شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تُرى مَاذا يَنْقمُون مِنّا؟ (1)
قال صاحبي: لقد سايرنا ركب العروبة إلى نهاية الشوط الذي استطاع الركب أن ينتهي إليه فماذا أفدنا؟
قلت: لقد حشرنا أنفسنا في خلافات لا يحكمها منطق، وسايرنا في تصرفات كان يستبد بها إخواننا دوننا في ضوء مصالحهم دون النظر إلى مصالحنا أو احترام لمبادئنا.. كانوا يعقدون خناصرهم على فكرة فنتابعهم عليها خشية الفرقة ثم تنقضها معاملاتهم الخاصة فنتناسى ما فعلوا حرصاً على ضم الصفوف.
فعلنا كل هذا وتسامحنا في أكثر من هذا على أمل توحيد الصف. فهل أفدنا من كل ما فعلناه من كنا نتوخاه لعروبتنا أم ضاعت جهودنا في غير سبيل؟
لا نريد أن نذهب في تشاؤمنا رغم ما قاسيناه فلا يزال الأمل يحدونا في أن تصفو النوايا وأن ننسى ما قاسينا ونقاسي.
ولكن الذي نتساءل اليوم عنه في دهشة واستغراب لماذا ينقم منا أصحابنا ونحن ندعو إلى تضامن أشمل وتعاون أوسع ندعو إلى كلمة نادانا بها الدين وحضنا عليها وأوصانا أن نسعى إليها بما نملك من إيمان.
أتكون دعوتهم إلى التضامن وسيلة لجمع الشمل وتوحيد الصف لأنها صدرت عنهم ولا أكثر ولا تكون مدعاة لكل هذا لأن الدين مبعثها.
لئن كان الغرض ألاّ يجيزوا إلاَّ ما نبع منهم أو هيمنوا عليه.. فتلك أنانية لا تتفق مع شرف الدعوة التي يروّجون لها.
إذا كان بيت الله ومبعث دينه وإذا كانت كعبة الإسلام التي يتعين على ملايين المسلمين أن يتوجهوا إليها لا يخولونها أن تنادي بتآلف المسلمين وتآزرهم وتمسكهم بما جاء على لسان المبعوث فيها عليه صلوات الله وسلامه فإنهم بهذا يثيرون الشك فيما يدعوننا إليه رغباً ورهباً، ويحملوننا على أن نرتاب في نواياهم فنحملها على ما حملها غيرنا ونفسرها بما فسروه بها من أنها كانت أسلوباً لمحاولة الهيمنة ووسيلة من وسائل الاحتيال للسيطرة وإلاّ فما معنى ألا يكون التضامن صادقاً إلاّ إذا دعي إليه بأسمائهم واصطبغ بصبغتهم؟!
نحن لا نريد صبغة إلاّ ما صبغنا الله، ولا نريد وسيلة إلاّ ما ألزمنا بها ديننا وفرضه إيماننا فهل ينقمون منا أن آمنا بالله؟
إن أخشى ما أخشاه أننا شرعنا بتناحرنا نعرض بلادنا من جديد لمشاكل كنا في أشد الغنى عن التعرض لها.. وإننا بتنا منذ اليوم نعود القهقرى إلى مضاجعنا القديمة قبل أن نستيقظ وأصبحنا نشرع معاولنا لنهدم كل ما بذلناه من جهد وننقض جميع ما بنيناه لحرية بلادنا واستقلالها.
شرعنا نحتك بالأقوياء من غير طينتنا ونمتحن إمكانياتنا الجديدة بما لا تستطيع الثبات فيه إذا جد الجد، فإذا عصفت بنا العواصف غداً وإذا اجتثت ما بنيناه لحريتنا واستقلالنا وحرمتنا ما ظفرنا به بعد طول الجهد فالذنب في هذا ليس ذنب الطامعين بقدر ما هو ذنب المتناحرين من بني قومنا في سائر أقطارهم.
فهل يخفف المهتاجون بعض غلوائهم ويعودون إلى ضمائرهم فيحاسبونها على ما اقترفوا بعنادهم وما عرضونا له بتناحرهم أم هم سادرون فيما أرادوا من شطط حتى يسلموا بلادهم إلى أسوأ العواقب وأشدها خطراً على حياة الحرية والاستقلال.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :770  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 156 من 156

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج