الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > كلمة سعادة الأستاذ الشاعر سعد البواردي.

(( كلمة سعادة الأستاذ الشاعر سعد البواردي ))

بسم الله الرحمن الرحيم، أساتذتي زملائي أخواني السلام عليكم ورحمة الله، باسم أسرة راحلنا الكبير والمشاركين الزملاء في هذه الأمسية، اسمحوا لي أن أشكر صاحب هذه الدعوة سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه الذي ما فتئ ولطيلة أعوام متلاحقة أن يجعل من سكنه العامر سكناً يرتاح بين جنباته الفكر والمفكرون يهرعون إليه في محبة وشوق، لتناول مائدته الثرية، المعرفية بأطباقها الشهية المختلفة المذاق المؤتلفة القيمة علماً وتعليماً وإعلاماً وثقافة، تتجدد بها خلايا الفكر وتنشط بها أوعيته الدموية فهماً ومحصلة وحيوية، هكذا رجل الأعمال اختط لنفسه مسلكاً سوياً يقرِّبه من الآمال الكبيرة التي نذر نفسه لها كثروة روحية دونها ثروة الملايين والبلايين أنعِم بها من ثروة اختارها واصطفاها في حياته ولحياته، على هذا المسار تحرك في ثقة واقتدار مضيفنا سخي بروحه، ثرياً بطموحه، أشعر أنه في هذه الاحتفالية وبهذه الأمسية أعطى المثل والدرس للآخرين يملكون ثروات طائلة لا طائل من ورائها وقد ابتعدت عن الإسهام في الحركة الفكرية والثقافية وأصبحت مجرد أرقام في خانة الحسابات المعطلة المهملة، فله من الجميع الشكر وجميل الذكر.

في احتفالية كهذه تؤطرها وتعطرها لمسات الوفاء لأحد الرموز الحية في تاريخنا المعاصر علامتنا الراحل الشيخ حمد الجاسر، ولمجموعة وفية من تلاميذه ومريديه وكل من يكن الحب له لا بمقدوري أن أضيف أكثر من بضع كلمات موجزة لا تفي بقدره وعذري أن المساحة المتاحة قد لا تسمح بالكثير مما أعرفه دون إطالة.

علامتنا الراحل الشيخ حمد الجاسر أشبه بجامعة شاملة تنطوي تحت مظلتها مجموعة كليات معرفية متخصصة، كلية الشريعة فهو العالم بأصول الدين والقاضي المتمكن من أحكامها، كلية الآداب وهو الأديب الشاعر المحاور والناقد والمحقق، كلية التاريخ إنه موسوعة تاريخ وجغرافيا وأنساب وآثار ورحلات، كلية لغة عربية فهو مرجع لغوي لا يشق له غبار إضافة لعضويته في مجامع اللغة العربية المختلفة،كلية الإعلام كان له السبق صحفياً بإصداره مجلة وصحيفة "اليمامة" و "مجلة العرب" إلى جانب احتوائه لمجموعة من الشباب في حقل العمل الصحفي العلمي والإعلامي، كلية التربية إنه مربٍ كبير زاول مهنة التدريس وإدارة التعليم باقتدار وكفاءة ونجاح، تلك هي بعض الجوانب للثقافي الكبير الشيخ حمد الجاسر التي نادراً ما تتوافر مجتمعة في كفاءة واحدة وموهبة واحدة وشخصية واحدة، بإيجاز غير مخل إنه واحد كألف في زمن شحيح بمواهبه نادرة الألف فيه كواحد، يكفي شرف له أنه موسوعة علمية غنية متكاملة أعطت لوطنها مكتبة تاريخية وتراثية ثرَّة أثْرَتْ وأثَّرت كان في أمس الحاجة إليها بعد جهدٍ وإجهادٍ وجهاد.

علامتنا الجاسر هو العلامة البارزة باعتباره معلم لكل المعطيات المعلومة، وللأجيال القادمة تبحث عن المراجع في تاريخها في أرفف المكتبات لسوف تلقاها دون عناء مدونة بفكر وقلم واسم حمد الجاسر، شيخنا الراحل أستاذ جيل لا جيل واحد رحمه الله رحمة واسعة، فإنه حي يرزق بيننا بعطائه ووفائه ونقاء سيرته وسريرته،رحل بجسمه وبقي بعلمه، هكذا يكون العلماء والأدباء، الأحياء العلماء يرحلون ويموتون، أعمالهم الخالدة تتحدث عنهم بعد أن يرحل الجسد.

عريف الحفل: والآن أحيل لاقط الصوت لسعادة الأستاذ حمد القاضي عضو مجلس الشورى ورئيس تحرير "المجلة العربية" وعضو مؤسسة حمد الجاسر.. فليتفضل ..