شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
يُعنون حتى بآثار الإسلام!!
قال صاحبي: يبدو أن عناية الأوروبيين بدراسة الفنون الإسلامية لا تقل أثراً عن عنايتهم بآثار الإسلام العلمية والأدبية والاجتماعية.
قلت: لقد بنوا بالفنون الإسلامية عناية لم يتهيأ للمسلمين مثلها، وقد جاءت الحرب العالمية الثانية على متحف جد واسع كان قد أقيم في برلين العاصمة الألمانية.. كان يضم مجموعة ثمينة من آثار الفنون الإسلامية عثر عليها المنقبون في حفرياتهم من أقطار الإسلام فالتهمت الحرب جميع القطع المعروضة، ودمرت المعرض تدميراً لا يرجى له حياة بعد ما حدث.
ومع هذا فإن في معارض الآثار في إسبانيا وفي فرنسا وفي روسيا وإيطاليا أجنحة لا تزال ناطقة بروائع القطع الفنية الإسلامية التي لا تضاهيها معارض الآثار الإسلامية في سائر بلاد الإسلام التي حاولت العناية بالآثار.
يذكّرني هذا بقصة فريدريك سار العالم الأثري المعروف؛ فقد كان مغرماً بالهندسة المعمارية والمباني الأثرية الإسلامية منذ صباه، فلما بلغ أشده واستوى شرع يطوف بأقطار الإسلام فزار آسيا الصغرى وإيران والتركستان وانفتحت أمامه ميادين جديدة من ميادين الفن الإسلامي، فاستأنف طوافه في سنة أخرى فزار المناطق الواقعة على ضفاف دجلة والفرات، واستغرقت رحلته هذه نحو أربع سنوات قضاها في التنقيب والحفر، ثم انتقل إلى منطقة سامراء فاكتشف آثاراً رائعة تعود إلى عصر العباسيين، ثم انتقل إلى الشام فجاس خلالها باحثاً منقباً حتى اجتمعت له من كل هذه الرحلات مجموعة كبيرة مصنوعة من الخزف أو النحاس أو الزجاج.
كما اجتمعت له طائفة كبيرة من الرسوم والخطوط والتماثيل فعاد إلى بلاده بهذه الثروة الطائلة، واستطاع أن يتصل ببعض الممولين فأعجب بالفكرة بعد أن اطلع على تفاصيلها، وندب له من يساعده على تنظيمها وتبويبها فوضع لذلك أساساً لفن البحوث الأثرية الإسلامية وخلق نظاماً خاصاً من شأنه أن يبوب الآثار حسب مختلف عصورها وتعدد شعوبها، فأرجع ما كان عائداً منها لأصله العربي أو الفارسي أو السلجوقي أو التركي أو الهندي أو الأندلسي.
ونشر عدة بحوث عن نتائج دراسته الأثرية الإسلامية في عدة مجلات علمية وفي كتاب صدر في خمسة مجلدات تحت عنوان (بحوث في الفن الإسلامي).
فإذا تهيأ لبلادنا من يتعشق الفنون الأثرية وينشط لمتابعتها والتنقيب في مظانها وتهيأ لها من أصحاب الثروات من يحتضن الفكرة ويبذل في سبيلها فإننا نحاول بهذا أن نجاري غيرنا في هذا المضمار.
وإني أعرف شخصاً في مكة عني بجمع مئات القطع الأثرية ذات الأثر التاريخي وهو ينتظر من أصحاب الثراء من يعطف على فكرته ويساعد على بروزها في إطار مشرّف فعساه يجد من يلبي رغبته ويمد إليه يداً تساعده.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :320  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 82 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج