شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أَسَّس الأَمويُون وشاد العبّاسيُون
قال صاحبي: قرأت فيما قرأت مفاضلة ذكرها التاريخ عن شخص أموي وآخر عباسي.. وقد راعني ما ذكره الأموي عن جهود بني أمية في سبيل الدين.. فقد بلغوا به شأواً بعيداً وأنجب عهدهم من فطاحل الإسلام من لا يزال ذكرهم على كل لسان كما راعني خدمتهم للغة العربية حتى استطاعوا تعميمها في جميع الأقطار التي فتحوها وحتى نسيت هذه الأمم لغاتها الأصلية، وانطلقت ألسنتها وأقلامها تشايع العرب وتشاركهم لغتهم في شكل موحد!!
قلت: وليس في هذا ما يغمط جهود العباسيين وخدماتهم في سبيل الدين، واللغة والفتوحات الكبيرة.. وقد لمع في عهدهم من أساطين هذه المجالات من لا يزال ذكرهم ملء السمع والبصر، كما لمع من أساطين عهدهم إلى جانب ذلك رجال خدموا الإسلام واللغة، وخدموا الحضارة العربية بما نقلوه من ثقافة الحضارات القديمة وفنونهم العلمية.
لا يجب أن ننسى جهود الخليفة المنصور، ومن عقبه إلى نهاية عهد الرشيد في سبيل الثقافة، وما اقتضته ضرورة مدنيتهم من علوم الحضارة وفنونها.
وإذا عنّ لنا أن لا نتقيد بمذاهب العاملين في مجال الحضارة العباسية، وما شاع من نحلهم وعقائدهم، واعتبرنا أمجادهم لبنة في صرح بني العباس الشامخ فيجب ألاّ ننسى يوحنا بن ماسويه، وابن المقفَّع، والنظّام، وجورجيس بن جبرائيل، والحجاج بن يوسف بن مطر الوراق الكوفي، وإسحاق بن حنين، وحنين بن إسحاق، وثابت بن قره، وقسطا بن لوقا وعبد المسيح الحمصي، ومتى بن يونس، ويحيى بن عدي، ومئات من أمثالهم دأبوا في كنف العباسيين على السهر المتواصل في سبيل العمل الجاد لصرح الحضارة العباسية.
لقد بذل رجال الدين، وأساطين الأدب واللغة في هذا العهد ما لا ينسى فضله كما بذل من ذكرت أسماءهم وأمثالهم في سبيل العلوم الحضارية ما يجب أن تعترف بقدره.
وجدوا عصرهم في أشد الحاجة لدراسة الطب وتركيب الأعشاب، والفلك، وحركات النجوم، وطبيعة الأشياء وكيميائها وعلوم الحساب فتوافروا على دراستها في الكتب الفارسية، والهندية، واليونانية، والسريانية، وترجموا لأرسطو وأبقراط وأفلاطون وجالينوس وبطليموس واستطاعوا أن يستقلوا بنتائج ما درسوا واستنبطوا لأنفسهم من بين هذه العلوم ما أصبح بعدهم منبعاً ثرياً استفادت منه أوروبا وشادت على أساسه ما بهرتنا به نهضتها.
إذن فنحن إذا كنا نذكر للأمويين فضل ما أسسوا فعلينا أن نقدر للعباسيين ما شادوا في صرح الإسلام وما هيأوا في سبيل حضارة العالم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :310  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 53 من 156
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.