قَرْيتُنا تَفِيضُ بالسَّماحْ |
تَغرَقُ في التَّقوى وفي الصَّلاحْ |
لم تَغزُ قَطُّ رملَها الرِّياح |
ولا انْطوَى في بحرِها مَلاّح |
قد نَسِيتْ كلابُها النُّباح |
ومَعْزُها لا يَعرِفُ النِّطاح |
وليلُها الوديعُ كالصَّباح |
ظِلٌّ ظليلٌ وهَوىً مُتاح |
يجُوبُها السَّاري بلا سِلاح |
فما لِبَابٍ دونَها مِفتاح |
حياتُها صَبرٌ على الجِراح |
وعِلْمُها يَستنكرُ الجِماح |
تَلوذُ فيها الشَّمسُ بالبِطاح |
تَسألُ عن قطيعِهِ المُرَاح |
حتى تَراهُ مطلَقَ السَّراح |
كعهدِهِ منذُ غدا وراح |
في قريةٍ مَهيضَةِ الجناح |
تَمرَحُ في أديمِها الأشباح |
محرومةٍ حتّى من النَّواح |
لأنَّها لا تعرفُ الكِفاح |
* * * |