شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عريف الحفل: الأسئلة التي وردتنا من السادة الحضور والموجهة لفارس الاثنينية، هذا سؤال من الأستاذ عدنان محمد حسن فقي محامي ومستشار يقول:
كما ورد في سيرتكم الذاتية أنكم عملتم في المملكة العربية السعودية منذ عام 1991م وربما أنكم كتبتم عن أدب الطفل. كيف ترى أدب الطفل في مملكتنا وهل أنت راضٍ عما يُقَدّم له وشكراً؟
- الدكتور حسين: لي خبرة قليلة في أدب الطفل، لأنني في أدب الطفل مبدع ولست ناقداً والدكتور أحمد ظلط زميلي نال معي الدكتوراه في نفس العام تقريباً واحد في أدب الطفل، والدكتور محمد العرفي هنا له كتاب في أدب الطفل، والدكتور محمد عبد الرحمن الربيع وأستاذنا الدكتور ابن حسين له كتاب سيظهر قريباً، ولكن في إحدى الطالبات اسمها وفاء السبّيل قدمت خطة رسالة ماجستير وأنا كنت من اللجنة الموجه لها عن أدب الطفل في المملكة العربية السعودية، فكان من الطبيعي أن أقرأ بعض الدواوين والمسرحيات الموجهة للطفل وبعض ما تنشره المجلات لنرى هل ستكون الخطة متوافقة مع ذلك، وقلت أنها تعمل الآن ماجستير بإشراف صديقنا وكيل الجامعة الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع.
رؤيتي الخاصة أن أدب الطفل في المملكة العربية السعودية وفي العالم العربي فيه مخاطر كثيرة أقلها في المملكة من ناحية العقيدة لو الكاتب مصري أو شامي قد ترى فيه خطر في التوجه أنه يكتب عن السحر يكتب عن كذا ولكن غالباً الكتّاب في المملكة العربية السعودية لم يكتبوا عن هذا، لكن يعيب أدب الطفل في المملكة وفي مصر وفي الشام وفي غيرها السطحية وكأننا نتصور أن هذا الطفل لن يفهم، الطفل هذا يتعامل مع الكمبيوتر الآن ويرى الشفرة ويتعامل معها فمازال ما يكتب للطفل الآن كما كان يكتب كامل كيلاني ولن يصلوا إلى جودة كامل كيلاني، لأن كامل كيلاني حقق بعض الدواويين _ كما أظن _ للمتنبي ولأبي العلاء وغير ذلك وكان نقيب الأدباء في مصر، أنا اطلّعت على كتاب صديقي الدكتور أحمد ظلط بعد ما مات كامل كيلاني، كان نقيباً... يعني يعادل رئيس اتحاد الكتّاب في مصر توفيق الحكيم سابقاً أو فاروق شوشه الآن رئيس اتحاد الكتّاب في مصر... فهذا رجل أديب الذين يأتون بعده لن يملكوا بيان كامل الكيلاني نقيب الأدباء المصريين، فأرى عموماً أدب الطفل يتسم بالسطحية، أنا قُيّضَ لي أن أقرأ رسالة ماجستير أو دكتوراة لأحد الأخوة السعوديين مخطوطة وكاتب عن إحدى السلاسل التي تصدر في مصر (تان تان) ويطبق عليها... الأخ حبيب المطيري عامل رسالة عن أدب الأطفال أيضاً وفي طالبة أخرى في جده أو في مكة... يعني وفاء السبيل حتكون الرابعة التي تعد دراسة عن الأدب السعودي للطفل. ولكن أظن أن أدب الطفل ما هو بالصورة التي نرجوها، وهذا ليس كلامي ولكن كلام المتخصصين مثل الأستاذ عبد التواب يوسف فكتب أكثر من مقالة وهو متخصص في أدب الطفل وفاز بجائزة الملك فيصل في هذا المجال، فقال إن الأدباء في الغرب يكتبون أشياء متقدمة جداً لكن نحن هنا للأسف كتاباتنا تتسم بالسطحية وبالتقريرية، ولا أقول الوعظ لأني أصر وأريد أن أحلف بالله العظيم لا بد أن أفهمك المادة هو فاهمها... وقد لا أستطيع أنا، أفك الصنبور وابني في الابتدائي يتعلم ذلك في المدرسة ويأتي ويفك الصنبور ويتعامل معه فعلينا أن نقدم لهذا الطفل مواداً جديدة تتفق مع إمكاناته...
عريف الحفل: الأسئلة كثيرة ونسأل الله أن يساعدك على الإجابة عليها... سؤال من الأخ أشرف السيد سالم يقول:
بعيداً عن التنظير والآمال والشعارات هل هناك مستقبل لأدب وثقافة الطفل المسلم في ظل طوفان أفلام الكرتون المستوردة وطغيان ألعاب الفيديو نريد ملامح برنامج واقعي...
- الدكتور حسين: الإجابة لن تكون طويلة صديقنا الدكتور الأستاذ أحمد فضل شبلول أجاب على سؤالك هذا، وعمل كتاب عن تقنيات أدب الطفل في المستقبل وهذا اسمها وسائط أدب الطفل، الدكتورة كافية رمضان في الكويت كتبت فيها وصديقنا الدكتور أحمد ظلط له أبحاث، لأن أدب الطفل ليس بالصورة التي نراها الكتاب الذي كان يصدر لكامل الكيلاني... ممكن على هيئة شرائط ممكن يكون فيديو، رأيت أشياء من أدب الطفل هذه الممغنطة التي تقدم في شكل أقراص في الحواسيب هذه كلها وسائط لأدب الطفل، كنا زمان جيلنا نحن والذي سبقنا يعتمد على الكتاب لكن لا بد أن نتعامل مع التقنيات الجديدة لأدب الطفل، ومنها الأشرطة التي تقدم القصة مصورة ومرئية ومقروءة...
عريف الحفل: الأخ إبراهيم محمد يقول:
منذ نصف قرن عُرِضَ على الأديب الكبير محمود عباس العقاد شيء من الشعر الحديث الذي يسمى الآن الشعر الحر فسماه وقتذاك شعراً نثرياً أو نثراً شعرياً ولم يضعه في غير ذلك الموضع احتراماً للشعر الرصين الذي ألفه العرب وبنيت حضارات على أساس قوانينه وأصوله، تُرى أين نحن الآن مما يُكتبُ ويقرأ ويسمع من أدعياء الشعر وهل هناك جهات اعتبارية لتدافع عن عربيتنا وأصول تضرب بعشرات القرون في القدم؟
- الدكتور حسين: أنا كدت أرد على كتاب شيخنا محمد الغزالي (هموم داعية) لما هاجم الشعر الحر أنا أعتقد وقد يكون اعتقادي خاطئاً، أنني وحسن الأمراني والذين نكتب شعراً حراً، لأنني أصور الشعر بالوعاء بالكأس ممكن أملأ هذه الكأس خمراً وممكن أملأها لبناً أو شراباً سائغاً، فمحاربة الشعر الحر فنرى أن من المصلين من يصلي في الصفوف الأولى ولا نتهم دينه، أنا عن نفسي وأنا طالب في الكلية جربت إنني سمعت أستاذي - وكتبت ذلك - في مجلة (الأديب) مش تقولوا دا لما مات وجاء يقول لنا في اجتماع عبد المقصود خوجه أسمعت السيد الدكتور يعقوب بكر وهو من هو؟ من كبار حماة اللغة العربية وطبعاً بالتأكيد في أساتذة كبار هنا ويعرفون كتبه ونصوصه في النحو العربي ونصوص في فقه اللغة العربية فاستمع لها وقال: قصيدة جميلة (قلت له هل تقول هذا الكلام أمام الناس؟ قال: لا، قلت سأكتب في (الأديب) وأقول إنك استمعت إلى القصيدة وقلت إنها جميلة … أسمعت أستاذي الدكتور أحمد الحوفي الذي كان يرفض كأستاذنا ابن حسين ولا أقول إنني أسمعت الدكتور ابن حسين قصائدي في الغزل وفي الشعر الحر حتى لا نحرجه في هذا الجمع، فمن الممكن أن تكون قناعاته … وأنه استقر وتربى ذوقه على الشعر التقليدي لك، يا أخي هل أنا أقدّم صورة جميلة؟ هل أنا أحافظ على التفعيلة وشعري منضبط، لأن الذي يسيء إلى الشعر يكتبون الشعر ولا يعرفون الوزن ولا يكتبون كلاماً جميلاً، أنا أول ما جئت هنا إلى الرياض أحكي لكم حكاية طريفة: الدكتور صابر عبد الدايم قال لي: أنت ذاهب إلى جامعة الإمام والناس قد يكرهون شعر التفعيلة فحاول أن تخفي ذلك ما معنى هذا؟ فأنا عندما جئت هنا بعد ثلاثة أو أربعة أيام لقيت (المسلمون) نشرت لي قصيدة فائزة بالجائزة الأولى ونشرتها. لقيت الدكتور أحمد الحمكي وأنا وهو في طريقه ونحن ماشيين بيقول لي: يا دكتور حسين نحن عاوزين نتقاسم الجائزة مع بعض... وهو عميد كليتنا الآن وقلت: إذن انكشف المستور الآن ولابد أن نقول وننشر شعر التفعيلة في (المجلة العربية) و(المسائية) وغيرها... بعد يومين كان عازمنا الدكتور إبراهيم الفوزان شفاه الله فألقيت قصيدة بعنوان (القيظ) لقيت حماة العربية كلهم يقولون: ما أجملها وقل لنا قصيدة أخرى... وهي من شعر التفعيلة يعني لا مانع من أن أقولها حتى لمن يقرأ شعر التفعيلة:
انتظريني فالشمس القائظة صباحاً
فوق شبابيك مدينتنا المسكينة... تدنيني
من أهوال تملأني رعباً وجراحَا
تُفزعُ روحي التواقَة لاستقرارٍ وطمأنينة
أحلم بالظلِّ يجمِّعنا باللحظات الحلوة تدنيا
وبدمائي المهراقة من قلبي المطعونِ تجف...
لكنّ ظهيرةَ هذا اليومِ المشؤومِ تفرقنا...
تبعد عن أيدينا طيراً أزغب
يحلم بالخضرة في وهج الصيف ما دمت معي
أحزان العلم لا تجتاح ضلوعي أو تقدر أن تهزمني...
اقتربي مني... همساتك تذهب عني جزعي...
وتعيد إليّ ربيعي
 
عريف الحفل: الأستاذ طلعت عطار يقول:
من خلال سيرتكم الذاتية نرى اهتمامكم الكبير بأدب الطفل ألا ترى الجمود الحاصل في مناهج اللغة العربية التي تدرس في مدارسنا، في نظركم هل تؤيد إعادة صياغة مناهج اللغة العربية بطريقة سهلة وسلسة حتى تصبح محببة لأبنائنا الطلاب؟
- الدكتور حسين: هذان سؤالان منفصلان أدب الأطفال تكلمنا فيه، أما مناهج اللغة العربية لطلاب المدارس الإبتدائية، أنا لي فيها رأي لكني لست مختصاً ولست متنفذاً حتى أنفذ كلامي، أرى وأتمنى أن تقدم نصوص النحو العربي من خلال نصوص أدبية، يعني آتي بنص والحقيقة دي أستاذنا صفوت مرسي وهو أستاذ علم النحو بجامعة أم القرى ومعنا يشرفني الليلة، رأيت – ولعلَّه لا يدري أنني رأيت – له كتاب مقرر في الجزائر بهذا الشكل، نص أدبي ومكتوب فوق مثلاَ … المضاف إليه … النص لمصطفى لطفي المنفلوطي والمضاف إليه مكتوب بخط أسود وأسئلة على القطعة وتذوقها أدبياً ثم من خلال ذلك المضاف إليه، أجيب قصيدة لعبد الرحمن العشماوي مثلاً وأكتب الحال وكل الحال يكون في هذه القصيدة يكون مكتوباً بلون أسود … لكن يأتون لنا بالكتب القديمة الكتب القديمة هذه أدرسها مع الأستاذ الدكتور يعقوب بكر، أدرسها وأنا طالب في الجامعة أدرسها وأنا طالب متخصص … نرجو من إخوتنا وأساتذتنا النحويين هذا رأي وأرجو ألا يغضبوا مني، فأنا أتمنى أن تدريس النحو للطلاب الذين لم يتخصصوا في اللغويات في المستقبل؛ يعني أنا مثـلاً ابني سيدخـل الطـب أو الهندسة أو الحاسوب ما ذنبه أنه لا يفهم اللغة العربية وتصير عدواً له ويأخذ فيها 70 أو 60 ٪، فلو سهلناها عليه من خلال مناهج أدبية ميسرة، أجيب قصيدة للأطفال كاتبها كامل كيلاني أو قصة جميلة واستخرج من خلالها الحال والمضاف إليه أو الفاعل أو كذا وكذا...
عريف الحفل: فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني يقول:
اللغة العربية الفصحى لغة القرآن وهي السلم لفهم كتاب الله العزيز والشعر العربي الأصيل عمدة الفهم للمعجزة الكبرى كما قال الفاروق عمر رضي الله عنه تعهدوا دواوين العرب ففيها تفسير كتاب ربكم... وقد زاحمت اللغة العربية ما نسمعه من الشعر الحداثي الذي لا يُعرف فيه الرأس من الذنب وهو الذي يزاحم الشعر الأصيل فما هو رأيكم في هذا النوع من الشعر بصراحة -أعني شعر الحداثة-.
- الدكتور حسين: يا سيدي في ندوة أقمناها في بيت الدكتور عبد العزيز الثنيان من حوالي خمسة أعوام، كنا عاملين ندوة في بيته في الرياض وتكلمنا عن هذا، وأنا لا أرى... لأن الشعر الحر الذي تراه في الجرائد والمجلات ليس حراً هذا مر... واحد يجيب لي قصيدة مترجمة ويضع عليها اسمه... واحد لا يستطيع أن يقيم جملة عربية صحيحة، لكن أنا أقول لك حاجة... حاسب لي حسن الأمراني هذا أستاذ في الأدب. حسين علي محمد مشارك في الأدب صابر عبد الدايم يكتب القصيدة الحرة وأستاذنا في الأدب حاسب هؤلاء الناس يكتبون بجودة واقتدار ويضيفون لكن أجيب واحد لا يقيم جملة سليمة، فهؤلاء السيئون هم الذين أبعدوا العملة الجيدة عن الساحة، وأنا أقول وأنا أظن أنني أخدم بفني الإسلام في قصائدي التي ذكرت أسماءها عن عبد الله بن الزبير وسعد بن معاذ كما يخدمه الداعية محمد الغزالي أو يوسف القرضاوي وفي مسرحياتي، ولست مضاداً للإسلام وإنما أنا منافح عنه، وأرجو أن أكون يوم القيامة من المعدودين كأحد جنوده... لكن هؤلاء الحداثيين الذين نراهم والملعونين الذين يلعنون من خطباء المساجد هؤلاء لا يكتبون إلا عن الجنس الآن والجسد الآن والجسد في مجلة (إبداع) بل يصدرون مجلة كاملة في مصر اسمها (الجراد) وكأنهم سيأكلون الأرض ولا يتكلمون إلا عن تجليات الجسد، واحد كان هنا يعمل سكرتير تحرير مجلة "المنهل" محمد فريد أبو سعده كاتب قصيدة حداثية ويتكلم عن أن الرجل يضرب المرأة ومش عارف على أمام الكعبة، أنا ذكرت هذه النماذج، قصيدة له بعنوان (باب مكة) ويهاجم هذه المقدسات لكن مع ذلك لا أضع محمد فريد هذا الحداثي مع حسين علي محمد أو صابر عبد الدايم أو حسن الأمراني أو محمد بن عمارة أو أحمد بن فضل شبلول حاسبونا عن إنتاجنا نحن، يا سيدي أنا في طفولتي حفظت ديوان هاشم الرفاعي وجرير وأبي العلاء المعري فكيف تتصور مني أنني أكون عدواً للغة العربية وأنا أدرِّسها الآن للطلاب وأحببِّها لهم، بل نعرِّفهم كيف يكتبون تحريراً أدبياً سليماً، لذلك أنا كنت أرد على الشيخ محمد الغزالي أقول له هات قصيدة لواحد إسلامي، ما تجيب لي أي (هلفوت) من الشارع أو واحد يطلع خمس كلمات ويقول لك أنا شاعر ويكتب... لا حاسبوه إذا كان له كتاب ونقاد معتبرون حاسبوهم، اقرؤوا كتاب (الورد والهالوك) لحلمي القاعود، جاب خمسة فصول أعتز بأنني أحدهم وقال هؤلاء الذين يكتبون الشعر الإسلامي المعاصر وهم ذروة مضيئة فيه، ولا نتهم حلمي القاعود كما أيضاً لا نزكي على الله أحداً، اقرؤوا شعر الحداثة للصنف الآخر الذين نسميهم (الهالوك) ماذا يقولون، فالشعر الحر كله، قد تختلف معي الدكتور ابن حسين أستاذنا ولن يصدق في كلمة من هذا، وهو موقفه عدائي من الشعر الحر وهو أحب أحبابي لكي تعرف... أنا لا أريد أن تُصادر رأياً، يعني أنا أقول هذا طريق جميل وأنت بتقول طريق وحش، لذلك أنا أقول لطلابي وطالباتي اختلفوا معي في غير الشعر الحر ولا أريد أن تكونوا صورتي، اكتبوا آراء مخالفة في الإجابة، لأن مصيبتنا في العالم العربي والإسلامي أن كل أستاذ يريد أن يخرج تلاميذه نسخاً منه، ولذلك أنا كنت أدرس قصيدة هنا لأحد الأدباء وأدرسها كنموذج للأدب الإسلامي فواحد أجاب إجابة ممتازة في كلية الدعوة بجامعة الإمام لا نقول أسماء حتى لا نتهم أحداً أجاب ممتاز وحصل عندي إمكن 99٪ وفي الآخر بيكتب لي ويقول لي يا أستاذ أرجو ألا تدرِّس هذا النـص، وهـذا الرجل الذي درسته هذا النص معنا في الرياض وجاري وهو أبعد ما يكون عن الإسلام فكيف له قصيدة دعوية أو كذا … لو لم يعرف أن الأستاذ سيتقبل كلامه ما كتب لي هذه الرسالة وأخذ 99 درجة، وأنا أتقبل من الطرف الآخر أن يقول لي هذا ليس شعراً ولكن يبين لي 1 – 2 - 3 - 4 أما أنا أحب الملوخية أو أكره المعكرونة فهذه آراء انطباعية على صاحبها أن يبررها ويقول أنا أحب الملوخية لأنها جميلة كذا وكذا وأكره المكرونة لأن فيها ألياف وأنا عندي السكر ومش عاوز آكلها وكذا وكذا...
عريف الحفل: سؤال من الأخ غياث عبد الباقي يقول:
نلاحظ أن معظم العاملين في النقد الأدبي على الساحة العربية متأثرون بنظريات النقد الأدبي الغربية ويقوم هؤلاء بتطبيق تلك النظريات على الأعمال الأدبية العربية فهل حقاً تلك النظريات الغربية تلائم البيئة العربية وتلائم رؤى ومنهج أدبنا العربي - أرجو توضيح وجهة نظركم؟
- الدكتور حسين: لا تلائم البيئة العربية ولكن علينا أن نقرأها، صديقنا وأستاذنا حسن بن فهد الهويمل من أشد الرافضين لهذه النظريات الأدبية وكم قرأنا في (المسلمون) وهو يرد ويناقش عبد الله الغزامي وغيرهم لكن لا بد أن يقرأها … وهو يقول في مكتبتي كل ما كتب عن الحداثة ويقرأها، يرد عن علم وأنا أقول لك ما كلها ضرر. أنا عامل إحدى الدراسات التي ترقيت بها على أستاذ مشارك عن (البطل المجاهد في مسرحية على أسوار دمشق) لنجيب كيلاني ولم أطبعها أخذها حسن الأمراني لينشر الدراسة في المغرب ولم تنشر بعد، أنا استفدت من بعض أطروحات الحداثة في الخطاب، يعني الرجل هذا كتب المسرحية 58 وينسى أنه توجد ثلاثة خطابات داخل الرسالة، كأنه يطمئن جمال عبد الناصر ويقول يا جماعة نحن ما جئنا لنأخذ منكم السلطة وأن ابن تيمية كان يساعد الحكام... في رسالة للعصر يقول إن سوريا ومصر لما اتحدوا أيام ابن تيميمة انتصروا على التتار، وكأن العالم العربي كأنه رسالة إلى الواقع المعاصر ورسالة إلى التاريخ والرسالة العامة التي تقول إن تاريخنا يمكن أن يتجدد، ما كنت أستطيع أن أكتب تعدد الخطابات هذه لو لم أكن اقرأ بعض نماذج الحداثة، فأنا أرفضها جملة وتفصيلاً لكني قد استفيد من بعض أطروحاتها والدكتور صابر عبد الدايم في إحدى الدراسات التي كتبها في التجربة الإبداعية في ضوء النقد الحديث استفاد أيضاً من الإحصائيات في الأفعال الماضية والمضارعة في إحدى الدراسات... لكن نتمنى أن يكون أدبنا ونقدنا خارجاً من بيئتنا وعلى فكرة البنوية نفقت من سنة 1957 في أوروبا واقرأ الكتاب الرائع الذي كتبه الدكتور عبد العزيز حمودة هذا أستاذنا درسنا اللغة الإنجليزية في كلية آداب جامعة القاهرة من حوالي ثلاثين سنة، فهو كتاب رائع وأنا عملت عرضاً له في عدد محرم أو عدد صفر من مجلة "البيان"...
عريف الحفل: الأخ علي إبراهيم سروج يقول:
في محاولة كتبت للطفل قصيدةُ عن السيجارة قلت في بعض أبياتها التي تتحـدث فيها عن نفسها...
أنا الأوجاع والنار... إلى أن يقول... ولي حلل مزركشة يصوغ نسيجها القار
عبد المقصود خوجه: من القائل الأستاذ السروجي ولا الأستاذ حسين؟
الأستاذ حسين: لا لست أنا.
عريف الحفل مكملاً السؤال: ألا ترى أن الأدب المقروء هو بحاجة إلى صياغة أدبية موسيقية وفنية تجعل تلقي مثل هذا النوع من الأدب مقبولاً لدى الأطفال؟
- الدكتور حسين: يا سيدي أنا أضرب لك مثالاً واحداً من جيلنا اسمه أحمد زرزور في مصر يكتب شعر التفعيلة ويقدم في مسابقة الأدب الإسلامي وفاز بالجائزة الأولى للأطفال وكان معه شعراء عاموديون مثل يحيى الحاج يحيى فاز بالجائزة الثانية أو الثالثة وأنا لم أكن مُحَكِّماً فيها، يعني حتى لا تقول حسين اشترك وأنا فوجئت وأنا أقرأ الأسماء في المجلة، نطلب من الأخوة التقليديين أن يكتبوا جيداً، البرادوني شاعر ممتاز لأنه وضع المادة الجديدة في الإناء القديم، شاعر ممتاز أو محمد مهدي الجواهري وغيره، لكن تجيبوا لي شاعر أعرج لا يستطيع أن يقيم جملة ويكتب شعراً تقليدياً ويقول أريد أن أكون ممتازاً؛ أين الشعراء الذين يكتبون كصالح جودة أين القصائد التي نقرأها كقصيدة الشابي (صلوات في هيكل الحب) قصائد لا تتكرر في تاريخ الشعر العربي، أنا لو أكون مريضاً نفسياً أو مكتئباً أنا آتي بقصائد الشعراء مثل زكي قنصل وغيره وأقرأ هذه الموسيقى المنضبطة تضبط أعصاب روحي...
لكن ائتيني بالشعر الجيد؛ يعني أحمد زرزور هذا لو كتب في الشعر التقليدي سيكون الأول أيضاً؛ أنا جبت لك شاعر يكتب تقليدياً وفاز بالجائزة الثالثة ولست محكماً ولا يعرف هذه اللحظة من المحكمون فيها، رغم أنني عضو في مجلة (الأدب الإسلامي)... ولذلك أنا أريد الجودة في أي مجال، وفرحت الليلة أن الدكتور محمد بن سعد بن حسين قال نحن نريد الجودة في هذا وذاك، إذن إن شاء الله هذه خطوة على طريق الاعتراف بنا يعني لأنه هو يرفض المسرح الشعري الذي اكتبه لأنني أكتب من شعر التفعيلة أيضاً، وأنا أظن أني بلغت شأواً في هذا أنا دارس وأرفل بجانب الموهبة، لكن هو يقول أنا سأعاملها معاملة المسرحية النثرية، قلت له إذن لا أهديك مسرحياتي...
عريف الحفل: الأخ عبد الرزاق الغامدي يقول:
ذكرت بعضاً من الشعراء الإسلاميين في مجرى حديثك لكن هناك فارساً وهو من المجيدين في الشعر الإسلامي وهو الشاعر عبد الرحمن العشماوي ألا ترى أنه كان يستحق منك لفتة كريمة وأن تذكره مع من ذكرت؟
- الدكتور حسين: أنا أقدر أرد عليك وأقول لك أنا لا أستقصي الشعراء الإسلاميين لكن الحقيقة شعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي صديقي وحبيبي وأرجو أن لا يزعجه ذلك لي عليه ملاحظات؟ فأنا أخذت له قصيدة أو معارضة لمعلقة عنترة في كتابي (القرآن ونظرية الفن) وأخذت عشرة نصوص أعتبرتها من أحسن الشعر الإسلامي، كان موجهها إلى رؤساء يعقدون قمة عربية في مثل هذه الظروف وهي قصيدة كأنها معلقة جديدة، لكن الشاعر عبد الرحمن العشماوي وهو شاعر مجيد أصلاً أنا أريد له أن يصل إلى القمة لكن بحرصه على التبليغ الفني وأنه لازم أوصل الكلمة وكأن القارئ لا يفهم، بعد 1400 سنة من الشعر، الذي يكتب قصة وحريص على أن يحلفني بالله العظيم أنت فهمتها ولا … لا … يا أخي نحن نفهم أكتب الأساليب الحديثة ونحن نفهم، فأنت مثلاً لو خيرتني بين شاعر أسامة عبد الرحمن فنياُ وأنا أعرف أن كلامي هذا سيغضب ناس كثيرين يعني برضو الواحد يخلي بعض الكلام لنفسه وما يزعلش الجمهور.. لو خيرتني بين أسامة عبد الرحمن وعبد الرحمن العشماوي لقلت لك أنا أفضّل شاعرية أسامة عبد الرحمن... ومن العجب أن هذا الشاعر لم يأخذ حقه في الدراسات الأدبية فأنا أوجه انتباه أستاذنا ابن حسن عميد الدراسات السعودية والذي أشرف على أكثر من عشرين أو ثلاثين رسالة عن الأدب السعودي أن يوجهوا همتهم للشعراء الممتازين للدراسة.
الشيخ عبد المقصود خوجه: في الحقيقة لي مداخلة لقد وردتني أكثر من ورقة تطلب التعليق على ما يقول ضيفنا الكريم ومن موقعي هذا خلال ثمانية عشر عاماً قضية الحداثة والبنيوية وشعر التفعيلة والشعر الحديث والشعر الحر قضية خلافية، فلذلك أنا أحجب هذه التعليقات لأنها لن تأتي بجديد وسيكون كثيرون رافضين لهذا الرأي ومنكم كثيرون موافقون على هذا الرأي، فالقضايا الخلافية أعتقد من المستحسن لا تكون مجالاً للأخذ والرد، لأننا لن نصل إلى نتيجة هنا، ونحن هنا لتحديد موقف وهذا ما عرف عن الأستاذ نأخذه كما هو على علاته، من يقبله فأهلاً وسهلاً... فليعذرني الأخوان الذين طلبوا التعليق ولم يصلوا إليه، فلا يُفهم من هذا أنني مع الأستاذ أنا لا مع هذه الفئة ولا مع هذه الفئة... رأيي أحتفظ فيه لنفسي لأن موقعي يفرض علي ذلك... وشكراً...
يا سيدي الفاضل لك الكرامة وأنت أستاذ الأساتيذ، لكن أرجو أن أوضح أن هذا الموضوع موضوع خلافي وسبق في الاثنينية أن سبب لنا الكثير من الإشكاليات فأنت أعرف أكثر من الآخرين أن هذا الموضوع جدلي وخلافي والخلاف فيه ليس بالقليل، وكل فئة لها من الحق ولها من الأدلة والبراهين ما يجعل ما تهدف الآية... كالشمس الساطعة لهذا يستحسن حفاظاً على الوقت وحفاظاً على بقاء النفوس صافية أن يبقى الرأي لصاحبه وهناك متسع لأن الجرائد كتبت كثيراً وهناك كتب كثيرة وهناك آراء متعددة فليعذرني أستاذنا ما قصدت أن أحجب رأي أحد لأنني لا أملك حق ذلك ولكن حفاظاً على الوقت وحفاظاً على صفاء النفوس...
أنا لي رأي لكن منذ ثمانية عشر عاماً وسأستمر إن شاء الله أن أحتفظ برأيي لنفسي لأن موقعي يفرض عليّ هذا...
الدكتور محمد بن سعد: لي كلمة واحدة وهي إنني لن أتراجع...
الشيخ عبد المقصود: يا سيدي قل ونحن باقون وأنا لم أقل أن هناك موافقون أنا قلت هناك من يتفق ومن يختلف وما أحلى أن نصطدم في الرأي ولكن اصطدام الكبار...
الدكتور محمد بن سعد: نريد أن نوضح قضية واحدة وهي أن الدكتور حسين والدكتور صابر عبد الدايم أقرب الناس إليّ وأحبهما وأظنهما يبادلاني هذا الحب وأنا شاكر لهما هذا وما داعبتهما إلا لحبهما ولكني لم أتراجع يا دكتور...
الشيخ عبد المقصود: هذا حقك وحق كل أخ... تفضل يا أخي...
عريف الحفل: سؤال من الأخ سعيد معتوق من جريدة عكاظ يقول:
ما هي أسباب إعلانكم التوبة عن الكتابة باللغة العامية وهل أصبحت اللغة العامية والكتابة لها خطيئة حتى تتوب منها؟
- الدكتور حسين: يعني هذا يُسْأَلُ عنه صديقنا الدكتور صابر عبد الدايم، في الحقيقة أنا لما بدأت الكتابة عام 1966م أو عام 1967م كان الشباب الذين في بداية عهدهم يكتبون القصة والمسرحية وشعر العامية وكنت متعجلاً فأصدرت ديوانيين بالعامية، حتى قال لي أستاذي الدكتور أحمد الحوفي وكنت أسمعته قصيدة بشعر الفصحى منشورة في مجلة (الأديب) بعنوان (انتظار الذي لا تجيء) وهذا كان عن النصر الذي كنا ننتظره ولا يغيب في حوالي يناير 1972م فقال لي: كيف ستكون مدرساً باللغة العربية وأنت تكتب بالعامية، فكان كلاماً منطقياً، ما دام تستطيع كتابة هذا الشعر بالفصحى بالموزون وغير الموزون – يقصد شعر التفعيلة – فلماذا تكتب بالعامية؟ وأنا أشرت في أكثر من لقاء إذاعي وتلفازي مع الدكتور فاروق شوشه حينما استضافني أنا والدكتور صابر في أمسية أدبية قلت هذا، قلت له إنني أظن سأكون في المستقبل شاعراً بالعامية كبيراً ولكنّ كلمة أستاذنا الدكتور أحمد الحوفى - رحمه الله - هي التي صرفتني عن ذلك فالله الحمد...
وأنا منذ عدة أعوام جاءني شاب في جامعة الإمام أيضاً نفس القضية ويعرض عليّ شعراً بالعامية فقلت له أن تكتب الفصحى... نفس كلام أستاذي وكان يعمل في إحدى الجرائد أو المجلات الخليجية التي تتبنى العامية وما أكثرها هنا، لا نقول اسمها وتوزع آلاف من النسخ - وربنا هداها أيضاً بعد ذلك - ولا أقصد بالهداية يعني... أنا لي رأي قد نختلف... يا جماعة المساحة في الخلاف واجبة ونتناقش للصبح وأنا أرى أن أدب العامية... الآن برضو حيكون في اختلاف... هو من أدب التخلف وأنا الآن أقرأ بدايات بيرم التونسي بصعوبة أقرأ ابن باعروس اللي من 200 سنة في مصر بصعوبة أكثر ونحن لهجة واحدة داخل مصر، فأنا أرى أن أول مـا تصـير الأمة كلها قارئة متعلمة لن تجد العامية في المسرح والشعر، فأنا أرى أنها مسألة وقت مئة أو مئتين سنة وهذا الأدب إلى زوال...
عريف الحفل: الأخ سعيد الخوتاي المحرر من جريدة (أرب نيوز) يقول:
ما يزال هناك عدم وضوح في التفريق بين العمل الأدبي الإسلامي وغير الإسلامي الصادر من قبل الأدباء المتحدثين بالعربية والذين يدينون بالإسلام، فما أبرز معايير الحكم على إسلامية العمل الأدبي – بإيجاز - لكي يمكن الحكم على العمل بأنه يندرج ضمن الأدب الإسلامي أو لا يندرج؟
- الدكتور حسين: إجابته طويلة لكن لن تزيد عن نصف دقيقة، إذ هو لا يعارض شيئاً معلوماً من الدين بالضرورة أو ينافي العقيدة، فالإباحة الأصل، وأنا عملت البحث الذي فاز وهو (القرآن ونظرية الفن نظرة إيمانية) عن هذه القضية فنفرض أن الأديب يتكلم عن تناسق الأرواح لنجيب محفوظ يبقى هذا ليس أدباً إسلامياً. أديب يدعوني ويحرض على الفجور ليس أدباً إسلامياً لكن. ما نفهم الأدب الإسلامي لما نقول الصلاة والزكاة فقط لا … ممكن نتكلم عن الحب ولكن يكون حباً عفيفاً وليس فيه خلوة لأن الحب مشاعر إنسانية، فالأصل في الأشياء الإباحية، فلو جاب شيئاً في نصه تخالفه الشريعة لم يصبح نصاً إسلامياً. لكن يتناول أي شيء في الأرض أو في السماء كما يريد … أو الأخ لو يأتي الرياض نعطيه نسخة من كتابي (القرآن ونظرية الفن) … لكن من يكتب عن الحب لابد أن يكون قد جرب الحب.
عريف الحفل: إذن نصل إلى السؤال الأخير والأسئلة كثيرة كما قال الشيخ ولكن هنالك بعض الأسئلة تتشابه في المضمون وسؤال من الدكتور عبد الغني أنس عبد اللطيف يقول:
في شعر كل من صلاح جاهين وبيرم التونسي وعبد الرحمن الأبنودي ما رأيكم فيهم وهل في مثل هؤلاء خطر على اللغة العربية؟
- الدكتور حسين: أنا أرى لا خطر على اللغة العربية من شعر العامية يعني مثلاً صديقنا الدكتور حلمي القاعود يرى أن شعراء العامية هؤلاء سيهدمون اللغة العربية، لا اللغة العربية اجتازت العصر المملوكي والعثماني الذي كانت فيه اللغة التركية بل إن في بعض قصائد العامية إجمالاً … كان يقول عنه أمين الخولي يعني في بعض القصائد … يعني مثلاً بيرم التونسي له قصيدة عن رجال الشرطة يتجبروا على المرأة الغلبانة والناس الكبار ما يتجبرش عليهم... فمثلاً في القصيدة يقول:
أربعة عساكر جبابرة يفتحوا برلين
ساحبين بتاعتْ بطاطس جايا من شربين
إيه الحكاية يا بيه قال: خالفت القوانين
وايش معنى مليون حرامي في البلد سارحين …؟
يمزّعوا الجيوب ويفتحّوا الدكاكين...
يعني أيضاً هؤلاء العساكر ينتهون إلى الطبقة الاجتماعية المتدنية التي منها هذه، لكن أصبحوا من السلطة هذه قصيدة جميلة لكن لا أستطيع أنا كأستاذ لغة عربية أن أدرسها، أنا للأسف الشديد وأنا في كلية الآداب درست لي مادة الأدب الشعبي الدكتور أحمد مرسي والدكتورة نبيلة إبراهيم سالم درستني هذا الأدب وكانت تدرسنا جماليات التعبير في الأدب الشعبي، بل طلبت من كل واحد منا يكتب بحث عن أغنية شعبية ولها 30٪ وكتبنا ونحن في الليسانس عام 1972 م لكن إذن له جمال، لكن أرى أنها جماليات مؤقتة، بدليل أنا لو سمعت شاعراً من الأخوة السعوديين ويقول هذا شاعر عظيم وقد لا أستطيع أن أفهم بعض ما يقوله، أنا مرة ركبت في تاكسي في اليمن لقيت كل الذين حولي يتكلمون لغة أنا لا أفهمها سألت طالباً فقال لي هذه لغة (التهومة) يعني أهل تهامة الذين في اليمن ويبدوا أنهم يتكلمون بسرعة، فإذا كنا لا نستطيع أن نفهم لهجة فكيف نستطيع أن نفهم شعراً مكتوباً بها، بينما إذا كتب واحد في بغداد سيفهمه من في موريتانيا ومراكش وجنوب السودان وكله باللغة العربية، فأنا أقول أن العامية مهما كان لها من جماليات فهي إلى الزوال...
وأشكركم شكراً جزيلاً ومرة أخرى أشكر سعادة الأستاذ الكبير عبد المقصود خوجه ولم أكن استحق هذا التقدير وأنا أقول في قصيدة لي:
إني آخركم قدام الله وأعطى ساقيه للريح وفر...
يعني أنا آخر واحد فيكم يكرم والمفروض أنتم أيها الجمع الكريم هو المكرم بهذه التكرمة فشكرَ الله لكم جميعاً...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
الشيخ عبد المقصود خوجه: في الحقيقة لي مداخلة صغيرة، الأساتذة بيرم التونسي والأستاذ حمام الديب، الأساتذة هؤلاء غير أنهم كتبوا بالعامية كان شعرهم يسمى الشعر الفكاهي ولدكتورنا الكبير شوقي ضيف له كتاب صدر في مصر في الخمسينيات، فيجب أن نأخذ الموضوع من هذه الزاوية أيضاً لأنه ليس فقط موضوع كتابة شعر باللغة العامية... موضوع فكاهة فلذلك هذا موضوع آخر أرجو أن يعذرني الأستاذ ولكن هذه حقيقة... هي القصيدة ليست لتكتب بالعامية صحيح لبيرم التونسي أغاني تغنى بالعامية ولا تدخل تحت باب الفكاهة ولكن أنا مع الأستاذ إذا اندرجت القصيدة تحت باب الفكاهة هذا موضوع آخر...
بالإضافة نحن في العادة لا نحجب أسئلة ولكن هنا أمامي بعض الأسئلة حجبتها إما لتكرار السؤال أو لأنها أسئلة تمس خطوطاً حمراء ولا أقصد بها السياسية ولكن دينية وما في مانع أقول بعضاً منها فمثلاً يعني نحن عادة لا نحجب شيئاً، كل شيء مباح طالما أنه في حدود الإباحة... هنا سؤال كيف أفدت من الأسلوبية الإحصائية ومدى مصداقيتها وما الفرق بين القرآن والفن وفن القرآن، وهل لك شيء في الشعر عن العجب ونكران الذات، أسئلة كهذه - ما تآخذني - بتدخلنا في متاهات - أنا أعتقد أننا في غنى عنها - أنا لا أحجب أسئلة لأن في بعض الأخوان اتهموني قبل ذلك ولكن أردت في هذا الموقف أن أوضح السبب في حجب بعض هذه الأسئلة إما لتكرارها أو لتماسها لخطوط يجب أن لا نتكلم عنها... شكراً لكم وأترك الفرصة للأخ حسّان كتوعة...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :626  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 70 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.