شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ حمد القاضي ))
بسم الله الرحمن الرحيم، وأسعد الله أوقاتكم..
أولاً شكراً لرجل الوفاء أديب النفس والدرس الأستاذ عبد المقصود خوجه الذي أتاح لنا ليلة الوفاء في ذكرى شيخنا ووالدنا حمد الجاسر -رحمه الله- وأرجو أن يستمر هذا النهج في تكريم الرواد التنويريين الراحلين، فهم جديرون بأن نستعيد سيرتهم ومسيرتهم، وأيضاً نذكِّر الأجيال الجديدة بعطائهم وكفاحهم وما قدموه لثقافة هذا الوطن ولتاريخه، ثم أدعو الله سبحانه وتعالى لشيخنا حمد الجاسر الذي جمعنا على محبته في هذه الليلة، أن يجمعنا وإياكم والغالين علينا في دار كرامته، وأتوقف على شكل برقيات سريعة عن شيخنا حمد الجاسر -رحمه الله-
فأولاً: أتحدث عن بعض الخصوصية بيني وبينه في بعض المواقف -رحمه الله-، وأنا من حزب المعجبين بالشيخ حمد الجاسر كما قال الأديب عبد الله مناع، وأذكر موقفاً واحداً قرأته في سيرته عندما كان يعمل فلاحاً في قريته الصغيرة "البرود" وأصيب ببعض المرض وكان هذا المرض سبب خير لثقافتنا وتاريخنا فلو لم يصب بالمرض لاستمر يفلح الأرض كشأن آلاف الفلاحين، ولكن هذا المرض جعله يتوجه إلى فلاحة الورق فأعطى وأبدع -رحمه الله- .
أتوقف عند نقطة أخرى وهي: زهده بالأضواء وأدركت ذلك عندما طلبت منه رحمه الله عندما علمت أن لديه ذكريات ولم ينشرها فرجوته أن ينشر هذه المذكرات ولكنه كان يرفض وكان يقول: يا بُني إنني لا أريد أن أمتدح نفسي، فدع هذه الذكريات تبقى لتنشر أو لا تنشر، وظللت أتحايل عليه في نشر هذه الذكريات عندما اخترت له موضوعاً عن رحلاته ونشرته ثم جئت إليه أقول له أنني وعدت قراء المجلة "العربية" بأن أنشر مذكراته، فكان من لطفه وأدبه لم يخيب رجائي وبدأ في كتابة سواء ذكرياته التي الآن يقوم مركز الشيخ حمد الجاسر بتنسيقها وطباعتها بعد أن بذل أخي الدكتور عائض الردادي جهداً طيباً وموفقاً في جمع هذه المذكرات من المجلة "العربية" ومن غيرها، وتوثيقها حتى أصبحت جاهزة وأرجو أن نسعد بها جميعاً إن شاء الله.
ثانياً: تقدير الشيخ حمد الجاسر:- لم يتحدث عن أنه أحد أوائل الذين دعوا إلى تعليم المرأة والمشاركة في التنمية، هذا أمر قيل كثيراً، ولكن أدعوكم عندما تستمعوا لمذكراته أن تقرؤوا إحدى سانحتين له عن المرأة وعن زوجته أم محمد حفظها الله، لقد تحدث عنها حديثاً عجيباً، وأرجع لها الفضل في كثير مما وصل إليه، وقال عنها كلاماً رائعاً من حق كل امرأة في هذه البلاد أن تفخر أن رجلاً مثل حمد الجاسر بعلمه وريادته يقول عن امرأة وعن زوجته مثل هذا الكلام ويرجع لها الفضل في كثير مما وصل إليه -رحمه الله- وحفظ زوجته أم محمد.
أتوقف عند ذاكرة الشيخ حمد الجاسر العجيبة، أذكر مرة عندنا كنا في ضحويته في يوم الخميس وجاء الحديث على ما أعتقد عن السنة التي توفي فيها أحد الشعراء، وكان من بين الحضور أخي الدكتور عائض الردادي أحد تلامذته الأوفياء، فطلب من الدكتور عائض أن يذهب إلى الدولاب الفلاني في مكتبته ويأتي بالكتاب الفلاني الجزء المحدد في الصفحة كذا، ففعلاً أتى أخي الدكتور عائض بهذا الكتاب وفتح الجزء والصفحة وإذا وفاة الشاعر عام كذا وكذا وذكر الشيخ الصفحـة والجـزء -رحمه الله رحمة واسعة-، أذكر أنه عندما كتب أو نشر إحدى سوانحه أن جاء نقد من أحد الكتّاب على هذه السانحة وذهبتُ إليه أستأذنه في نشرها فرحب بذلك وقال يا بُني إنني أفرح بالنقد أكثر مما أفرح بالثناء والشكر، عندها ترددت في الإطلاع على هذا النقد ولكن فوجئت أن الشيخ حمد سعيد بذلك، وسعيد بهذا النقد احتفاء بما عهد إليه من كتب، مرة أعطاني الدكتور عبد العزيز الخويطر عندما صدر كتابه الجزء الأول، وأعطيته "والدي" عاشق الأرض والمستعرضين وكان يطلق الأستاذ المرحوم محمد حسن زيدان على الشيخ حمد الجاسر هذا اللقب -رحمهم الله جميعاً- فبعد أسبوع وعندما أتيت للشيخ حمد الجاسر لآخذ سوانح ذكرياته وكان يريد أن يأتي مبكراً وأنا لا أحب أن أخرج من بيتي مبكراً، أتيت له الساعة الثالثة، فأعطاني رسالة من حوالي خمس عشرة صفحة، كلها إطراء على كتاب "أي بني" ملاحظات لغوية، وملاحظات أسلوبية، قلت: هل تريد أن أنشرها؟ قال: لا أريد، أريد أن أعطيها الدكتور عبد العزيز الخويطر فأعطيتها الدكتور ففرح بها وقرر أن يسحب هذه النسخ الموجودة في الأسواق ليعيد طباعة هذا الجزء "أي بني" لأضمنه ملاحظات الشيخ حمد الجاسر، تصوروا خمس عشرة صفحة في رسالة خاصة على كتاب واحد قرأه -رحمه الله- وخلال أسبوع.
أختم حواري الشيخ حمد -رحمه الله- رغم أنه رجل جاد وباحث ورأيتم وقرأتم عطاءاته وبحوثه ودراساته إلا أنه يحمل -رحمه الله- روحاً طريفة جداً، أذكر موقفاً أو موقفين، أذكر أن الأستاذ عمران العمران وبعض الأحبة في وقت المغرب في دارة العرب دارته بالرياض ونحن نتحدث للشيخ في هذه الجلسة ويتحدث إلينا، فجاءت إحدى سبطاته وقالت: بابا حمد (باي باي) قال الشيخ حمد -رحمه الله- : أنت في دارة العرب وتقولين (باي باي) قولي في آمان الله، فقالت: أوكى إن شاء الله، موقف آخر كان أحد الحضور في مناسبة قال للشيخ حمد إن مجمع اللغة العربية بالقاهرة يأتي أحياناً بتعريبات لا تُقبل ولا يقبلها الناس.. أذكر أن مجمع اللغة العربية بدمشق عرَّبَ "الفاكس" بكلمة عجيبة هي: "طبقصل" أي "طبق الأصل" لا نقبل هذه الكلمة، الشيخ حمد كان يطلق على الفاكس (اللاقط) أي أنه يلقط الورقة، فقال أحد الأخوة إن مجمع اللغة العربية عرَّب "تنورة" المرأة بـ (القفة) هل هذا صحيح يا شيخ حمد؟ قال: لا أذكر هذا لكن أذكر أنه المجمع عرَّب إحدى المصطلحات الأجنبية وكانت ليست لائقة وكتب الأستاذ المرحوم مصطفى أمين على مجمع اللغة العربية كأنه يستهزئ ويقول إن رئيس المجلس قال له تعليقات مضحكة يذكرها كل الناس كما يذكرها لاعب الكرة..
أختم حديثي عن الشيخ حمد الجاسر بما ختم به أخي الدكتور عبد الله مناع عندما حضرت ندوة للشيخ حمد الجاسر في تكريم الجنادرية وهذا البيت يقول:
مضى الليل والشوق الـذي لك لا يمضـي
ونجواك أحلى فـي العيون مـن الغمـضِ
وسلام عليكم من رب غفور رحيم.
 
عريف الحفل: الكلمة الآن لسعادة الأستاذ معن ابن حمد الجاسر أمين عام مؤسسة حمد الجاسر الثقافية.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :547  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 146 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج