شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أ.. ب.. (1)
-أ-
بين عامي 48-50 بعد الثلاثمئة والألف كنت أتلقى العلم في مدرسة الفلاح بالقشاشية.. وكنت مراهقاً ألاعب ظلالي.
لم تكن الدروس يومئذ.. خفيفة.. أو طريفة كاليوم، ولا الذين يلقونها في رشاقة ولباقة من يرتجلونها الآن..
الصرف -يلقيه علينا الشيخ عمر حمدان.
التجويد -يمليه الشيخ عبد الله حمدوه السناري.
الإملاء والإنشاء -بين الأستاذين حامد كعكي، ومحمد نوري.
الفقه والفرائض -للأستاذ الطيب المراكشي، والشيخ عيسى دهان.
الجغرافيا -للشيخ زيني كتبي.
الخط بأنواعه على أنماط نجيب هواويني -للأستاذ سليمان غزاوي، ثم الأستاذ محمد حسن فقي.
وشيء من الأدب -للشيخ علوي مالكي.
العصا والجلد والمراقبة -للشيخ بنونة.
وكثير من الدروس المتفرقة -السيد الأستاذ أمين كتبي، وأذكر أن من بين معلمينا من يسمى شيخ حمدي وقد احتضر في شبابه!
-ب-
يذهب حسين بن علي بن سرحان من أعلى المعابدة إلى القشاشية في الصباح.. وفي يده محفظة من الجلد يحتقب فيها كل مواد دروسه من كتب ودفاتر وأقلام من القصب، ودواة مليئة بالحبر الأسود المخلوط بأسلاك خفيفة من الخيوط، ومبراة صغيرة، وخرقة لمسح الأقلام مما قد يعلق بها.
وفوق هذا كله "ربع ريال مجيدي" من الفضة فيه الغداء، ومنه الشاهي مرتين..
بعد العصر يعود أخونا حسين بن علي بن سرحان، متعباً مكدوداً إلى معابدته، وقد زهد حتى في أن يلاعب ظلال السماء، فضلاً عن ظلاله الموقر الذي بدأ في التقلص!
ويتعهد دروسه في الليل على مصباح الغاز حفظاً وتذكراً ودرساً.. حتى إذا مضى هزيع من الليل أرخى الذبالة وأوى إلى جانبها منهكاً ترفض أعصابه ارفضاضاً.
وما يكاد أشقر الصبح يجر ذيله إلاّ وقد وثب فحسا حسوة الطائر، ونهش نهشة الذئب، ثم أخذ طريقه عوداً على بدء..
تالله ما أحلى تلك الأيام..
ألا تالله ما أحلاها!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :423  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 75 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور زاهي حواس

وزير الآثار المصري الأسبق الذي ألف 741 مقالة علمية باللغات المختلفة عن الآثار المصرية بالإضافة إلى تأليف ثلاثين كتاباً عن آثار مصر واكتشافاته الأثرية بالعديد من اللغات.