شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مِن تُرّهات التّاريخ!!
(1)
قال صاحبي: ما بئر حفره في مكة خالد بن عبد الله القسري في عهد بني أمية وساق منه الماء إلى المسجد الحرام ليضاهي به زمزم.
قلت: وهل يسوغ لعقلك أن رجلاً كخالد القسري وهو المعروف بغيرته على الإسلام ومحارم الإسلام تطاوعه نفسه على هذه السيئة؟ وإذا استسغت هذا فهل يتبادر إلى ذهنك أن مثله يجرؤ على مثل هذا في بلد حرام يحج إليه مئات الألوف بينهم من لا يحصيه العدد من حماة الإسلام ممن لا تأخذهم لائمة في مجاهرتهم بالحق واستنكارهم لأعمال الباطل مهما كان مصدرها؟؟
ألا تدري أن خالداً هذا بلغ من غيرته لمحارم الله أن أمر في عهده بهدم بعض المنائر عندما بلغه أن بعض المؤذنين كانوا يغازلون فيها.
ألا تدري أن خالداً هذا عندما بلغه قول الشاعر:
يا حبذا الموسم من موفد
وحبذا الكعبة من مشهد
وحبذا اللاتي يزاحمننا
عند استلام الحجر الأسود
غضب لهذا أشد الغضب وقال أما إنهن لا يزاحمنك بعد هذا ثم أمر بالتفريق بين الرجال والنساء في الطواف وأجلس عند كل ركن حرساً معهم السياط فهل يغضب خالد لغزل المؤذنين فيأمر بهدم المنائر ويغضب لاختلاط النساء بالرجال في الطواف فيأمر الحرس أن يعتمدوا سياطهم للتفريق بين الرجال والنساء ثم يجد في نفسه ما يطاوعه على خطيئة كهذه يسيء بها إلى قداسة زمزم ويسيء بها إلى شعور المسلمين في مواسم تضج بالعلماء والفقهاء ورجال الغيرة من قادة المسلمين ووجهائهم.
نحن لا ننكر أنه احتفر بئراً ساق منه الماء يجري في قصب من رصاص إلى فوارة تسكب الماء في فسقية من رخام جعلها بين زمزم والركن والمقام.
إنها ولا شك حسنة أراد بها أن يوسع على الموسم إذا اشتد الزحام على زمزم ويسهل أمر الوضوء لمن ضاق به وقت الوضوء.
علينا أن نتثبت ما نقرأه فقد منيَ التاريخ في سائر عصوره بأصناف من النقلة متزيدين أو معرضين أو دعاة لباطل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :370  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 54 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج