شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أنت
تأثير القدوات: عبد المقصود خوجه نموذجاً (1)
بقلم: م. عبد المحسن بن عبد الله الماضي
القدوة أو المثال أو النموذج.. هي حالة مطلوبة إنسانياً لتنظيم وتوجيه الحراك المجتمعي.. فالاقتداء غريزة فردية عالية التأثير في مسار حياة الفرد.. وهذه الغريزة يمكن إشباعها كما يمكن تجويعها.. حيث جبلت الطبيعة البشرية على التأثر بالأسوة والقدوة أكثر من تأثرهم بما يسمعون أو يقرؤون.
أن تكون قدوة فتلك قدرة إنسانية فذة.. وكلما اتسع نطاق تأثير القدوة زادت نجوميته وسطوعه وعظم أثره.. فهذا يعني أن جموعاً كبيرة تتأسى بأفعاله وأقواله ومظهره واتجاهات اهتماماته.. من هنا تبرز الأهمية القصوى للقدوات.. وأهمية أن يكون وجودهم بشكل كافٍ في كل مجتمع.
الشيخ عبد المقصود خوجه اتخذ سنّة حسنة من سنن المجتمعات الإنسانية المتحضرة في بعض ثقافاتها وهي عقد المنتديات الثقافية.. وقد حفظ لنا التاريخ الأدبي منتديات تجاوز تأثيرها المستوى الثقافي إلى التأثير الاجتماعي والفكري والسياسي.
الدولة أيدها الله رأت في هذه المجالس والمنتديات قناة إصلاحية وتوعوية مهمة فدعمتها.. بل جعلتها محوراً لأحد أهم لقاءات مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الذي عُقد في مكة المكرمة.
الأسبوع الماضي احتفل الشيخ عبد المقصود خوجه ببلوغ اثنينيته عامها الخامس والعشرين.. واستبق الحفل بدعوة رؤساء الأندية الأدبية وأصحاب المنتديات الثقافية في المملكة واستضاف أربعين منهم قبل الاحتفال بيوم في لقاء خاص عن المنتديات الأدبية.
في ذلك اللقاء الذي ضمه قصر الشيخ عبد المقصود.. كانت هناك رغبات وأمنيات ولم تكن هناك شكاوى.. وهذا مؤشر على أننا ننعم برعاية حكم راشد حقق لنا حياة جُلُّ شكوانا فيها هو أن النفس مولعة بحب العاجل.
في ذلك اللقاء تمكّنا من الالتقاء بشركائنا في هذا الوطن المعطاء من الأحساء إلى تبوك مروراً بحائل وبريدة وجيزان والجوف والرياض.
كان الشيخ عبد المقصود خوجه كريماً في استقباله وضيافته وعنايته وتودده لضيوفه.. ولم يكن لدى زميلنا الحساوي ما يحتج عليه سوى عدم وجود خلاص الأحساء إلى جانب سكري القصيم وعجوة المدينة على طاولة الاجتماع.
في احتفال الاثنينية كان من ضمن المتحدثين الدكتور العلاّمة عبد الوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء.. وأبدى رأياً في تحويل الاثنينية إلى لقاء ثقافي فعلي لا لقاء تمجيد وتبجيل بالضيف.. وإذا كنت أقدر هذا الرأي الصادر من علاّمة كالدكتور عبد الوهاب أبو سليمان.. إلاّ أن لي رأياً آخر.. فدور الاثنينية في الاحتفاء والاحتفال والعناية بالمبدع الذي يستحق التكريم هو عمل يتجاوز حكم فرض الكفاية.. فكم منتدى لدينا يقوم بذلك؟.. بل كم مبدع في وطننا يتم تكريمه سنوياً؟.. إنني لا أعرف سوى جائزة الملك فيصل العالمية ومهرجان الجنادرية.. إذاً نحن نعاني ليس في المملكة وحدها بل في العالم كله من شحٍ في عدد الفعاليات التي تكرّم المبدعين وهم أحياء.
ومن يطلع على جداول المكرمين في اثنينية الشيخ عبد المقصود خلال الخمسة والعشرين عاماً الماضية يجد أنه تم تكريم مبدعين في مجالات أدبية وفكرية وفنية وتجارية وصناعية وإعلامية.. أما المجال الذي لم أجده فهو التكريم للمبدعين في المجالين الطبي والرياضي.. ولعلّ الشيخ عبد المقصود خوجه يجد في الاحتفاء بالدكتور عبد الله الربيعة جراح فصل التوائم المعروف أو الدكتور محمد الفقيه جراح القلب الشهير مقترحاً مناسباً لتغطية المجال الطبي.. أما في المجال الرياضي فهناك الأمير نواف بن محمد لإنجازات اتحاد ألعاب القوى.. أو الانتظار لعلّ نادي الوحدة يفوز بكأس الدوري لهذا العام وهو الذي ينافس الآن على المركز الأول فيحتفي بهم وبذلك يعطي المجال الرياضي حقه.. وهنا تكون الاثنينية قد أكملت دورها وأنجزت تغطية شمولية تأثيرها التنموي في شقها المعنوي تأثير فعّال ومؤثر.
في الخاطر الكثير مما أود قوله لكن الأكيد وبالمختصر المفيد هو أننا أمام شخص ما أسعد الأوطان بوجود أمثاله وما أسعدنا بوجوده معنا وبيننا ولنا.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :350  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 192 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج