شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حفل التكريم
(( كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه ))
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله الذي أنعم علينا بوحدة الصف، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين, إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ونبيك ورسولك، نبينا محمد وعلى آله وصحبه صلاة تليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك.
سيادة الرئيس, معالي الحاج أمين قاديروف، رئيس جمهورية الشيشان بروسيا الاتحادية. أصحاب السماحة والفضيلة والمعالي والسعادة المشايخ والأساتذة أعضاء الوفد الرفيع المرافق لمعاليه.
سعادة سفير جمهورية روسيا الاتحادية..
سعادة قنصل جمهورية روسيا الاتحادية بجده..
أصحاب المعالي, وأصحاب الفضيلة..
سعادة الأساتذة الأفاضل..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسعدني يا سيادة الرئيس والوفد المرافق لك أن أحييك باسم هذا الجمع الكريم من أصحاب المعالي والفضيلة السادة الحضور، وباسم الاثنينية؛ المنتدى الذي سأتكلم عنه لاحقاً في كلمتي هذه, وباسمي شخصياً أن أرحب بكم أجمل ترحيب.
إن زيارتكم لهذا البلد الكريم تسعدنا وتمد جسور التواصل بيننا كإخوة مسلمين يشد بعضنا أزر بعض؛ كالجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو, تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
اللهم اسبغ علينا نعمة الإسلام, وعطية التواصل, وقنا كل تفرقة؛ مذهبية كانت أو عنصرية, واحفظ علينا وحدة الصف.
أول ما نبدأ به تهنئتكم بسلامة الوصول لهذه الأراضي المقدسة, ونهنئكم بأداء العمرة, وأن تكون بمشيئة الله سبحانه وتعالى مكتوبة في حسناتكم بحجة، وهو القادر على كل شيء.
أسدي الشكر لأخي سعادة قنصل جمهورية روسيا الاتحادية في جده سعادة الأستاذ أمير باشا زينالوف, الذي يتواصل معنا من خلال منتدى الاثنينية؛ لقد كان قناة صحيحة لتعريفنا بكثير مما يدور في بلادكم البعيدة عنا مسافة, والقريبة إلي قلوبنا روحاً ومحبة, فقد كنا نجهل الكثير عنكم, وقد أوضح لنا كثيراً من المعلومات التي ألقت الضوء على حفاظكم على دينكم الكريم الذي هو دين الإسلام الذي يجمعنا والحمد لله, والذي ننعم على أرضه، التي هي أرض الرسالة؛ مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ومبدأ رسالته, ونزول القرآن الذي كان أول ما أنزل فيه.. اقرأ, وهى الأرض التي تنعم بظلال البيت والحرم. كل هذه القداسات التي جمعتنا في هذه الأرض التي امتد طيب عطائها عبر القرون فألفت بين قلوبنا, وما هذه الزيارة إلا تأليف للقلوب وتوطيد للمحبة التي تربط المسلم بأخيه المسلم.
إن الاثنينية التي تزهو بعامها الثاني والعشرين منذ بدء فعالياتها في 1403هـ الموافق 1983م, والتي حظيت بفضل الرجالات الذين أكرمونا, وأثروا العلم والفضل والأدب بعطاءاتهم, وأعطونا شرف تكريمهم وتوثيق مسيرتهم, بدءاً بالمملكة العربية السعودية دون تمييز شرقها وغربها وجنوبها وشمالها. ومن نعم الله علينا أن امتد نشاطها فشمل كثيراً من الدول العربية, وامتد أكثر من ذلك إلى بعض الدول الإسلامية.
والحمد لله, فقد حدث في مسيرة الاثنينية فاصل جميل؛ إذ جرت التوأمة بيننا وبين المغرب الشقيق برسالة من جلالة الملك محمد السادس ملك المغرب فنحن نسعد سنويا بعالم فاضل يشرفنا في الاثنينية بترشيح من صاحب الجلالة الملك محمد السادس, ونحن نتطلع إلى اليوم الذي تشرف فيه الاثنينية وقد خرجت من مفهومها الشخصي إلى مؤسسة إن شاء الله؛ تبدأ مسيرتها فتكمل الصورة بترسيخ هذه التوأمة في كل بلد عربي وإسلامي. ونتطلع إن شاء الله أن تكونوا من أوائل من نستضيف منهم ولو عالماً واحداً في أي مجال من مجالات الثقافة والفكر. حيث أن الاثنينية, من أهم عواملها التي قامت عليها ألا تكون طرفاً في أي أمر سياسي أو عقائدي أو مذهبي أو تصفية حسابات؛ فهي للعلم والفكر والثقافة بجميع أنواعه, بعيداً عن تلك الاتجاهات التي أشرت إليها, والتي دائماً توقع من معها في كثير من المخاطر؛ لأن هذه الأمور لايمكن أن ترضي الجميع. ونحن لهذا المنتدى أن تظلله روح الألفة والمحبة, وهذا لا يتم إلا إذا كانت تلك الأمور بعيدة عنا, ونحن بعيدون عنها.
إننا كنا نسمع في عهد ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي كم كنتم المغلوبين على أمرهم في أمور دينهم, وكم كنتم المكافحين والمناضلين بحمد الله, الحافظين على أماناتكم, وقد كنتم كالقابضين على جمر.
وقد زرت الاتحاد السوفيتي قبل ما يقرب من خمسة وثلاثين عاماً, وقد زرته أيضاً بعدما أصبح روسيا الاتحادية. وقد سمعت من علماء أفاضل, ورجال أكابر كرام كيف كنتم تعلمون أبناءكم, وتتدارسون دروسكم في سراديب على ضوء الشموع والمسارج, وكم كانت هناك آذان تتبع مسيرتكم, وتسوق من يوقعه سوء الحظ ويكتشف أمره إلى سيبيريا, وكثير من قضى نحبه مدافعاً عن العقيدة. وها نحن نرى اليوم هذه الوجوه المشرقة عطاءً لتلك الأساليب القمعية التي كانت تحدث والمسيرات السيئة التي كانت تريد بالإسلام سوءاً لتئده, ولكن الله دائماً غالبٌ على أمره.
إن الخير والحمد لله يكتنف هذا الدين الحنيف بمسيرته الخيرة, وهذا مثل مشرق لأصحاب العقيدة النقية التي تريد في أسوأ الظروف, وفي أحلك أوجه الظلمة أن تحافظ على دينها.
فالحمد لله أن وجد بعضنا بعضاً, وامتدت أيدينا لبعضنا البعض, فيجب أن تسود المحبة الجميع, ويجب أن نعيش في ظل السلم والسلام, والإسلام هو ذلك الدين إلى يظلل السلم والسلام. والسلم والسلام مشتق من الإسلام بمعانيه الراسخة , وحتى اللغوية.
لا أود أن أطيل عليكم, ولكننا نتطلع بإذن الله أن تتواصل هذه المسيرة الخيرة بوجودكم الدائم, إلى أن نرى وجوهاً منكم بعد وجوه, وأن نسعد بتناوب الزيارات؛ منا إليكم, ومنكم إلينا؛ فنشد أزر بعضنا بعضاً في كل المجالات, ثقافية وفكرية وسياسية واقتصادية , فالأمور دائماً تكمل بعضها البعض.
وأنا سعيد أن أرى بينكم أصحاب السماحة من رجال الفتوى, ومن رجال العلم, ومن رجال المال والاقتصاد والبنوك والسياسة. هذا أمر جيد, ويدل على طرح جميل وتوجه جيد.
أرجو لكم طيب الإقامة, ولكم الشكر على تشريفنا في هذه الأمسية, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1237  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 191 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج