شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( تعقيب معالي الدكتور محمد سعيد فارسي ))
ثم عقّب معالي المهندس محمد سعيد فارسي فقال:
- الواقع: هناك تعقيب صغير على الدكتور سيِّد كريم، إن أي عمارة في العالم - تؤثر وتتأثر - من الصعب أن تتوجد في عصر، وعصر البناء الإِسلامي له ألف وأربعمائة سنة، وبدأ - بطبيعة الحال - مع تولي الوليد بن عبد الملك الخلافة في دمشق، وكانت البداية في المسجد الأقصى وفي مسجد دمشق، ثم بدأت العمارة الإِسلامية تنتشر، أنا في رأي أن العمارة الإِسلامية بخلاف العمارة الغربية؛ لأن الإِسلام انتشر كدين ولم ينتشر كعمارة، فنحن نلاحظ أن العمارة الرومانية لما انتشر الرومان في العالم كله، نقلوا معهم كل أعمدتهم كما هي بالضبط، العمود الكرنسيان أو العمود الديريك، أو غيرها من الأعمدة التي كانت موجودة في روما..
- أما الإِسلام فانتشر بخلاف هذا، انتشر كعقيدة وترك للدول التي فيها عمارات أن تستمر في عمرانها، بموجب ما لديها من مواد، وبموجب ما لديها من طقوس، وبموجب ما لديها من عمارة؛ فنحن نجد القباب منتشرة في تركيا بدل الحوش الموجود في مصر والحوش الموجود في مناطق أخرى؛ والمساجد التي بناها المغول تختلف عن المساجد التي بنيت في مصر، والمساجد الموجودة في إيران والعراق تتمشى مع الحضارة الساسانية التي كانت منتشرة في ذلك الوقت في المنطقة نفسها، نجد الطوب المصخور والقباب الساسانية التي كانت موجودة في العراق وإيران الآن؛ أما مصر والشام فهما قد تأثرتا بالعمارة البيزنطية فعلاً، لأن العمارتين البيزنطية والساسانية في القبة قد استخدمتا في نفس الوقت.
- أنا أتصور أن العمارة الإِسلامية ليست كلها تقليداً، ولكن هناك إضافات. عمارة أياصوفيا بناها جستانيان الَّذي تسبب في غزو اليمن مع أبرهة في أيام أبرهة، وذلك قبل ميلاد الرسول بنحو عشرين عاماً، وتأثر سنان المعماري التركي - كثيراً - بقبة أياصوفيا بطبيعة الحال؛ ولكن القباب المملوكية الموجودة في مصر قد يكون أثرها أصلياً، لكنها تطورت تطوراً مختلفاً تماماً، وبدأت تأخذ أشكالاً أخرى.
- وأنا في رأيي أن العمارة تأثر وتأثير؛ نحن تأثرنا.. أول تأثر كان لنا هو محراب تحت قبة الصخرة فيه عرقان عرق ساساني وعرق بيزنطي موجودان حتى الآن تحت قبة الصخرة لما بناها الوليد، بنيت قبة الصخرة على أساس ألاَّ تكون مسجداً، لأن كل الأديان تشترك فيها، ولكن بداية الزخرفة كانت أسفل في محرابي سليمان وداوود، وكان تأثير العمارتين الساسانية والبيزنطية سائداً في ذلك الوقت.
- أرجو ألاَّ أكون بهذا قد خرجت عن صلب الموضوع، ولكن هذا مجرد رأي لأستاذنا الكبير سيِّد كريم، وشكراً.
- أشكر الأخ عبد المقصود خوجه مرةً أخرى للحوار الَّذي أثرانا به الدكتور سيِّد كريم، وهي لفتة كريمة أن تخرج الاثنينية عن المنحى السابق في تكريم فئات معينة، وأرجو في المستقبل أن نحظى بتكريم رواد من علماء آخرين في الطب وفي العلوم الأخرى.
- وشكراً.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :466  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 86 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج