شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة للأستاذ الكاتب والأديب علي بن أحمد الشدِّي
يلقيها نيابة عنه الأستاذ علي محمد الشهري ))
بسم الله الرحمن الرحيم سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه، زاده الله فضلاً وعلماً، العنوان "اثنينية الساحل الغربي الأدبية" الموضوع "تكريم الزميل حمد القاضي"، تحية كنسيم نجد بعد توقف المطر في يوم ربيعي يفوح برائحة الخزاما والأقحوان وكدفء جدة في مساء يوم رمضاني يحتشد فيه الناس أمام بائع الفول والتميس والهريسة، بسواسية وبساطة محبيه، وبعد: كم كان بودي أن أكون حاضراً معكم في أمسية تكريم صديق الجميع وجامع الأصدقاء "أبي بدر" حمد بن عبد الله القاضي عفا الله عنا وعنه، لكن عشرة أسباب تحول دون ذلك، وأبدأ بأولها وكفى، كما هي حال الجندي التركي الذي حوكم لعدم إطلاقه رصاصة واحدة أثناء الحرب فقال لهيئة المحكمة لدي عشرة أسباب، أولها: إن مأمور صرف الذخيرة نسي أن يصرف لي نصيبي منها في ذلك اليوم، ضحك الضابط الذي يحاكمه قائلاً: لا داعي لإكمال بقية الأسباب، أما السبب الذي حال دون مشاركتي في هذه الأمسية التي أثق أنها ستكون من أجمل الأمسيات فهو ارتباطي في نفس الليلة بموعد سابق مع ضيوف قادمين من بلاد بعيدة لبحث همٍ من هموم الدنيا كفانا الله وإياكم شر همومها، وزادنا انشغالاً بطاعته وبالأمسيات الثقافية والأدبية الجميلة التي تملأ القلب حبوراً وسعادة، وتزيل ما علق بالروح من أدرانٍ وتنفض عن النفس غبار السنين ومتاعب الحياة، وللحديث عن فارس الاثنينية الليلة أقول: جاء الزميل حمد القاضي وكان يكنى "بأبي عبد الله" قبل أن يتزوج ويطل البدر في حياته جاء من باريس نجد، إلى العاصمة السياسية الرياض، طلباً للعلم، وذلك قبل سنوات، لا أريد أن أذكر تعدادها لئلا أفسد عليه وعليَّ أحلاماً جميلة تمليها روح الشباب التي تبقى ما بقيت الابتسامة وحب الناس، وسكن الشاب العنيزاوي في حارة تقع جنوب شرق الرياض مع مجموعة من الشباب القادمين مثله للدراسة، وكان مسكنهم أشبه ما يكون بشقة الحرية لدى غازي القصيبي، من حيث الفوضى فقط، مع الفارق في المكان والإمكانيات والأحداث والفعاليات، وللتروح في نهاية الأسبوع كان الشاب الشغوف بالأدب والمعرفة يزور الشانزليزيه "الرياض" أي شارع الوزير، مع عبد الله نور، وفواز عيد، وإبراهيم الناصر، ومحمد الطيار، وعبد السلام إبراهيم، وأيوب طه، ومحمد الشعلان وغيرهم، ثم يشبع جوعه بعد ذلك بشاطر ومشطوره من عبده صانع الشاورما الشهير في مدينة الرياض آنذاك، وشق حمد طريقه، وشكل أسلوبه المميز في التعامل مع الناس ومع الكلمة بحنان ورقةٍ يحسد عليهما، حتى انتهى رئيساً لتحرير مجلة كأنها فُصّلت له وفصل لها. تحية لكم جميعاً، وللصديق الزميل حمد القاضي في ليلة تكريمه، وسؤالي الأول له: كيف يمكن الارتقاء بحركة النقد لغربلة الإنتاج الأدبي والفني وصولاً لمستوى الإبداع المطلوب، وكيف أيضاً يمكن تأصيل مبدأ الاختلاف الذي لا يفسد للود قضية؟ أما سؤالي الثاني فهو كيف ترى مستقبل الكُتَّاب والكلمة المقروءة عموماً في ظل هجمة الوسائل التكنولوجية الحديثة كالفضائيات والإنترنت، وهل سيظل الكتاب بالذات خير جليس لأبنائنا كما كان لك ولي، يوم كنا نتسابق على مكتبات البطحاء، ومكتبة الشعب في شارع الخزان، والمكتبة الوطنية في شارع الملك فيصل، للشراء أو للاستعارة، إن لم نستطع الشراء بإمكانياتنا المحدودة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :532  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 152 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج