شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة فارس الاثنينية سعادة الدكتور حسين محمد علي حسين ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... آمين.
صاحب السعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه، أصدقاءنا الكرام أرجو أنا أول من يلتزم بالوقت، يعني أوقفني...
الشيخ عبد المقصود خوجه: سيدي الضيف: الضيف ليس له وقت محدد...
- بارك الله فيكم...
الدكتور حسين علي محمد: سأتكلم عن علاقتي بالوقت أولاً، ثانياً بالشعر، ثالثاً بالمسرحية الشعرية، وحينما جاءني التكريم كدت أقول من شعري الذي أكتبه من التفعيلة وأستاذنا وصديقنا الدكتور محمد سعد حسين وكان جاري في المكتب قبل أن يتفرغ للدراسات العليا، وكم قضينا أوقات ممتعة معاً، نتحاور وننكت ونضحك، وأنا وهو والدكتور فاضل عبد الدايم حينما كان أستاذاً زائراً معنا بجامعة الإمام يا رعى الله تلك الأيام... وكنا نحضر مبكرين قبل ساعة من بداية الدراسة بالجامعة كنا نصل من الساعة السادسة والنصف لنجلس ساعة في مكتب أستاذنا ابن حسين...
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: الخيارات لا تكون سهلة دائماً وإنما تأتي بعد معاناة ومكابدة وتأمل واستقرار على بديل نقتنع به وتكون مستعداً على أن تعطيه عمرك، بدأت بكتابة بعض المقالات النقدية وفي مرحلة مبكرة، في الثانوية نشرت في جريدتي (التعاون) و(الجمهورية) وفي الجامعة كنت أكتب شهرياً بجوار أسماء عبد العزيز الرفاعي، علي جواد الطاهر في مجلة (الأديب) اللبنانية وتستطيعون الرجوع لها وهي موجودة في النادي الأدبي بالرياض وغيرها... وبدأت بكتابة المقالات النقدية في مرحلة مبكرة في التعليق على قضية أدبية مُثَارةٍ أو مناقشة كتاب... وفي مرحلة الدراسة الجامعية وقفنا مشدوهين أمام بعض المناهج النقدية الاجتماعية والنفسية واتضح لي ذلك في كتابات مبكرة في مجلة الأديب المحتجبة...
وفي عام 1967م فاز بحثي نظرة إسلامية للصراع الدرامي والشخصية في الأدب المسرحي بجائزة دار البحوث العلمية الأولى بالكويت، وأُلقيَ هذا البحث في العام نفسه في الندوة العالمية الأولى للشباب الإسلامي بمدينة الرياض، وبدأتْ خطواتي تتجه شيئاً فشيئاً نحو الأدب الإسلامي... هذا المنبع الثري الذي أرجو أن أكون أحد جنوده فهو أدب محارِبٌ ومحَارَبٌ، وهناك من يصف الأدب الإسلامي بأنه أدب مضمون ويفتقر إلى العناصر الفنية التي ترفع من قيمة الأدب والذين يصفون الأدب الإسلامي بأنه أدب مضمون لم يقرؤوا النماذج المضيئة في الرواية لنجيب الكيلاني وعلي أحمد باكثير، وفي القصة القصيرة لمحمد الحسناوي، وعنتر مخيمر، ومرعي مدكور، وحسن حجاب الحازمي، وفي الشعر لحسن الأمراني، ومحمد علي الرباوي، وصابر عبد الدايم، وعبد الله السيد شرف، ومحمد سعد بيومي، ومحمد بن عمارة.
وفي أدب الأطفال ليحيى الحاج يحيى، وأحمد فضل شبلول، ومحمد سعد بيومي، وعنتر مخيمر وغيرهم... فهؤلاء الأدباء يجمعون في نتاجهم بين الشكل الأدبي الحديث من خلال التقنيات المستفيدة من إمكانات الفنون جميعاً والمضمون الإسلامي الذي لا يقتصر على الكتابة عن موضوعات تاريخية أو وصفية، وإنما يناقشون في إبداعاتهم مشكلات الإنسان جميعاً في سلمه وحربه، وحبه وكره، ونومه وصحوه، وماضيه وحاضره ومستقبله ومكانته في التاريخ وفي العالم، الذي يكتب شعراً من الشعراء الذين ذكرتهم وغيرهم يكتبون القصيدة الخليلية باقتدار، كما يكتبون القصيدة التفعيلة والقصيدة المدورة، وفي قصائدهم نلمح استعارة بعض تقنيات القصة، كالسرد، وبعض تقنيات المسرحية كاستدعاء الشخصيات والحوار، ويفيدون من اللوحة الفتية في التشكيل والتصوير والتبقيع، ومن الملحمة في إشاراتهم التاريخية والفنية إلى التاريخ البطولي الإسلامي القديم، وهناك من يصف الشعر الإسلامي بأنه: شعر مناسبات مما يفقده وهج التأثير الفاعل على المدى الطويل ويكشف هذا الكلام عن مغالطتين:
المغالطة الأولى: أنه يفترض أن الشعر الإسلامي جميعاً شعر مناسبات، وهذا خطأ بَيّنٌ، والذين يقولون هذا الكلام لم يقرؤوا النماذج الشعرية الباهرة التي يكتبها الشعراء الإسلاميون المعاصرون الذين أشرت إلى بعضهم سلفاً.
والمغالطة الثانية: أن شعر المناسبات يفقد الشعر وهج التأثير الفاعل على المدى الطويل، وهذه مغالطة يكررها كثير من الدارسين دون مراجعة ودون تمحيص، فمعظم قصائد شعرنا في عصوره القديمة شعر مناسبات، من العصر الجاهلي إلى مشارف النهضة بل إن قصائد شوقي الشهيرة قصائد مناسبات، وأحيلك إلى قصيدة من أمهات قصائد الرثاء المعاصرة لشوقي، وهذه قصيدة الأندلس الجديدة في رثاء مدينة أدرنة ومطلعها:
يا أختَ أندلسٍ عليـك سلام
هوتِ الخلافةُ عنـك والإسلامُ
نزل الهلالُ عـن السماء فليتها
طُويت وعـمّ العالمـينَ ظلامُ
وقد حاول النقاد المنصفون أن يبينوا خطر التقليل من قصيدة المناسبات، ومنهم أخونا الدكتور طلعت صبحي السيد في كتابه (شعر شوقي في المناسبات في ميزان النقد) وحتى نرفع هذه التهمة عن عنق شعر المناسبات علينا أن نحتكم إلى فنيّةِ القصيدةِ دون أن ننزلقَ إلى رؤيتها من خلال أحكام سابقة وساعتها سنرى في شعر المناسبات عند زهير، وحسان بن ثابت، والحطيئة وجرير والمتنبي والبحتري وشوقي ومطران والجواهري والبرادوني روائع لن يطمسها أو يغيب تدفقها الفني حكم متسرع لناقد ردده الببغاويون من الكتبة بعدهم...
وفي رأيي أن النقد الإسلامي عليه أن ينفتح ما أمكنه ذلك على المناهج النقدية الحديثة، وأن نحاول أن نقرأ جميع المناهج النقدية بروح بصيرة حتى تلك التي نرفضها يجب علينا أن نقرأها برؤية نقدية فاحصة حتى نرفضها عن بيّنةٍ، أو لعلَّنا نستطيع الإفادة من بعض أطروحاتها الشكلية في خدمة قضايانا الأدبية والنقدية والإسلامية، وعلى سبيل المثال فقد أفدت من الأسلوبية الإحصائية في بعض كتاباتي وأنا أطرح رؤيةً مغايرةً، فقد دافعتُ عن بعض أطروحات الوعظ... بدلاً من أن يقولون لك قصيدة تقريرية يقولون لك هذه قصيدة وعظية، خد بالك هو يضرب مفهومين بحجر واحد، الحجر الأول أن الوعظ هذا مرتبط عندنا بخطبة الجمعة والعيدين وكذا وكذا... والشيء الثاني أنه يقلل من القصائد المفهومة، وكأن الغموض هو الجميل وعلى سبيل المثال فقد استفدت من الأسلوبية الإحصائية في بعض كتاباتي وأنا أطرح رؤيةً مغايرةً، فقد دافعتُ عن بعض أطروحات الوعظ والتقريرية في بعض القصائد مثل قصيدة (شباب الإسلام) لهاشم الرفاعي مستفيداً من الأسلوبية الإحصائية انظر كتابي (القرآن ونظرية الفن) طبعة 2/1991م صفحة 195 وما بعدها... بقي أن أقول يجب على النقاد الإسلاميين أن يتابعوا ما يكتبه زملاؤهم المبدعون متابعةً نقديةً جادة وعليهم أن يهتموا بإصدارات الشباب ويتابعوا خطواتهم حتى ترسخ أقدامهم في الساحة، وأرى مساهماتي - الآن صدر اثنان وعشرون عدداً من مجلة الأدب الإسلامي، أنا الذي أكتب باب (الأقلام الواعدة) فيه وكم اكتشفت من أديب ودفعت به إلى الساحة وسيكون على مستوى الأدباء الكبار، أنا دفعت بقصاص شاب اسمه (سويني الدوسري)، يكتب الآن في مستوى يوسف إدريس، مع نقاء عقيدة وجماليات الشكل، اكتشفت (فواز اللعبون) وغيره كثيرين و(هشام القاضي)... ولا أكتفي بتقديم القصيدة بل أكتب دراسة كاملة عنه، وأحياناً ضاق صدري في عديدين وتركت المهمة لزميلي الأستاذ عبد المنعم عواد يوسف ثم رجعت مرة ثانية... ومن هنا مساهماتي في تحرير باب (أقلام واعدة) في مجلة (الأدب الإسلامي) منذ صدرتْ جزءٌ من دَوْري النقدي، فمن خلاله أتعرف على الأقلام الجيدة وأدفع بها إلى الساحة مؤازراً لها بالكلمة الناقدة مشيراً إلى أن الأخطاء الفنية التي عليها أن تتجاوزها حتى تكتب أدباً له قيمة، وقد قدم هذا الباب على امتداد ستة أعوام من عمر المجلة شعراء وقصاصون أصبحوا يشكلون مشهداً من مشاهد اللوحة الأدبية الإسلامية المعاصرة...
ثانياً: عن الشعر: كتبت الشعر منذ فترة مبكرة من حياتي، ويمكنك أن تقول إنني بدأت أنشر بانتظام في بعض المجلات منذ السادسة عشر، وبدأت بكتابة القصيدة التقليدية التي يريدها زميلنا وأستاذنا الدكتور ابن حسين وإذا رجعت الآن إلى فترة بداياتي فإنك ترى فيها قصائد في الحب وقصائد في النضال، يضم معظمها ديواني الأول (السقوط في الليل) الذي صدر في القاهرة ودمشق عام 1977م ومن بين نحو ثلاثين قصيدة ضمها الديوان الأول لا تزعم أنها إسلامية جميعاً، فإنك ستجد بعض القصائد التي تطرح الهموم الإسلامية المنطلقة من نفس شاعر يريد الحرية لبلده التي احتلها اليهود في نكبة 1967م، وستجد في أشعاري الأولى كما لاحظ بعض النقاد ومنهم أستاذنا الدكتور (طه وادي) إشارات إلى بعض الشخصيات التاريخية المقاومة في تاريخنا وهي بالضرورة من التاريخ الإسلامي.
أصدرت تسعة دواويين كُتبت عنها أكثر من أربعين مقالة نقدية وأنا لا أريد أن أزعجكم بأسماء مَنْ كتب عني، كُتبتْ عني فصول في دواويين وأنا قلت في مجلة (الفيصل) أنا لا أحس بأنني من المنسيين... يعني يكتب عني الدكتور صابر عبد الديم، الدكتور طه وادي، الدكتور حسن البنا عز الدين، أحمد ظلط، محمد عبد الواحد حجازي أن يصدر عني فصل في كتاب حلم القاعود (الورد والهالوك) ويعتبر هذا من أفضل الشعراء المصريين المعاصرين، فماذا نطمع في أكثر من ذلك، كُتبت عني أكثر من أربعين مقالة نقدية بمعدل خمس دراسات للديوان الواحد وإذا أخذت ديوان (حدائق الصوت) 1996م مثالاً لشعري فهو يعبر عن الرؤية الإسلامية للكون والحياة... وقد كُتبت عنه دراسات للأساتذة والدكاترة حلم القاعود، وأحمد ظلط وعبد المنعم عواد يوسف، ومحمد زيدان، وحسن البنا عز الدين، وصابر عبد الدايم، ولعلَّك طالعت ما كتبه الأستاذ عبد المنعم عواد يوسف في العدد21 من مجلة الأدب الإسلامي فهؤلاء النقاد قد أشاروا إلى إضافات هذا الديوان على مستوى الشعر العربي المعاصر جميعاً ورصيفه الذي صدر منذ عامين بعنوان (غناء الأشياء) وفي رأيي أن هذا الديوان يستطيع أن يمثلني إذا ما كان ديوان يمثل شاعراً لعدة أسباب:
الأول: أنه يضم أربع كراسات شعرية أو أربعة دواوين هي (حدائق الصوت) و(قصائد بلاستيكية) (ومن دفاتر العشق) و(تجليات الواقف في العراء) فأنا أنشر كل سنة أو ثلاث ديواناً شعرياً، وكان هذا الديوان حصاد الأعوام 1984م إلى 1993م أي حصاد تسعة أعوام شغلت فيها بإعارة إلى اليمن ثم بإنهاء الدكتوراه ومن ثم فالديوان فهو في الحقيقة أربعة دواوين...
الثاني: يضم الديوان بعض قصائد مبكرة لم أنشرها في الدواوين الأولى جميعاً، مثل قصيدة (ترنيمة بلال) وغيرها، مما جعل بعض النقاد يعد هذا الديوان معبراً عن شعري جميعه...
الثالث: أنه ضم قصائد خليلية وقصائد تفعيلة وقصائد مدورة.
الرابع: أنه يتماس مع عدة فنون: الرباعية بشكلها الفارسي ولي أربعون رباعية، والسرد كملمح قصصي، والحوار واستدعاء الشخصيات كملمح مسرحي والبطولة البشرية في حربها وسلمها كملمح ملحمي انظر قصيدتي (التحديق في وجه الشمس) وهي قصيدة طويلة في حوالي ستين صفحة عن عمر بن العاص رضي الله عنه، ومن ثم فالديوان أعده نقلة فنية في شعري بل قد أتجرأ وأقول في الشعر الإسلامي المعاصر، أما المضمون فهو بتناول الإنسان المعاصر في حياته وحبه في سلمه وحربه من خلال أمنياته التي تتحقق والمثبطات التي تعترض طريقه، وأرى أن أدبنا الإسلامي سيتدفق بالحيوية والنماء إذا وجد النقاد الإسلاميين الذين يستطيعون أن يكتشفوا الدواويين والروايات التي تمثل محطات مهمة في المسيرة الإبداعية، وحمداً لله فقد وجد شعري جميعاً ومنه هذا الديوان من يشير إليه ويكتشف جمالياته الخاصة، وأرى أن الخلط في تاريخنا الإسلامي المليء بالشخصيات والأحداث والمواقف في قصائد كثيرة لي لم يكن على حساب الشعر واستشرافه المستقبل، لأن للشعر أدوات هي غير أدوات المؤرخ أو الناثر فإذا امتلك الشعر هذه الأدوات فلا خوف على شعره من الإيغال في التاريخ لأنه لن يكتب تاريخاً وإنما سيكتب عن واقعنا مستلهماً روح التاريخ، وارجع إلى قصائدي التي استدعيت فيها شخصيات عمرو بن العاص أو سعد بن معاذ، أو صفوان بن أمية رضي الله عنهم جمعياً في ديواني (حدائق الصوت) وغناء الأشياء، أو عبد الله بن الزبير رضي الله عنه في ديواني (الرحيل على جواد النار) فستجدني صوت نفسي، وأكتب عن مأساتي ومأساة عصري حين استدعي هذه الشخصيات، ولا أذوب في الشخصيات التي استدعيها وإنما تمثل رؤيتي أنا لا رؤيتهم هم، وقد كتبت أحياناً عن الشخصيات الضد، أي التي ضد البطل أو المكروهة كعبد الله بن أُبَيْ أو الشخصيات التي تمثل رؤى ما أريد التعرض لها كشخصيات عنترة، وابن الرومي، وأبي حيان التوحيدي، والمتنبي، وأبي فراس الحمداني وغيره...
الفقرة الثالثة وستأخذ دقيقة واحدة: عن المسرحية الشعرية:
المسرحية الشعرية: تحتاج كتابة المسرحية الشعرية إلى قدرة شعرية ترفضها قدرة نقدية على التذوق مع قدرة فنية موازية على فهم المسرح وآلياته، وكان من حظي أنني تخصصت في المسرح الشعري الماجستير والدكتوراه، ثم أن كتابة القصيدة الغنائية غير كتابة المسرحية، وفي القصيدة الغنائية غالباً صوت واحد وموقف واحد بينما تحتاج كتابة المسرحية إلى مواقف وأحداث متعددة تتآزر لتحدث بناء هرمياً متكاملاً فنياً، وتتحاور فيها عدة أصوات قد تتنافر أو تتصارع ولكنها تحدث نصاً متآلفاً فنياً، غير متنافرة أجزاؤه أو متنافرة ومن ثم فالإبداع المسرحي النثري والشعري جميعاً قليل في أدبنا في موازاة الأجناس الأدبية الأخرى، فلا يمكن مثلاً أن نوازن عدد المسرحيات الشعرية بعدد الدواوين في العالم العربي، فعدد المسرحيات لا يشكل إلا أقل من واحد في المائة من عدد الدواوين وبالتالي فعدد المسرحيات الشعرية الإسلامية قليل، وإن كنا مع بعض التجاوز يمكننا اعتبار مسرحيات عزيز أباظة وعدنان مردن بك ومحمود غنيم ومحمد رجب البيومي مسرحياتٍ شعريةً إسلاميةً، فهؤلاء الشعراء ينطلقون من رؤية أدبية إسلامية صحيحة، غالباً في تعاملهم مع التراث وأحداثه ومواقفه مسرحياتهم خطوة على طريق المسرح الإسلامي وقد اتجهت لكتابة المسرحية الشعرية من زاوية إسلامية حيث نشرت على الناس ثلاث مسرحيات شعرية هي (الرجل الذي قال) وتتضمن التعذيب في فترة زمنية سابقة في مصر، خاصة عام 1966، مأساة كمشيش، وأنا لم ألجأ إلى التاريخ وإنما لجأت للواقع واشتركت بها في مسابقة (مسرح الشباب) في مصر وأنا في السادسة والعشرين من عمري عام 1976م وفازت بالجائزة الأولى على مستوى مصر... وقد فازت بجائزة وزارة الشباب في مصر. والثانية بعنوان (الباحث عن النور أبو ذر الغفاري) رضي الله عنه... وقد قدمتُ هذا الصحابي الجليل تقديماً يليق به، بعد أن اعتادت إحدى الفئات - بين قوسين - (اليسار) على الكتابة عنه وتقديمه في صورة لا تليق بواحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم... وكانت المسرحية الأخيرة هي (الفتى مهران 99) أو (رجل في المدينة) حيث أفدت من التناص ومن تقنيات المسرح الحديث فاستدعيت شخصية الفتى مهران لعبد الرحمن الشرقاوي الذي كتبها ليتحاور بها مع عبد الناصر وحرب اليمن وأن الأجدى أن يوجه جنوده إلى الحرب في فلسطين بدلاً من الحرب في اليمن، فأنا قلت: لم آخذ من عبد الرحمن الشرقاوي إلا اسم الشخصية، لو موجود الفتى مهران 99 هذا العام ماذا سيعمل في واقع العالم الإسلامي؟ والحقيقة عُقِدتْ فيها أكثر من ندوة في مصر ونالت أكثر من دراسة أكاديمية، فكتب عنها الدكتور خليل أبو ذياب دراسة طويلة وهو أستاذ بجامعة الإمام، وكتب أحمد فضل شبلول بجامعة الإمام سعود سابقاً وهو الآن في أحد المعاهد بالإسكندرية، معهد الفندقة وهو ناقد معروف، كتب دراسة طويلة ألحقتُها بالمسرحية يوازن بينها وبين مسرحية الشرقاوي، وكتب آخرون منهم الدكتور أحمد ظلط وبدر بدير وغيره دراسات عنها، ولي أربع مسرحيات لم تنشر بعد وهي: (الزلزال) و(بيت الأشباح) و(محاكمة عنترة) وإذا كنا في المسرح النثري الإسلامي رأينا نماذج متفوقة لعلي أحمد باكثير، ويوسف القرضاوي له مسرحية واحدة بعنوان (عالم وطاغية) ونجيب الكيلاني وله مسرحية واحدة بعنوان (على أبواب دمشق) ومحمد الحَسنَاوي وعماد الدين خليل فأرجو أن تضيف كتاباتي شيئاً للمسرح الشعري الإسلامي والله الموفق...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :486  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 69 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

التوازن معيار جمالي

[تنظير وتطبيق على الآداب الإجتماعية في البيان النبوي: 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج