شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أنا (1)
منذ أكثر من أربعين عاماً وأنا أتنقل من كتَّاب باحميش، إلى كتَّاب الشيخ عوض، إلى مدرسة أهلية صغيرة مديرها أحمد كابلي، وبعدها ارتفعت إلى مدرسة المعلاة الحكومية، ثم إلى مدرسة الفلاح الأهلية بالصفا، ثم تركت كل ذلك إلى غير رجعة.
وقد زهدت في كل الشهادات المدرسية ابتداء من التحضيرية إلى أن تنتهي بشهادات الملكوت الجامعية..
بعدئذ، وقد لبست حذاء "سن الرشد" أولجت نفسي حاملاً للسلاح في حاشية سمو النائب العام في الحجاز وقد [اخضر] (2) بقل عذاري، وكنت أجيد الرماية بالبنادق على مختلف أنواعها من نيمس إلى عصملي، وبالمسدسات من "أبو مجالة" إلى "أبو عشر" إلى البريلي، مضافاً إلى ذلك تبريزي في ركوب الخيل والهجن وتضميرها مع عمي عمر بن صويلح، وصالح بن بخيت!
كنت لا أسمح للذبابة أن تقع على أنفي، فإذا وقعت فيها ويلها بل يا ويل كل ذبابة في العالم.
وأنتم أيها السادة "وكلكم أذكياء" تدركون أن في الناس أيضاً مما يُشبَّه بالذبابة ويتفوق عليها في القذارة والإلحاح والفضول والمعاكسة..
كنت على جانب كبير من الغرور والتعاظم، ورغماً عني (3) دخلت في عدة معارك يدوية مع ابن شريدة والناقرو ومسعود الجودي وإبراهيم الفوزي وغيرهم، وكنت فيها أتراوح بين الغالب والمغلوب، غير أني لم أكن أندم على كل ما يقع، بل يشتد عزمي على أن أعاود "اللعبة" تنزهاً على ساحل الحياة.
بلا شك أيها السادة البرعاء في الذكاء إنكم تعلمون أن هناك أموراً كثيرة تعبر في حياة كل إنسان لا ينبغي التحدث بها ولا الإِفصاح عنها!
إن الله جلَّ وعلا لو أراد لجعل دهر الناس ليلاً واحداً أو نهاراً واحداً، ولكنه سبحانه لم يفعل وهو الذي يقول للشيء -أي شيء- كن فيكون.
إن الزمن وأمعنوا النظر.. أكثر من ثلثيه ليل، هناك الظلال والأكنة والبيوت والمغاور والسحب والسجف إلى ما شاء الله، لماذا كل هذا؟
كل ذلك ليكون أكثر هو الحاجز اللذيذ الجميل الذي يحول بين الإِنسان البهيمي وبين نزواته العاصفة، والشهوة العارمة هي التي أعادتنا إلى الأرض وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ (4) .
.. لقد دخل كلام في كلام، وانعدم الالتزام، ولكن حسين سرحان بدون سيبويه ولو رضخنا لأحكامه لقلنا: ".. ولكن حسيناً سرحاناً قدم إليكم نفسه على ما فيها من جروح ويزلف قلمه وهو ذو عجز مبين".. كل ما في حسين سرحان أنه يعترف مبدئياً أنه قليل المعلومات، ضئيل الاطلاع، نزر المعارف، سريع النسيان..
فهل تقبلون مواجهته على هذا الأساس؟؟
مع العلم بأنه إذا شردت عليه أعصابه، وهي تشرد دائماً، فإنه لا يمكنه ضبطها ولا التحكم فيها.. ومن ذا يحكم الغول المثار..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :472  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 76 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج