شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( فتح باب الحوار ))
افتتح المهندس هاني إبراهيم زهران الحوار بالسؤال التالي:
- لقد سعدت بالاستماع إلى حديث الروح من المعماري المسلم، فنرجو التكرم بإعطائنا نبذة عن التقائك وانطباعك عن المهندس الراحل: حسن فتحي (رحمه الله)؟
وأجاب المحتفى به قائلاً:
- أنا وحسن فتحي أخوان، ولكن من مدرستين مختلفتين.
 
ثم سأل الدكتور غازي زين عوض الله قائلاً:
- كيف نستطيع أن نعيد لمجتمعنا الإِسلامي تراثه المعماري الأصيل المتميز الَّذي يعبر عن حضارته، بعد أن تأثر بفن العمارة الأوروبية وأخذ يطبقها في مدنه الجديدة، وترك شخصيته الإِسلامية التي تجسد روح فن العمارة الإِسلامية، ولم يعمل على تطويرها وفق مفاهيم العصر الحديث الَّذي يرتقي بفنون العمارة؛ وشكراً.
ورد الضيف قائلاً:
- موضوع الطراز والتراث موضوع هام في التخطيط والعمارة، فالعمارة هي مرآة الحضارة وما الحضارة إلاَّ نسيج متوازيات كيان الشعب، وهذه المتوازيات تشمل العادات والأخلاق والتقاليد، المواصلات، الأزياء، الأثاث في المسكن.. كل هذه أمور متوازية مع بعضها، يتكون منها نسيج الحضارة. والحضارة هي عبارة عن الثقافة، فكلما اتجهت الثقافة إلى المرآة فإننا سنرى ما تعكسه المرآة وهو اتجاه الثقافة، لقد أثير هذا الموضوع في القاهرة في مؤتمر من المؤتمرات، وسألني المهندسون: لِمَ لا يوجد لدينا طراز قومي؟ فقلت لهم: إذا نظر أحدهم إلى المرآة ووجد أن شكله لا يعجبه فما الَّذي يفعله؟ هل يُغير المرآة أم يغير شكله؟ فالواقع يفرض على من يريد التغيير أن يحدث تغييراً في ذاته، حتى يرى صورة هذا التغيير في واقعه الَّذي يشاهده على الطبيعة؛ على أنه يجب علينا أن نفرق بين الطراز والتراث، فالتراث يجب أن نفتخر به، وأن نحافظ عليه، وأكبر جناية نرتكبها في حق التراث هو عدم المحافظة عليه، أو أن نسخر به؛ فالمساجد بدأت بغرفة ثم ظلِّل جزء منها، ثم أدخلت العقود، ثم القبب، وقد أخذ ذلك من الحضارة الغربية.
 
وسأل الأستاذ عبد الحميد الدرهلي قائلاً:
- ما رأيكم في التوسع العمراني في المملكة؟ وهل يتجانس ويمتزج العمران الَّذي يمثل التركة العريقة، مع العمران الحديث الَّذي يشكل أنماطاً مختلفة من طراز البناء الجديد المتسم بسعة التنوع؟
وأجاب المحتفى به قائلاً:
- أنا أجبت على هذا السؤال وبينت الفرق بين الطراز والتراث، وأنه يجب علينا أن نحافظ على تراثنا، وكيف ننشئ العمارات الخاصة بنا.
 
وسأل الدكتور يحيى صدقة فاضل قائلاً:
- متى يكون لكل أسرة عربية منزل صحي مناسب، بصرف النظر عن مدى الجمال أو الفن به؟
وأجاب المهندس كريم قائلاً:
- لو أن السائل مهندس معماري أو دكتور معماري، لقلت له أنت المسؤول عن تنفيذ هذا المطلب.
 
وسأل الأستاذ عيسى صالح عنقاوي قائلاً:
- من أهم مميزات عمارة المساجد الطابع الإِسلامي، وإنني أرى في كثير من المدن الإِسلامية أن المساجد لا تأخذ طابع العمارة الإِسلامية، ما هو تعليقكم على ذلك؟
كما سأل الدكتور محمود زيني سؤالاً يتضمن نفس معنى السؤال السابق.
فرد الضيف على السؤالين قائلاً:
- هل ما نسميه الطابع أو الطراز الإِسلامي الخاص بالمسجد هو طراز إسلامي؟ الجوامع بدأت عبارة عن أسوار وأحواش فقط، مع تطور العصر تطور المسجد؛ ونلاحظ أن وحدات الطراز الأساسية في المسجد - أو العناصر المعمارية الخاصة ببناء المسجد - هي القبة، المنارة، العقود، الأعمدة، المنبر، والمحراب، هل هذه عناصر إسلامية؟ أول ما ظهرت هذه العناصر في مصر في مسجد عمرو بن العاص، أما المساجد من قبل مسجد عمرو بن العاص فهي أحواش وفيها المحراب، وفي جزء منه يعمل مظلة مثل أول مساجد إسلامية في البلاد العربية.
- لو أوجبنا أن تتمسك المساجد - في عمارتها - بالمسجد الأول، لما أقيمت في العالم مساجد، ولبقي المسجد الإِسلامي حوشاً مربعاً، وأما القباب والعقود فهي مصرية فرعونية، ليس هناك قباب في الإِسلام، فالقباب بدأت صناعتها في مصر منذ سبعة آلاف سنة، فالمصريون هم الَّذين اخترعوا القبة؛ ثم انتقلت من مصر من الصعيد حتى الدلتا، ومن الدلتا نقلها الإغريق وجاء الرومان وأخذوها من الإغريق، ولما جاءت المسيحية جعلت القبة رمزًا للمسيحية وجعلوا لكل كنيسة قبة؛ فالقبة رمز للكنيسة وليس للمسجد؛ وإذا أردنا أن نعرف من أين جاءت كلمة منارة، لوضح لنا أن أصلها هو منارة الإِسكندرية المشهورة في التاريخ، ولما بُني جامع عمرو بن العاص جعلوا له منارتين وسموه: ذا المنارتين؛ ومن جامع عمرو بن العاص خرجت المنارة للعالم الإِسلامي كله، ومع مرور الوقت تحور اسمها، وأصبحت كلمة منارة تتعارض مع المنارة التي كانت تستخدم رمزاً للقبب الخاصة بالكنائس المسيحية؛ ونحن في مصر نسميها مآذن، وخرجت كلمة مآذن من مصر إلى العالم كله.
- وإذا رجعنا إلى كلمة المنبر وهو أحد عناصر المسجد الإِسلامي، لوجدنا أن المنبر ليس إسلامياً، بل أُخذ من الكنائس عندما طلب عمرو بن العاص أن يعمل لمسجده منبراً كالموجود في الكنائس، فعمل أول منبر في الإِسلام في جامع عمرو بن العاص.
- فالقبة، والعقود، والأعمدة، والمنابر الموجودة في المساجد الإِسلامية، ليست لها علاقة بالإِسلام ولا بالمساجد الإِسلامية، إنما كانت تمثل الطراز العمراني في ذلك الوقت، وعلى ضوء ذلك بنى المسلمون مساجدهم على البناء في ذلك العصر.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :481  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 85 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان زكي قنصل

[الاعمال الشعرية الكاملة: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج