شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مجَال الأَديب..!
قال صاحبي: يعجبني أن تفرعت العلوم إلى أبواب، والفنون إلى ألوان لكل باب اختصاصه ولكل لون رجاله قل أن يتخطى العالم الفنان حدود ما تخصص.. على عكس الأديب الذي يأبى إلاّ أن يدس أنفه في كل مفاهيم الحياة ويقحم نفسه في أكثر معارفها.
قلت: ومع هذا فقد تضاءل الأديب، وتقلصت مجالاته.. وإنك لتدهش شديد الدهش عند أبسط مقارنة بين مجالنا اليوم وبين ما اختطه جهابذة الأدب في عصور الإسلام الذهبية.. كان مجال الأدب في عصرهم يتسع لأيام العرب وأنسابها وتاريخها وأشعارها وما جاء على لسانها من أمثال وحكم، كما يتسع للفلسفة والمنطق والهندسة وطوالع النجوم وحقائق الكون وجغرافيته وطبائع الأشياء والحيوانات، كما يتسع للغة نحوها وصرفها ومذاهبها في الكتابة، كما يتسع لآداب المجالس وما يتخللها من أفانين السحر وضروب الألعاب كالشطرنج وألعاب الفروسية وتربية الطيور.
اتسع الأدب لكل هذه الفنون وتوافر على دراستها والعناية بها في أشكال عجيبة لا تدري كيف تهيأت لهم.
بل ووجد بعضهم لديه من متسع الوقت ما يفلسف شروط الكتابة والخط ويضع لهندسة حروفه شروطاً غريبة المثال، ثم يأتي على القلم فيفصِّل كيفية بريه وقطمة سنه، بل طريقة تناوله بين الأنامل عند الكتابة ويذكرني هذا بما جاء في زهر الآداب عن الحسن بن سهل وقد سئل عن الآداب فقال إنها عشرة: ضرب العود ولعب الشطرنج ولعب الصوالج والهندسة والطب والفروسية وأيام الناس والنسب والشعر، إلى أن قال وقد أربى على كل هذا مقطعات الحديث والسمر وما يتلقاه الناس في المجالس.
هذا ما كان يعنيه الأدب في عصر النهضة الإسلامية، فهل اتسعت آفاق أدبائنا اليوم لكل هذه الألوان؟؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :332  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 75 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج