شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إسرائيل بين البداية والنهاية
الدكتور محمود دياب
الحديث عن اليهودية الصهيونية.. أو الحديث عن إسرائيل وأطماع إسرائيل.. مهما استمر ومهما تعدد.. فلا يمكن أن يقال عنه -في اعتقادنا- إنه مكرور معاد..
إن قضيتنا مع اليهودية الصهيونية.. والتي تمثلها إسرائيل -سياسياً ودولياً هي قضية مصير.. بالنسبة للعالم الإسلامي جميعه، ومحال ألا تكون شغلنا الشاغل في كل لحظة.. إن إسرائيل تقف نفس هذا الموقف منا دائماً.. تتعقب كل أمورنا، وتتعرف بكل شؤوننا لأن هذا هو ما يجب أن تصنعه معها وما يجب أن يكون..
* * *
وفي هذا الكتاب -إسرائيل بين البداية والنهاية- يتناول المؤلف جانباً من جوانب العدوان الإسرائيلي من بدايته القريبة المعاصرة، أعني منذ انعقاد أول مؤتمر لليهودية في مدينة بال السويسرية عام 1897 وما صدر فيه بمساعي هرتزل المعروف من قرارات إنشاء الدولة اليهودية.
يقول المؤلف:
إن مأساة فلسطين ستتبعها مآسٍ ونكبات، إن لم نتدبر نحن الأمر، ونستعد لدفع الأذى الماحق.. لقد أصبح لزاماً علينا أن نفهم الصهيونية على حقيقتها، ونعرف الأسباب التي دفعت الحكومات المختلفة إلى مناصرة الصهيونيين، وتمكينهم من فلسطين ومنا.
يرنو اليهود الصهيونيون إلى فلسطين من زمن بعيد..
ويعتبر (هرتزل) أول يهودي في العالم عرف كيف يحول الصهيونية الكلامية إلى التعبير..
وهرتزل.. يهودي كان يعمل مراسلاً لإحدى صحف فينا في باريس، وكان يعمل في هذه الوظيفة عندما وقعت مسألة "دريفوس" سنة 1894م وألف (إميل زولا) كتاب "إني أتهم؟".. وهو يدور حول اضطهاد العالم المسيحي لليهود في أوروبا.
وألف "هرتزل" كتاب (الدولة اليهودية) ونشره في صيف 1891، ونادى بإقامة مستعمرات يهودية في الأرجنتين أو فلسطين ترعاها بريطانيا على أن يكون الهدف خلق دولة يهودية قومية ذات سيادة.
* * *
... وانعقد المؤتمر الصهيوني الأول في أغسطس عام 1897م في مدينة (بال) بسويسرا.. وكان أهم ما فيه الحصول على حق شرعي دولي معترف به لاستعمار فلسطين، وتنظيم الهجرة، وإيجاد منطقة دائمة يهودية، لتحقيق أهداف الصهيونية..
وقال "هرتزل" عند انتهاء المؤتمر:
"الآن أقول إنه ستقوم دولة يهودية في فلسطين.. ستسخرون من ذلك.. ولكني متأكد أنها ستقوم.. في مدى عشرين عاماً أو خمسين عاماً!!
وطلب هرتزل من السلطان عبد الحميد توطين اليهود في فلسطين سنة 1901.
فرفض قائلاً: "إن فلسطين هي بلاد المسلمين ولا يمكن أن أفرط فيها":
ودخلت الصهيونية في مفاوضات مع الإنكليز لاستعمار شبه جزيرة سيناء وأوغندا..
ومات (هرتزل) سنة 1904، فلبس اليهود عليه الحداد، واجتمع المؤتمر الصهيوني في سنة 1905 وقرر استعمار فلسطين.. ولا مكان غير فلسطين!
وفي الفترة ما بين 1905-1914 بنيت 59 مستعمرة بها 1200 يهودي.
وابتدأ (ويزمان) بصلاته بساسة إنكلترا، وعلى رأسهم المستر لويد جورج ولورد بلفور.. وعمل اليهود ضد تركيا وألمانيا في صف الحلفاء حتى تكون بريطانيا في فلسطين.. وصدر وعد بلفور في نوفمبر 1917، وانتهت الحرب العالمية الأولى.. وقال اللورد اللنبي حينما دخل القدس كلمته الشهيرة:
الآن.. انتهت الحرب الصليبية:
وعيّن السر هربرت صمويل اليهودي أول مندوب سام لبريطانيا على فلسطين، وأصبح للوكالة اليهودية رأي في حكومة فلسطين، وفي تنظيم الهجرة إلى فلسطين وفي أخذ أراضي الحكومة، وأراضي أوقاف المسلمين، وبلغ مقدار هجرة اليهود من سبتمبر سنة 1920-1926 مقدار 990806 أشخاص.
وهبت ثورات عربية في سنوات: 1920، 1929، 1933، 1935، 1939 وكانت إنجلترا تبعث دائماً بلجان ملكية تعطي العرب ألفاظاً جوفاء بينما تشجع الحكومة الإنكليزية والمندوب السامي اليهودي -اليهود على الهجرة- وقد جاء في تقرير برسون: "إن الاستعمار اليهودي تسبب في تشريد كثير من العرب" وفي سنة 1936 أرسلت لجنة بيل التي اقترحت التقسيم.
إلى أن يقول: وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية أعلنت إنجلترا فشلها في مشروع التقسيم وإحالة قضية فلسطين إلى الأمم المتحدة.. وصدر قرار التقسيم في 29 نوفمبر سنة 1947.
وأعلنت إنجلترا انسحابها في 15 مايو سنة 1948 في الوقت الذي أعلن فيه "بن جوريون" مولد إسرائيل.. وأعلن ترومان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية اعترافه بها بعد دقيقة واحدة من إعلانها مما يدل على أن الأمر كان مدبراً بليل.
وهنا فات المؤلف الفاضل أن يذكر اعتراف الاتحاد السوفياتي أيضاً بإسرائيل في نفس الوقت، وكانت ثاني دولة في هذا المجال..
حقيقة إسرائيل والأشخاص الذين يسكنونها:
إن الصهيونية العالمية تمكّنت من جمع الأشخاص كالجنود المرتزقة من كل أنحاء العالم.. وقد أثبت علم الأجناس أنه لا توجد اختلافات بين السلالات البشرية -أكثر مما تجده بين الجماعات اليهودية في مختلف القارات.. واليهود ينتمون إلى عدد كبير من السلالات، وهم يشبهون الجماعات التي يعيشون في وسطها.
ومن أصدق الأدلة على ذلك ما حدث للألمان اليهود في ظل حكم النازي. فقد استطاع كثير منهم أن يثبتوا بواسطة وثائق أتقنوا صنعها أنهم آريون فاقتنعت السلطات الألمانية بأنهم آريون حقاً.. وسجلت أسماءهم بأنهم آريون، لم تجر في عروقهم قطرة من دم آخر سوى الدم الآري..
أما كيف قامت إسرائيل، فالعالم يعرف أن سكانها جماعة من مختلف الأجناس جمعتهم الصهيونية العالمية لخدمة الاستعمار البريطاني أولاً، والإمبريالية الأمريكية ثانياً..
من النيل إلى الفرات:
والصهيونية العالمية قامت على أهداف محددة واضحة وهي "من النيل إلى الفرات احكمي يا إسرائيل!"..
وسننقل جزءاً من أقوال هرتزل الذي كان أول من جمع اليهود على هدف محدد:
1- إن أرض سيناء والعريش هي أرض اليهود العائدين إلى أوطانهم.
2- أوغندا محطة ليلية في طريق فلسطين.
3- سيناء هي فلسطين المصرية.
4- مساحة فلسطين هي من نهر مصر إلى الفرات.
ولا بد من فترة انتقالية لتثبيت مؤسساتنا يكون الحاكم فيها يهودياً، ويريدون كل أرض عربية كان بها يهود.. ومنها المدينة المنورة: مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولقد دنسوا المسجد الأقصى بحوافر خيولهم، وأعلنوا القدس عاصمة لإسرائيل.
والواجب علينا أن يعرف العالم كله أن معركة فلسطين هي معركة الأمة العربية كلها.. ومعركة الأمة الإسلامية كلها.. ومعركة ضد أشد أنواع الاستعمار الذي لم يسبق له مثيل في العالم.. فلم يسبق في التاريخ كله إبادة شعب آمن بإحلال شعب آخر مستعمر مكانه..
* * *
وأول شيء يجب معرفته هو: معرفة العدو معرفة كافية حتى نواجهه المواجهة المتكافئة بالآتي:
1- من هو العدو؟
2- من هم حلفاؤه الذين يدعمونه سياسياً وعسكرياً واقتصادياً؟
3- ما هي منظماته العسكرية وشبه العسكرية؟
4- ما هي روحه العدوانية؟
5- ما هي أهدافه القريبة والبعيدة؟
6- ما أطماعه التوسعية؟
7- ما أساليبه الاقتصادية والإعلامية؟
8- طرقه في بث تعاليم التلمود، وبث تعاليم الماسونية والصهيونية، وغيرها من الطرق الشريرة؟
9- شبكاته الجاسوسية؟
10- العدو ليس يهود إسرائيل فحسب.. بل الصهيونية العالمية بعلمائها وأموالها، وخبرائها ونفوذها ووسائل سيطرتها؟
11- التغلغل الإسرائيلي في أفريقية؟
12- التغلغل الإسرائيلي في آسيا؟
ومعركة فلسطين والشرق الأوسط هي كما سبق القول:
1- معركة الأمة العربية كلها، والأمة الإسلامية كلها: معركة ضد أقسى مراحل الاستعمار!
وصورة المشكلة اليوم هي قضية وطن احتلته قوة غازية غربية فاشية.. نتيجة مؤامرة عالمية اشتركت فيها قوى الاستعمار والصهيونية، ابتدأت ببريطانيا بوصفها أقوى أمة في العالم بعد الحرب العالمية الأولى، وانتهت بأمريكا بوصفها أقوى أمة في العالم بعد الحرب العالمية الثانية.. وقضية فلسطين قبل يونيو 1967 كانت قضية لاجئين، والآن يجب أن نغير كلمة "لاجئين" بكلمة غازين وفاتحين!!
والآن.. فما الذي يجب عمله؟
يقول الشاعر:
وقف الزمان بكم كموقف طارق
اليأس خلف، والرجاء أمام!
والصبر والإقدام فيه، إذا هما..
قتلا.. فأقتل منهما الأحجام
يحصي الذليل مدى مطالبه، ولا
يحصي مدى المستقبل المقدام
الذي يجب عمله هو الآتي:
1- التمسك بأهداب الدين الإسلامي الحنيف، روحاً وعملاً، ومعرفة أن الجهاد في سبيل الله فريضة إسلامية، والاستشهاد طريق الجنة، والتخلف المادي الذي يتكلمون عنه لا يمنع التفوق النفسي والمعنوي الناجم عن الشعور بالدفاع عن الحق، والمصلحة والكرامة والحياة.
إن الدولة الرومانية.. والدولة الفارسية قد سقطتا على أيدي المؤمنين من المؤمنين الأوائل.. وفي أيدي غزاة متخلفين في جميع المجالات المادية والفنية ولا بد لنا من مقابلة ما نحن فيه بطاقة روحية دينية مبنية على الشعور بفداحة ما نحن فيه.
ومعرفة الأخطاء:
إن معرفة الأخطاء واجبة.. ونحن في تقدمنا السريع الشامل خلال السنوات الماضية.. وعلى جميع الجبهات السياسية والصناعية والعسكرية والدولية غفلنا عن فجوات خطيرة.. وفاتتنا أمور كان يجب أن نلتفت إليها، نسينا في هذه المرحلة الخطيرة أننا حملنا معنا كثيراً من عيوبنا القديمة: "الفردية الشللية -الحساسية بالشخصية -التسلق الاجتماعي والاهتمام بأداء الواجب مظهرياً.. دون أن يكون أداءً واقعياً وبحذافيره.. الخ"..
الدعاية الإسرائيلية:
لقد نجحت الدعاية الإسرائيلية في حصولها على تأييد كامل -إن لم يكن غزواً حقيقياً للرأي العام الغربي..
والواجب علينا أن نفهم كيف نجحت الدعاية الإسرائيلية في تحقيق غايتها عن طريق دراسة الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية في العالم عامة، وغرب أوروبا وأمريكا خاصة.. لقد استعملت في تحقيق أغراضها ما يلي:
1- وسائل الإعلام: الصحف، الإذاعة، التلفزيون، المسرح، السينما..
2- الأجهزة الدولية وغير الحكومية مثل أجهزة الأمم المتحدة، اليونسكو، والصحف العالمية وغيرها.. لقد عمل اليهود فيها بأقل الأجور حتى يتمكنوا من معرفة داخل الأمور، وهم يجيدون عدة لغات..
3- الاتصال المباشر: التجأت إسرائيل إلى الأقليات اليهودية المنتشرة في أنحاء العالم الغربي، وأقامت المنظمات اليهودية والصهيونية المختلفة، ثم أرسلت مندوبيها وممثليها عن طريق نشر السياسة الثقافية وباسم منظمات الصداقة دون أن تعتمد على الممثلين.. فلهم دور آخر..
أصول الدعاية الإسرائيلية
قدمت إسرائيل نفسها على الأسس الآتية:
1- إسرائيل دولة قائمة، ولها حق البقاء.
2- إسرائيل ترتبط حضارياً بالوجود الغربي.
3- إسرائيل تعبر عن العقائد السياسية المعاصرة.
4- إسرائيل تؤمن بمبدأ العالمية.
5- تدافع عن مبدأ المسؤولية التاريخية.
6- إسرائيل دولة عصرية تمثل أقصى مراحل التقدم.
7- إسرائيل تنتمي إلى منطقة الشرق الأوسط جغرافياً وتاريخياً وحضارياً.
8- منطقة الشرق الأقصى لا يوجد بها سوى جماعات وعقائد تعبر عن أقسى مظاهر التخلف الحضاري والنظامي والثقافي.
وحرق المسجد الأقصى:
.. ثم ينتقل المؤلف إلى موضوع حرق المسجد الأقصى ويقول:
إن حقيقة حرق المسجد الأقصى وهدمه ترجع إلى النية المبيتة من زمن بعيد لإزالته من الوجود.. وبناء هيكل سليمان مكانه.
وهذه النية حقيقة معروفة قبل أن تولد إسرائيل، وقبل أن يأتي اليهود مؤيدين ببريطانيا التي كانت إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس.. ثم مؤيدين بأمريكا حين انتهت بريطانيا.. وهي التي ورثت جميع الإمبراطوريات السابقة البريطانية والفرنسية والهولندية، بطرق عديدة..
وبعد أن ولدت إسرائيل، أصبحت النية حقيقة مؤكدة.. وسنذكر بعضاً مما يؤيد ذلك:
1- جاء بالحرف الواحد في دائرة المعارف اليهودية طبعة (1904) بلندن أن اليهود يجمعون أمرهم بغية الزحف على القدس، وقهر العرب وإعادة العبادة إلى الهيكل أي المسجد الأقصى، وإقامة ملكهم هناك.
2- وجاء في دائرة المعارف البريطانية أن اليهود يتطلعون إلى امتداد إسرائيل واستعادة الدولة اليهودية -الموهومة- وإعادة بناء الهيكل.
ولقد طالب اليهود بأحقيتهم في مبكى اليهود والمسجد الأقصى سنة 1929 وقامت الثورات المتعددة في فلسطين من أجل ذلك.
* * *
وفي 6 يونيو سنة 1967 احتلت إسرائيل بيت المقدس، وبادر رئيس الدولة الصهيونية ووزراؤه، يتقدمهم الحاخام الأكبر إلى الزحف نحو حائط المبكى.. وهناك قال موشى ديان، وهو مزهو بانتصار إسرائيل في 5 يونيو 1967 "اليوم أصبح الطريق إلى المدينة -يعني مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم- مفتوحاً"!
وكانت خاتمة المطاف أن تحرق المسجد الأقصى، وهو أولى القبلتين، وثالث الحرمين.. وهنا هاج العالم الإسلامي، وناشد الملك حسين -ملوك المسلمين ورؤساءهم وعلى رأسهم الملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية التي تشرف على الأماكن المقدسة في الحجاز -الكعبة المشرفة؛ ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم -أن يهبوا للدفاع عن أولى القبلتين.
ولقد وجه الملك فيصل -طيب الله ثراه- النداء التالي:
نداء جلالة الملك فيصل ودعوته للجهاد..
"في هذه اللحظة التاريخية التي امتدت فيها يد الصهيونية الآثمة إلى أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه، فإني أناشد قادة المسلمين وشعوبهم في مشارق الأرض ومغاربها أن يهبوا لتحرير مقدسات الإسلام في القدس العزيزة، متسلحين بالإيمان الذي هو أقوى من أي سلاح وواضعين أمام أعينهم ما وعدهم الله به في كتابه العزيز الذي يقول فيه: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (الروم: 47) ويقول عز وجل: إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ (غافر: 51)..
وإن الصهيونية اللئيمة الماضية في عدوانها الإجرامي غير عابئة بالقيم الروحية والمقدسات الدينية، والمستهزئة بجميع قرارات الأمم المتحدة والقيم الإنسانية لا تؤمن إلاّ بمنطق القوة خصوصاً بعد أن أصبحت الأمم المتحدة عاجزة عن إلزام إسرائيل بتنفيذ أي قرار من قراراتها.
وأن جميع الحلول السلمية التي تطلع على العالم كل يوم ما هي إلاّ سراب يعطي الفرصة للصهيونية العالمية لتنفيذ مخططها التوسعي في السيطرة على العالم.
إخواني: لقد ناشدتكم في موسم الحج الفائت أن تهبوا لتحرير المقدسات الدينية في فلسطين العزيزة.
وأناشدكم الآن بإعلان الجهاد المقدس بعد أن استنفذت جميع الطرق السلمية.
ونحن على يقين بأن جميع الشعوب المؤمنة بالله والمتمسكة بمبادئ الحق والعدل في العالم لتؤيدنا في قضيتنا وستهب لنصرتنا.. وعلينا نحن المسلمين أن نتنادى ليوم قريب نلتقي فيه جميعاً على أرض القدس لتحرير أرضنا المغتصبة وإنقاذ مقدساتنا الدينية من براثن الصهيونية الغادرة، ولنفوز بإحدى الحسنيين النصر.. أو الشهادة..".
* * *
ثم يتابع المؤلف -بعد ذلك- حديثه عن بقية أحداث فترة ما بعد الحادث الخطير: حادث حريق المسجد الأقصى، ووقائع مؤتمر القمة الإسلامي في الرباط وهو ما أصبح معروفاً للجميع.
نهاية إسرائيل:
وهذا عنوان آخر فصول الكتاب.. يقول فيه:
إن نهاية إسرائيل مؤكدة.. ولكن متى؟؟!
لقد سبق أن بينت كيف نقاوم إسرائيل.. وأن عمرها سيطول أو يقصر حسب ما يعمل العرب والمسلمون بصفة عامة ضد إسرائيل..
ثم يقول:
لقد وقفنا أمام التتار.. وأوقفنا جحافلهم في فلسطين.. وهزمناهم، ووقفنا كذلك أمام الصليبيين وأخرجناهم من ذات الأماكن التي تحتلها إسرائيل.
إذن وجب علينا أن نكون في حالة استعداد للتعبئة ما دامت إسرائيل موجودة لأنها في حالة استعداد للتعبئة العامة في كل ساعة من حياتها..
كذلك من الواجب علينا:
1- دراسة ما تعمله إسرائيل من الناحية العسكرية والسياسية والعملية والفكرية.. وعمل الحلول اللازمة للتفوق عليها.. وعدم التكلم كثيراً عن أمجادنا الماضية إلاّ فيما له صلة بالحاضر.
2- تغيير نظام حياتنا تغييراً جذرياً بتعبئة جميع أفراد الشعب تعبئة شاملة "دينية ووطنية وعسكرية" والاستفادة من جميع الطاقات في كل سن ما دامت قادرة على العمل..
3- دراسة آخر التطورات والأبحاث العلمية في العالم.. وليس المهم الدراسة.. بل المهم التطبيق.
ثم بناء أنفسنا من جديد..
ومعرفة أن أصدقاءنا يساعدوننا بقدر ما يعرفون عنا من تنظيم وعلم.. وبحث وإعداد يحسبون لذلك كله حساباً دقيقاً.
ومتى أصبحنا جادين في كل ذلك.. حينئذ يمكن أن تتحقق بإذن الله "نهاية إسرائيل"!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :764  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 41 من 49
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج