شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
التفاتة.. (1) !
-في الخمسين:
أذكر وأنا في الخامسة من عمري أني كنت مريضاً بالصدر، وكانت أمي رحمها الله تدخل يديها مني الصفاق فترفع جانبين من ضلوعي، فقد كانت أضلاعي منطبقة على داخل الظهر.
ولم يكن هناك طب ولا أطباء -ولله الحمد- بل هناك لصقات بلدية من الكمون والهرد، وما إليه إلى شرائح من الشاش تضم إلى الصدر، فلا تكاد تتنفس إلاّ بحال!
كان هناك الكي بالنار..، وأنا من أخمص قدمي إلى قمة رأسي أكاد أن أكون "تمثالاً" جاهزاً لمن يريد أن يتعلم الكي البدوي!
وفي الكي فوائد نادرة المثال، ولسنا بحاجة إلى التوسع فيها.
كانت أمي "سويّر بنت عبيد الله بن سرحان" ترأف بي، وترأمني وكنت بكرها وقد جاءت ببطون عديدة درجوا والشقي بقي!
على كل هذه الأمراض والأجراض بقيت، وتجاوزت الخمسين سناً، كدت أموت في العشرين وتعديت الخمسين.. هل هذا عبث!؟
-ما هي الحياة؟
لو كانت الحياة عضلات وأعصاباً لهان وقعها، فبعد الخمسين تتراخى العضلات وتهن الأعصاب، وتظل كأنك في برزخ بين الموت والحياة، لكن حب الحياة يتغلب وإن تطوحت بك قدماك، أو تلاعبت بك يداك.. وقد تداعب وقد تلاعب ويخايلك شيح لذيذ يوحي إليك إنك في أوج الشباب، وهي أكاذيب شيخوخة وأخاييل فناء. ثم تعطيك الأحلام صور الحقائق.. ويبدو لك ما في الأرض كأنه في السماء.. زهوراً وخمائل.. وأباديع (جمع أبدوعة وهي من عندي)، وقد تتزلف الأباطيل وتضحك، فإذا هي وقائع لم تحدث، وإذا حدثت فعلاً فهي على عكس واقعها.. ومعك ريالان فإذا هما مليونان في لحظة.. ولا عليك أن تسأل كيف كان ذلك.. فهناك "دبشليم وبيدبا.. وكليلة ودمنة" وأمس كنت ضائعاً.. واليوم عندك ملايين يضحك بعضها من بعض.. عند اتفاق النقائض..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :467  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 77 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج