شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين وألقاها عنه
الشيخ عبد المقصود خوجه ))
في يوم الحب، أخي الأعز أديب النفس، لأنه المقياس عندي قبل أدب الدرس، ذلك أن أدب الدرس إذا خلا من أدب النفس فَقَدَ الكثيرَ من مزاياه، لأنه فقدَ أهمَّ خصائصه، وهو الخلق الفاضل الذي يُعتد به قبل غيره وأنت يا أخي حمد القاضي ذو خلق فاضل كريم، ولذلك كثر محبوك لتلك المزايا في الوجه البشوش والمقابلة والترحاب الثر والوفاء وتلكم الخصال الحميدة من مزاياك، هي التي حببتك إلى الناس قبل غيرها من مزاياك التي يُعتدُ بها.
تعليق للشيخ عبد المقصود (عفواً إذا حدث مني أي خطأ لأنني أقرأها لأول مرة).
في يوم الحب أنت تُكرَّم، فهنيئاً لك بالحبِ في يومه، وأنت سعيدٌ وحظيظ حين يصادف يوم تكريمك في هذا اليوم الجميل، والحب الصادق وإن ندَرَ في حياتنا اليوم رصيد كبير لصاحبه لأنه عطاء ولأنه ثناء وهو وفاء لوفاء، ينداح من نفسٍ وفيّةٍ سمحة وهي كذلك جمال لا ترى إلا الجمال، وأنا أردد مع إيليا أبي ماضي: "كن جميلاً ترى الوجود جميلاً". عرفتك يا أخي حمد من بعد، وعرفتك من قرب، فرأيت فيك السماحة وخلق سجيع، ولست منك الوفاء وهي خاصية النفس التي تؤثر لأنها بعيدة عن الأثرة فالإيثار جمال ووفاء وارتقاء بالنفس، لتُرى وهي حقيق بالود والتقدير، لأن فيها خصالاً يحبها الناس ويؤثرونها ويتمنى المحروم منها أن تكون معه، ولكنه لا يستطيع وأردد على مسامعك يا أخي حمد في يوم الاحتفاء بك مقولة الفاروق عمر رضي الله عنه "عجبتُ لمن يشتري العبيد بماله كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه".
إن الأثيرين بالحب يحسدهم غيرهم ويغبطونهم على هذه النعمة التي اختص الله بها أنماطاً من عباده لأنهم استحقوا هذا الفضل، )إن الله لذو فضلٍ على الناس ليكونوا أقرباء من رحمتي وعطائي وإيثاري( فهنيئاً لك بهذا الفضل وهذه السماحة التي تقربك من نفوس الناس، لأنهم يحبونَ الجمال في كل شيء، وأخص ذوي العقول والذوق والمروءة والخلق العالي والحس، إنها لنِعَمٌ محسود فيها من نالها لأنها سمات مكارم الأخلاق التي انتدحها خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم حين سمع من ابنة حاتم الطائي التي أسرها المسلمون فذُكِرت لرسول الهدى عليه السلام الذي أُوتي جوامع الكلم والذي قال: (أنا أفصح العرب بيدَ أنّي من قريش)، حين سمع أبو الزهراء صفات حاتم الطائي تنثرها ابنته في ألفاظ بليغة قال لأصحابه خلَّوا سبيلها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق، وإن أمير الشعراء -رحمه الله- وهو يشيد بصاحب الرسالة في معرض حديثه قال:
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فَقوِّم النفس بالأخلاق تستقم
 
ذلك هو المقياس الحق في موازين العدل، والأخلاق قيمة لصاحبها وصفة عالية وميزة اختص بها المميزون ليس في الجاه ولا في المال ولا في الحسب ولا في النسب ولكنه خلق اختصهم الله به بفضل منه فكان لهم حب القلوب يُشكرون إذا ذكروا ويُحمدون إذا تُحدِّثَ عنهم لأنهم زرعوا المعروف وأشاعوا الجميل واحترموا أنفسهم فاحترمهم الناس، إن الحديث عنك يا أخي حمد القاضي جميل لأن في نفسك جمال السماحة وسماحة الفضل وعنوان الوفاء، فيك أدب النفس كما أبنت في مطلع هذه الكلمة، فقرب منك من عرفك ومال إليك من عاملك ومدحك من سمع عنك وإن لم يرك، والمتنبي يقول: "والأذن تعشق قبل العينِ أحياناً" إن أخلاق حاتم الطائي وذكره الحسن شفع لأبنته فك أسرها يضاف إلى ذلك فصاحتها وتوسلها بما قدرت أن يشفع لها عند خير الناس وأرحم الناس وأبر الناس وأبلغ الناس صلى الله عليه وسلم، وقد نجحت في سعيها بمنطقها وحجتها وصدقها وكانت بارةً بأبيها، حين ذكرت محاسنه وخاصة مكارم أخلاقه وهي صفة غالية، غالية اختُصّت بها أمتنا العربية والإسلامية في قديمها وحديثها، أنا أدرك أن المحبينَ كُثْرٌ وهذا من فضل الله عليك، ذلك أن المورد العذب كثيرُ الزحام ولو لا ذلك لمضيت في الحديث عنك بما أنت له أهل وإنها لمناسبة غالية يتاح فيها للصديق أن يتحدث عن محب في يوم الحب لك خالص الود والتقدير الجم يُزْجى لصاحب الاثنينية الأثير علينا كفاء الفضل والثناء على صنيع المعروف والحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :427  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 157 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج