثم لا تلبث أن تذهب في أوراق الامتحانات وتنتهي لتذهب بعد ذلك، أما القناعات التي جاء بها الأنبياء التي جعلت من النبي صلى الله عليه وسلم يكنس بيته ويخدم أهله، ويخسف نعله، ويقطع اللحم لأهل بيته ومع ذلك, كان يمتلك من القناعات، كما قال المفكر برناردشو، لو عرضت مشاكل الدنيا على محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم لحلها وهو يحتسي فنجاناً من القهوة، هذه القناعات التي ربانا عليها أستاذنا الدكتور زغلول هي التي تحتاج من جيل العلماء اليوم أن يطلقوها في قلوبنا حتى نقف على أرض صلبة، الدكتور يجمع بين البساطة والحزم. فهو بسيط لكنه حازم. فمواقفه مشرفة، من أراد أن يميّع قضية قرآنية وقف له بالمرصاد، ويجمع بين الصّرامة العلمية وبين اللغة البسيطة، كما عودنا أن يكون وسطاً بين الظاهرية المقيتة والاستبطان الممجوج، فلا تجد عنده تمحكاً في البحث عن بعض المعاني، ولا تجد عنده الظاهرية المقيتة، أقول كلمة لراعي هذا المكان، أنا آمل من الأستاذ عبد المقصود خوجه جزاه الله خيراً إذا أراد تكريم هذه الهامات الكبيرة أن يطالبهم بقضية، أن يأتي معه بشاب صغير يحمل عنه العلم حتى نكون كما كان الطنطاوي عندما رباه فارس الخوري على إطلاق الكتابة وربى أنور العطار شاعر الشام العريق، حتى كان أنور العطار شاعر الشام، نريد أن يأتي عملاق كبير بيده شاب صغير يأخذ هذا العلم عنه، وأنا أقول له سر على درب من قبلك. كما أتمنى على الأستاذ عبد المقصود جزاه الله خيراً أن يتكفل بترجمة كتاب أستاذنا، حاولنا ترجمة بعض هذه الكتب ووزعناها في الطرق على الجيش الأمريكي، وهذا نوع من الجهاد منسيّ يغيب عنا كثيراً، وأخيراً أسأل الله أن يفتح علينا وعليكم وأن يوفقنا وإياكم في هذه الأرض المباركة حتى تكون أرض منارات وهدى، حتى تكون للعالم كله من أرض الحجاز المباركة الطيبة وبارك الله في أستاذنا وبارك الله في مضيفنا. والسلام عليكم ورحمة الله.
 
عريف الحفل: نأمل من السادة المتحدثين الاختصار لضيق الوقت حتى نفتح باب الحوار للأسئلة الكثيرة. وصلني 20 سؤالاً حتى الآن، أنقل الميكروفون الآن لسعادة الأستاذ الدكتور حسان شمسي باشا الطبيب والكاتب المعروف.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :558  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 166 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج