شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة السيد الرئيس أحمد قاديروف, رئيس جمهورية الشيشان ))
(تحدث الرئيس بالعربية قائلاً):
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين أن هدانا للإسلام, وجعلنا إخوانا بكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله, وشرفنا بمحمد نبي الله, صلى اللهً عليه وسلم, وأن اتفقنا واجتمعنا بكلمة واحدة في هذا المكان, وفي هذه الأرض المقدسة المباركة. تلك الأرض التي منها ينتشر الإسلام إلى كل العالم الإسلامي.
 
(تحدث الرئيس بالعربية مقاطعاً المترجم):
المترجم كان يحاول أن يترجم إلى اللغة الروسية ظناً منه أن البعض لم يفهموني، المفروض أنه يترجم إلى العربية حين أتكلم أنا بالروسية. وقد بدأت كلمتي بالعربية, فقد درست اللغة العربية وإن كنت قد نسيتها, إلا أنني أحب اللغة العربية؛ لأن لغة القرآن العربية والنبي عربي, ولغة الجنة كذلك العربية.
أود أن اشكر جميع الحاضرين, وقبل كل شيء أود أن أشكر سعادة الشيخ على هذه الدعوة. أود أن أشير إلى أني أرى هنا الكثير من كبار المسئولين, وكثيرا من الشخصيات المعروفة, وقد تشرفت اليوم كذلك بالتعرف على الشيخ الصابوني الذي قرأت كتابه من قبل, وهذا شرف كبير لي. أود أن أشكر مرة أخرى صاحب هذا المنزل الرائع, الذي جمعنا كلنا فيه.
 
أود أن أحدثكم الآن بعض الشيء عن الشيشان؛ يتكلم الكثير في العالم الآن حول الحرب التي تجري في الشيشان, ولكنهم لا يعرفون في الحقيقة ما يجري هناك. يتقول القائلون أن الحرب تجري هناك ضد المسلمين, وآخرون يقولون أشياء أخرى, وإني أريد أن أقول الشيء الآخر تماماً.
 
بعض الناس يقولون أن الحرب التي هناك هي الحرب المقدسة أو ما يسمى بالجهاد. في عام 1995 عندما كانت الحرب الأولى جارية في الشيشان, كنت أنا ضمن المجاهدين, وأنا أؤكد مرة أخرى أنه في ذاك الوقت كان الجهاد حقيقياً، لأنه وقتها لم نبدأ نحن بالحرب.
 
بعد انتهاء الحرب الشيشانية الأولى خرج الجنود الروس أنحاء جمهورية الشيشان, ولم يبق ولا جندي واحد على أرض الشيشان. اليوم يمكن أن يطرح البعض سؤالاً، هل دخل الجنود الروس اليوم الشيشان؟ نعم دخلوا, ولكنهم دخلوا بسببنا, ونحن الذين استدعيناهم.
 
بعد حرب الشيشان الأولى وبعد توقيع المعاهدة السلمية مع جمهورية روسيا الاتحادية, تم انتخاب رئيساً لجمهورية الشيشان وتأسست الحكومة, لكن الرئيس والحكومة لم يفعلوا أي شيء يمكن أن يعطي صلاحية وفرصة للحياة السياسية في الجمهورية بل على العكس, فتحت جمهورية الشيشان الأبواب على مصراعيها, ولهذا دخل جمهورية الشيشان عدد كبير من المجرمين والمخربين, الذين لم يكن لهم في الحقيقة مكان في بلادهم. هؤلاء الناس, إن جاز لنا أن نسميهم أناس, بدأوا بتنظيم المعسكرات التخريبية, وبإغراء الشباب المراهقين, ونظموا مجموعة من المخربين الذين هاجموا ودخلوا أراضي داغستان المسلمة.
 
هذه المجموعات التخريبية دخلت في إقليمين من المناطق الجبلية في جمهورية داغستان المسلمة, وفي تلك المناطق لا يقطن أي روسي ولا أي شخص من أي ديانة أخرى, الكل كان من المسلمين؛ فكيف يمكن لنا أن نتصور أن هذه المجموعات دخلت إلى هذه الأراضي المسلمة بهدف الجهاد.
(تحدث الرئيس بالعربية مقاطعاً المترجم):
لما دخلوا كان ذلك في الصباح, واحد منهم وكان عربي سمع آذان الصبح فسأل، كيف لنا أن ندخل هنا, هنا يعيش مسلمون ويصلون.
 
(الرئيس/ المترجم):
كما قلت الآن فإن واحدا من تلك المجموعات كان يظن أنه ذاهب إلى الجهاد في مكان روسي, ولما سمع الآذان, تساءل!!.. إلى أي منطقة نحن ذاهبون!!..
في ذلك الوقت كان رئيس الشيشان هو أصلان ماسخادوف؛ فلم يقدم الاعتذار لشعب داغستان المجاور المسلم الشقيق, ولم يقم بمعاقبة هؤلاء المجرمين, بل على العكس قام بتعيينهم قادة لفصائل مسلحة, وأخذ الحرب على عاتقه, وهكذا أدخل الحرب إلى جمهورية الشيشان.
وقتها كنت أنا مفتي جمهورية الشيشان, وقد بذلت جهداً كبيراً وواسعاً لكي أمنع الحرب, أما وقد قامت الحرب فقد كان عليّ واجباً كبيراً وهو تقليل أضرار ويلات الحرب على جمهورية الشيشان.
أنا متأكد أن بعض الحاضرين هنا سمعوا شيئاً مما كان يقال عني, وخاصةً أن ممثلي هؤلاء المخربين كانوا يدورون في أنحاء العالم حيث كان لديهم إمكانيات مادية ضخمة, وكانوا يتهمونني بأنني انحرفت عن الإسلام, وأنني انضممت إلى المعسكر الكافر ضد الإسلام، ولكنني كنت متأكداً أنني ذهبت إلى طريق الحق والحقيقة.
أود أن أقول بضعة كلمات عن عائلة قاديروف بدون أن أطيل في ذلك؛ فأنا من عائلة متدينة, وكل أفراد عائلتي, والجد والأب نشأوا وترعرعوا في أسرة دينية متعلمة. أنا أقرأ القرآن منذ كان عمري خمس سنوات. وأيضاً كان جدي من العلماء, وكان اسمه عبد القادر, وكان مدرساً للقرآن أربعون عاماً في جمهورية الشيشان. ولم يكن هناك أي فرد واحد في عائلة قاديروف منتسباً للحزب الشيوعي السوفيتي, أو موظفاً في أي من الدوائر الحكومية ولا حتى على مستوى القرية. كما أنني شخصياً لم أطمع أن أكون رئيساً للجمهورية أو لأي مزرعة تعاونية صغيرة، ولكنه القضاء والقدر وهكذا قدر لي, وأنا الآن أحمل العبء الثقيل على كتفي, فالجمهورية مخربة, ومهدمة بالكامل. كما أن لدينا عدد كبير من المهاجرين الذين هاجروا من جمهورية الشيشان, ويقدر عددهم بآلاف كثيرة. عشرات الآلاف من الأطفال أصبحوا يتامى بدون أبوين, عشرات الآلاف أصبحوا من العجزة وفاقدي للأيدي والأرجل.
نتساءل!! هذه ليست الحرب الأولى في الشيشان, هذه الحرب مستمرة عبر القرون, ودائماً تكون الحرب تحت ستار الحرية, وأن الشعب الشيشاني يبحث عن حريته ويريد الاستقلال عن روسيا؛ ولكن الأمر ليس كذلك. عندئذ نتساءل, لماذا الحرب إذن!! أنا فكرت في ذلك كثيرا, ووصلت إلى نتيجة خلاصتها أن الشعب الشيشاني هو شعب بسيط, يثق بسرعة في أي شخص آخر أو بأي فكرة تعرض عليه, وخاصة إذا كانت من الخارج. كما أن الشيشان أيضاً محاربين شرسين؛ ولذلك كانت القوى الخارجية تستخدم الشعب الشيشاني في أغراضها السياسية العسكرية, وما يجري في الشيشان على مدار الأحد عشر أو الإثني عشر عاماً الماضية يظل الهدف الرئيسي منه هو تخريب دولة روسيا وتمزيقها, والذي يقوم بهذا العمل هم أعداء دولة روسيا.
كنا أيام الاتحاد السوفيتي ممنوعين من دراسة الإسلام أو إقامة الشعائر الدينية؛ فأنا درست القرآن في كازاخستان, وعندما كنت أدرس اللغة العربية عند عمي جبرائيل, لم يكن أحد من الأطفال في الحي يعلم أنني أدرس اللغة العربية, لأن عمي قال لي إذا علم الأطفال بذلك ينتشر الخبر, ويمكن أن يسجن هو بسبب تعليمه للغة العربية. الآن تغيرت الأمور عكسياً تماماً، حيث أنه مسموح بفتح أي مدرسة لتعليم القرآن, وقد افتتحت أول معهد إسلامي لتعليم وتحفيظ القرآن في شمال القوقاز, وكنت مديراً له.
لذا نتساءل, ما هو الهدف من هذه الحرب, وماذا حدث نتيجة هذه الحرب!! الجواب هو أن أعداء روسيا يريدون تمزيقها, وهؤلاء الأعداء يستخدمون الشعب الشيشاني لتنفيذ خططهم؛ وكما يقول المثل الروسي "الشيشان يبقوا دائماً عند العربة المحطمة".
إذا تتبعت الشخصيات التي خانت وخدعت الشعب الشيشاني أمثال يندربيف, وأتوجا, وخاليماف؛ تجدهم كلهم الآن يعيشون في بعض الدول العربية. إذا كانوا يزعمون أن ما يفعلونه جهاد, في أي مكان يجب أن يتواجد المجاهد, أظن انه من الواجب أن يكون في المعركة وليس في الخارج؛ يجب أن يكون في ارض المعركة يجاهد ويحارب. ولكن ستجد أحدهم يعيش في دبي, والآخر في تركيا, والثالث في مكان آخر, ومن أماكنهم هناك يحاربون ويجاهدون. وفي الحقيقة فإن الشعب الشيشاني هو الذي يعاني من ويلات الحرب.
هؤلاء المخادعون يسافرون ويجتمعون مع شخصيات ترغب فعلاً في تقديم المساعدة للشعب الشيشاني, ويقومون بخداعهم بكلامهم, ويجمعون منهم الأموال التي تكون سبباً في إراقة مزيد من الدماء وتنفيذ العمليات الإرهابية. وللأسف فإن هذا الأمر وصل أيضاً إلى المملكة العربية السعودية؛ حيث أن الإرهاب سلسلة واحدة متكاملة.
اليوم, الحمد لله بدأت الحياة السلمية في جمهورية الشيشان, وقمنا بإجراء استفتاء حول الدستور الشيشاني, وتم إقراره من قبل الشعب الشيشاني, وتمت أيضاً انتخابات الرئاسة في جمهورية الشيشان. وقمنا كذلك بإجراء الانتخابات التشريعية للبرلمان الروسي ممثلين عن جمهورية الشيشان.
ورغم ذلك, فإنه للأسف لا يزال إلى الآن يوجد جزء من هؤلاء المخربين, وأنا أشعر بالأسف لاستمرار وجودهم في الشيشان, كما أنني أشعر بالأسف عليهم, وندعو الله سبحانه وتعالى أن يصلحهم ويهديهم إلى الطريق المستقيم. أما إذا لم يهتدوا, فسوف نقوم بتجريدهم وإرسالهم إلى أي مكان آخر.
لقد أطلت عليكم الحديث ولكنني أردت أن تتكون لديكم فكرة ولو محدودة عن جمهورية الشيشان. وأود أن أذكر هنا أنه قد كان لي لقاء مع صاحب السمو الملكي ولي العهد, سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز أثناء زيارة سموه إلى موسكو في روسيا الاتحادية, وأبديت لسموه رغبتي في زيارة المملكة العربية السعودية بعد الانتخابات لكي أوضح حقيقة ما يدور في جمهورية الشيشان. واليوم, بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه استطعت أن أقوم بتوصيل هذه المعلومات لحضاراتكم.
إذا كنت قد أطلت عليكم الحديث, وعلى الحاضرين؛ فإنني أطلب منكم العذر, وجزاكم الله كل خير.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1565  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 192 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج