شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة فارس الاثنينية سعادة الدكتور زاهد محمد زهدي ))
أصحاب الفضيلة والمعالي، السادة الحضور، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته، إخوتنا المصريون يقولون (هات مِنْ الآخر) وأنا يعجبني أن أتحدثَ عما جاء به صديقي الدكتور عبد الله المعطاني وهي كلمة رائعة جداً وهو يضطرني أن أفصح لبعض الإخوان الذين لا يعرفون الكثير عني، وهي أني أحمل شهادتي دكتوراه لا علاقة لهما بالأدب أو النقد، إنها شهادات دكتوراه في الاقتصاد، والدكتور أديب وناقد وأستاذ في النقد، وأنا أعترف حقيقة أني في هذه الناحية أحتاج إلى أن أتعلمَ على يديه وعلى يدي غيره من الأساتذة من أساتذة الأدب والنقد وثقوا أنني أضع لنفسي برنامجاً لدراسة النقد الأدبي، أنا كتبت عنه كشاعر وصديق ورجل بالنسبة لي يعتبر أباً روحياً، الجواهري وهو حي خاطب الرصافي يقول:
وإني إذ ازجيِ إليك تحيتي أهز
بـك الجيـلَ العقـوقَ المعاصـرا
بـك الجيــل الـذي لا تـهزه
نوابضُه حتى تزورَ المقابرا
 
ثم قال في قصيدته الشهيرة "يا دجلةَ الخير" التي عارضته فيها بقصيدة بقافية أخرى قال:
لهفي علـى أمـةٍ غـاضَ الضميرُ بها
من مُدَّعِـي العلـمِ والآدابِ والدينِ
موت الضمائـرِ تُعطـي الميتَ دمعتَها
وتسـتعين علـى حـيٍّ بســكينِ
 
الجواهري مع ذلك أخذ حقه حياً بحبٍ وافرٍ عميق من أمته من شعبه في العراق وأمته العربية، وهذا دليلٌ ساطع على ما أقوله إذ هذا الجمع الغفير جاء حباً بالجواهري الكبير، أنا لا أريد أن أتكلم عن الاثنينية سوى كلمة بسيطة أقول: أشهد صادقاً أن هذا الرجل صاحب الاثنينية أشهد صادقاً على بَرَمِهِ وضيقه الشديد بتكرار ذكر اسمه خلال الندوة ولكني أقول ذلك قَدَرٌ وَرِثَهُ عن أبيه رحمه الله، إذ تُزهيه الكلمة الطيبة وبيت الشعر الجميل، ونبضة الإبداع في ريشة فنان رهيف المشاعر، أكثر من هذا لا أقول، إنما أحدثكم عن الجواهري وأتحدث إلى الجواهري بحضوركم، هذه أبياتٌ من قصيدة طويلة لي عن الجواهري أخاطبه فأقول:
سلاماً أبا الغرِّ الحسان تصوغُها
عُقوداً لطافاً زيَّنتها الجواهرُ
وتأتي بها بِكرَ المصاغِ فرائداً
كأن لم يصغ مِن مِثلِها قبـلُ شاعرُ
إذا مسَّتِ الأسماعَ تهفو
لِجَرسِها قلوبٌ وتهتزُّ الرؤى والمشاعرُ
ويخشى صداها الحاكمونَ بأمرِهم
فيهذي لسانٌ أو تشتُّ الخواطرُ
وتهتزُّ أعوادُ الكراسي تحتهم
فتعمى عيونٌ أو تتيهُ البصائرُ
كأنّ الذي يلْقونه يوم حشْرِهم
إلى اللَّه إذ تُبلى لديه السرائرُ
وإذ يُسألُ الجاني فيُجزَى بما جَنى
وتُحْصَى ذُنوبٌ كلهنَ كبائرُ
أبا الشعرِ يا اللَّه أيّ نفائسٍ
من الشعر أحصيه جُلهنَّ ذخائرُ
كنوزٌ من الفكرِ الرفيعِ ومرجعٌ
عميقُ المعاني واحدُ السبكِ نادرُ
دليلٌ على الفصحى إذا ارتابَ سائلٌ
ففي صُلبِها الفتوى له والنظائرُ
أجبني فإن النقدَ شتى دروبه
ولكنه عن أنْ يحيطكَ قاصرُ
أهذا الذي تأتيه رُقْيَةُ ساحرٍ
وهل يلهبُ الأرواحَ مثلُكَ ساحرُ
لقد كنتَ جيلاً بل لقد كنتَ أمةً
من الشعرِ لم تدرِكْ مداها الأواخرُ
وقد غرّبوا فيه وقالوا حداثةٌ
وشدَّتْ مراسيهم إليها المظاهرُ
فلا استلهموا مجدَ القريضِ ولا
انتهوْا إلى غايةٍ يُزْهَى بها أو يُفاخرُ
وهل أنسى شعبَ العراق؟
ويا أمةً طالَ المدى من سُباتها
ونامت على المأساة والبغي ظاهرُ
أفي كلِ يومٍ من بنيكِ مُشيعٌ
غريباً إلى الحدِ من التُربِ سائرُ
لقد أصبحَ الأحرارُ منكِ طرائداً
تَناهَبَهُم في المشرقين المقابرُ
وقـد أمْحَلَت تلـك الديـار وأخصبـتْ
لُحودٌ بما أغنتْ ثراها العباقرُ
أما تشتكي منكِ الظهورُ انحناءةً
فيشتدَ عزمٌ في إهابكِ قاصرُ
ألا مَلّتْ الأضلاعُ طولَ ركونها
إلى صخرةِ البلوى فتشكو الخواصرُ .
ألا صرخةٌ يدوي صداها فينطوي
على رجعهِ عهدٌ من الجَوْرِ سافرُ
لقد كنتِ يا أمَّ الرجالِ ولُودةً
أفالآن والبلوى مدى العين عاقرُ
فكيف استحـالَ العـزمُ منـك استكانـةً
وعادتْ رماداً فيكِ تلكَ المجامرُ
هل الأهلُ غيـرُ الأهـلِ أم غيضَ نَبْعهـم
فماتتْ مروءاتٌ وشحّتْ مآثرُ
وجفّتْ ينابيعُ الوفاءِ وأُغليتْ
مهورُ الفِدى فارتدَّ فادٍ وثائرُ
وقـد أحكـمَ الصمـتُ الرهيـبُ رِتَاجَةُ
فلا صوتَ إلا حيثُ يَنْعبُ فاجِرُ
أيَا موطني إنْ لم يكن فيكَ قادرُ
ولا أغلبٌ حرٌّ على الجمرِ صابرُ
فلا تحسبنَّ اللَّه عنهم بغافلٍ
و لا بدّ يوماً أن تدورَ الدوائرُ
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :501  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 126 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الأول - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج