شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إذا تأصّل الخلق الكريم!
قال صاحبي: عجبت لفلان عاش سنوات طويلة في بلاد تحللت من ديانتها وأخلاقها، وكان يختلط فيها ببيئة فاسقة تستحل لشهواتها أردأ ما تستحله النفوس الفاجرة المستهترة ومع هذا استطاع أن يستعصم بدينه ويتمسك بما نشأ عليه من استقامة.
قلت: أما أنا فلا أعجب ما دمت تقول إنه استمسك بما نشأ عليه من استقامة. فللنشأه قيمتها في سلوكه الشخصي.
إن الخلق الكريم إذا تأصل بات هوى في النفس ولا يقود الشخص في الحياة كما يقوده هواه، فإذا استقامت أهواء النفس نزعت إلى ما استقامت إليه، وإذا ضلّت أهواؤها أسلست قيادها لما يصادفها من ضلال.
قد يكون للعقل أثره في ضبط الأهواء وتوجيهها أحياناً ولكن حكمه ليس هو الحكم المطلق على جميع المستويات وفي سائر الملابسات بل ربما جامل أو نافق.. ربما شرع تحت ضغط النزعات النفسية يؤول لك بعض المبادئ ويلونها أو يزينها ليرضي هواك ويبرر ما تنزع إليه نفسك.
يقولون إن النفس وما تهوى، ولا يفسر الهوى هنا شيء كما تفسره اللذة ونحن نشاهد أن رجل السلوك مستقيم الأخلاق تلذ له أعمال الخير أيما لذة، فهو في متعة دائمة ما دام مستقيماً على جادتها دائباً على العمل من أجلها.
واللذة نفسها أو الهوى ذاته على وجه أوضح هو الذي يسلك بالآثم طريق الغي ويشعره بالمتعة الضالة.
إن الفضيلة هوى إذا تشبعت به النفس باتت ميولها لا تنزع لغيره ولا تتلذذ لشيء مهما كانت سيئاتها.
دعونا نطبع ناشئتنا على الخير ليلمس نفوسهم فتهواه وتجد لذتها في غشيانه، فذلك أقصى ما يحبب إليهم الاستقامة ويهيئهم للعصمة في أشد المَواطن خطراً وأفحشها سلوكاً.
لا يجب أن نؤمن بالعقل كثيراً ونحن نشهد تأويلاته ومداجاته وزيغه مع كثير من أصحاب العقول الراجحة.
حسبنا أن نطبع النفس على الخير، ونهيئ نزعاتها وأهواءها لتهفو إلى سلوك الصالح الأفضل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :305  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 73 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج