شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اثنينية عبد المقصود خوجه (1) ؟!
بقلم: عبد الله الجفري
البدء من القدوة:
ـ قدوة هذا الرجل الخادم للثقافة، والناشر لها، والمكرم رموزها ومبدعيها عبد المقصود خوجه، هو والده ومصدر اعتزازه الأديب الرائد محمد سعيد خوجه الذي حمل راية التجديد، ودعا إلى استيعاب روح العصر، وقد كرمته (جامعة أم القرى) بتاريخ 9/4/1427هـ، محتفلة بابن مكة المكرمة البار باعتباره رائداً من روّاد الأدب، وتركز الضوء على مرحلة تاريخية هامة في مسيرة تطور أدب الحجاز، والبصمات التي تركها هذا الرائد، وأهمها ـ كما تميز تاريخه الشخصي ـ اضطلاعه (بإيقاظ الأدب الحجازي من غفوته التي طال بها الأمد حتى بات إشكالية) بحسبما جاء في سيرة المحتفى به.. فجاءت احتفالية الجامعة: تكريماً مستحقاً منصفاً لدور الروّاد، وإن جاء متأخراً، لكنه يشكّل التفاتة حضارية رائعة نحو أديب صاحب (أولويات) في تأسيس مراكز ومؤسسات ومدارس، وصحيفة، وخدمات للغة العربية/الأم.. فقد اتصفت مسيرة (محمد سعيد خوجه) الأدبية بتميزه الذي أعدّه ليكون نجماً لافتاً في زمنه، ورمزاً أدبياً وفكرياً، ليس في مكة المكرمة وحدها، بل في الحجاز.. وقد رفع صوت مطالبه بضرورة تعليم المرأة آنذاك، وسعى إلى إرسال بعثة على حساب (مطبعة الحكومة) لدراسة فن الطباعة والتجليد عام 1357هـ.
ـ ومن بصمات هذا الرائد الذي كان ثرياً بإنجازاته الأدبية والعلمية وأولوياته، التي رسمت ملامح التجديد في الصحافة: إنشاء صحيفة (أم القرى) ورئاسته لتحريرها، وتحويلها إلى بيت دافئ للأدباء ومنبر حر لآرائهم، واعتناؤه بالبراعم والشباب لبلورة جيل جديد من الكتاب والأدباء.
ـ ومن أشهر الكتب التي خدم بها مكتبة الأدب في الحجاز (وحي الصحراء) الذي شاركه الإعداد له: الأديب الشاعر عبد الله بلخير، فأصبح مرجعاً إلى اليوم، ومن العبارات اللصيقة بشخصية هذا الرائد كلمة الأديب المؤرخ عبد القدوس الأنصاري (كان شعلة من الذكاء، وطريقه إلى السمو في ما يقوم به من عمل هو: الانكباب على الدراسة والعمل المتواصل).. وهناك بحثه الهام جداً الذي اعتبر: (أول محاولة لتتبع الأدب في الحجاز) منذ العصر الجاهلي، وسماه (الأدب الحجازي والتاريخ) وقال عنه الصحافي الأوائلي عبد الله عريف: (محمد سعيد خوجه، كما عرفه كل أحد.. كان أمة وحده في هذه البلاد).
ولا شك فنحن أمام شخصية غير عادية.. اضطلعت في مراحل حياتها (بأولويات) لبناء فكر الإنسان، وتشجيع إبداعه والإسهام في إقامة مناهل العلم والأدب.. فإذا (محمد سعيد خوجه) يفرض بمسيرته العلمية الأدبية الإنتاجية أن يحفر تاريخ العلم والأدب في الحجاز باسمه رمزاً من رموز القيادة الفكرية/رحمه الله.
* * *
ـ وكل هذه الصفات، والمميزات، والإنجازات لخدمة الكلمة، ونشر المعرفة.. تجعلنا نتأمل مسيرة هذا الشبل لأبيه: عبد المقصود خوجه.. فقد ترسَّم خطى والده، وكان القدوة له، وواصل أداء الرسالة: خادماً للتنوير، وعراباً لكل فكرة يجد من خلالها انطلاقة إلى الغد الأكثر وعياً وثقافة وإبداعاً.. فألزم نفسه، وجهده، بل وصحته بتنمية هذه الروح مجسدة في احتفاليته الأسبوعية: (الاثنينية) التي كرّم من خلالها الأوائل من أدبائنا وشعرائنا ومثقفينا.. ولم يكتفِ بذلك، بل أغدق الأموال على إطلاق خطوته التي تلت التكريم، فعكف على إصدار الأعمال الكاملة حفظاً لها من رياح الزمن، واستقطب اللجان التي جمعت هذه الأعمال، وأعدتها للنشر.
وأسترجع أصداء كلمات خصني بها (أبو محمد سعيد) جاءت إليّ مثل (قطاف الورد) متفاعلاً مع أفكارنا المخلصة والمعجبة بخطوته.. فأرغدني أو رفدني بمداخلتين مشبعتين بروح تناغم فيها (العمق والتعميق):
ـ في المداخلة الأولى.. كتب يقول:
ـ طالعت متألماً مقالكم الجميل الذي نشر في جريدة (عكاظ) بتاريخ 4/1/1425هـ، تحت عنوان (يا بيتنا الجميل!!)، وقد أثار شجوناً أخذتني نحو آفاق مفعمة بصور الماضي الجميل، وبهاء الإرث الأصيل، لأقف على حقيقة (الارتباط الوجداني) بالأشياء التي نحبها وتظل في دواخلنا، تسكن الأعماق، وتتربع بؤرة الإحساس.. وتأتي أيها المبدع (العذب)، لتجسد حالة (التعلق) بتلك الأشياء، حين ترغمنا الظروف على فراقها.. تسترجع (ذكريات عبرت) هي في الأصل حلمنا (الذي لا يغيب).
بيتك (القديم) يا سيدنا هو (بيتنا القديم) الذي كان (حضن الطفولة) و (مأوى الصبا)، وإن غادرناه، وانتقلنا من دار إلى دار، أو رحلنا إلى ديار، فإن الشوق إليه يظل في أعماقنا،متأصلاً في الوجدان، ورحم الله (أهالينا) زرعوا فينا روح (الانتماء)، ومحبة الأشياء اللصيقة بنا، فبقيت الذاكرة شابة، حافلة بنبض (السنين الراحلة)، وتلك هي العلاقة (الأزلية) التي لا تمحى.
وبعد قراءة مقالكم الجميل تذكرت أني أطلعت على كلمة للأديبة المبدعة (كوليت خوري) تعزف على وتر الإبداع الذي أسعدت به قراءك، وتعكس ذات الإحساس العاطفي نحو (البيت القديم)، ألقتها في آذار عام 1979م بمناسبة مرور خمس وعشرين سنة على نشر أول مقال أدبي لها. ونشرتها مجلة (الضاد).. ويسرني أن أبعث إليكم بصورة منها.
* * *
ـ وهذا هو ارتباط (عبد المقصود خوجه) الوجداني والإنساني بالأمكنة، وبالإنسان وبالذكريات والأصداء التي لم تبعد!
ـ أما مداخلته الأخرى فقد كتب يقول لي فيها:
ـ أطلعت بشغفي المعتاد على ظلالكم الندية في (عكاظ) الجريدة.. بتاريخ 2/2/1425هـ، بعنوان: (النوادي الأدبية!؟) وقد آلمني ما أشرتم إليه من حوار بين ثلاثة أساتذة أفاضل يمثلون أركاناً في قمة هرمنا الثقافي والأدبي والصحفي.. ولكن مهما كان من أمر، أقول:
ـ حبيبنا أبا زين.. فمثلك ومثلهما لا يمكن أن ينتقص من قدرهم دعوة هنا أو هناك، فبكم تشرف المجالس، وتستنير المنتديات، ويستفيد الناشئة، ويستزيد أولو الألباب.
لا أودّ أن أتهم أحداً.. فلكل ظروفه وما يتعرض له من ضغوط وابتلاءات، وما علينا إلا أن نلتمس للجميع حسن النية، وسلامة الطوية، فهذا قدرك، وهي أقدارنا.. أما قدرك فليس مرهوناً لأي كان، فهو للخاصة، وهنا يطرح السؤال:
ـ من هم الخاصة يا حبيب؟! في زمن تشابكت فيه الأمور، واختلطت الرؤى.. حتى أصبح الحكم على الشيء ليس فرعاً من تصوره.. أبعدنا الله عن الغرض، وحمانا وإياكم بما شاء وكيف شاء من الهوى إياه!!
ويبقى الكبير كبيراً، وقدر الكبير أن يكون كبيراً.. ومنه نلتمس المواقف الكبيرة، التي تسمو على كل الجراحات.. وأنتم أهل ذلك.. وأكثر.
* * *
25 عاماً عمرها:
ـ وجاءت اللحظة التي لا مثيل لها، ولم أشهد حضوراً في (الاثنينية) بهذا العدد الذي فاق الأربعمائة شخص جاؤوا للاحتفال بمرور (25) عاماً على ميلاد (الاثنينية) وهم بهذا الزخم من الحضور إنما يكرمون من أنشأ هذا المنتدى الثقافي الأدبي، ورعاه، وبذل الأموال لإنجاح خطوات تقدمه وأداء أهدافه.
وذهبت إلى هناك أتلمس مقعداً في هذا الزحام، وكنت بين فينة وأخرى أشارك بكلمة لتكريم فارس (الاثنينية).. لكني في عرس هذا المنتدى، وتكريم راعيه وحاضنه: لم أجد لي مكاناً ولا لكلمتي مروراً مع الذين تحدثوا وأشادوا واستعرضوا مشوار الكفاح والعزيمة الذي قطعه (عبد المقصود خوجه) منذ أول لقاء في 22/1/1403هـ الموافق 8/11/1982م، وحتى لحظة الاحتفاء بتأسيسها يوم 24/1/1428هـ الموافق 24/3/2007م.. فقد أحسست أن (الكلمة) في هذا الجمع تبدو قاصرة وعييّة، أو كأنها تطير بأجنحة الذين كرَّمهم (عبد المقصود خوجه) على مدى (25) عاماً، وإن كنت قد طمعت في خصوصية لكلمتي أو حفاوتي بالمؤسس وناديه.
وخرجت في ذلك المساء أكلم نفسي كمجنون من عبقر، أقول:
ـ نحن مضطرون للمعرفة، وعلينا أن نجرب لنعرف، والتجربة تعرضنا للخطأ، وللجروح وللتعثر.. لكنها ـ حين النجاح ـ تبرق بالانتصار.. وربما كانت التجربة ـ غير المعرفة ـ مجرد أحلام في أذهاننا نعجز عن تحقيقها!
وقد وصف أحد علماء الفضاء مثل هذه الأحلام بأنها: خير زاد للتغلب على الواقع.. وأحد شعراء الإنجليز الشبان ـ يومها ـ قال بعد هبوط (أبوللو) على سطح القمر: أريد نظم قصيدة على سطح القمر، لأرسم صورة الألوان: كيف تتَّحد؟!
إنه عالم مخطوف.. يخطف نفسه من واقعه، ويخطف واقعه من نفسه كالمد والجزر.. إنه عالم فشل أن يرسم ألوان الأرض، وألوان نفوس الناس.. فهل رأيت صورته، وصورتك في هذا العالم؟!
ـ وسألت نفسي: لماذا نطلب ـ أحياناً ـ من العالم أن يتوقف قليلاً؟! ربما لكي يلتقط أنفاسه ويعيدها إلى صدره، ولكي لا يموت وهو يلهث أو يقتله مرض اللهاث.. ذلك لأن أنفاس الناس اليوم في عيونهم، فصدورهم مهشمة.
والإشكالية اليوم تمثلت في هذا العالم الحضاري المتمدن، الذي نريد من معاصريه: أن يقرأوا بأعينهم، وبوعيهم، وبأسئلتهم، وبوجدانهم، ولا يدعون أحداً يقرأ لهم!!
* * *
توأمة الاثنينية
ـ تعتز (الاثنينية) بخطوة انطلقت بها إلى المغرب العربي بهدف إرساء التواصل بين مثقفي الوطن العربي.. وفي خطوة التوأمة مع (النادي الجراري) المغربي.. بارك الملك محمد السادس هذه الخطوة، وقال مؤسس (الاثنينيةعبد المقصود خوجه:
ـ كم أسعدني أن يجتمع محبو الحرف في رحاب (الاثنينية) من شرق وغرب الوطن العربي محققين بذلك جزءاً من هدف نبيل وغاية عزيزة على نفوسنا جميعاً، مع مساهمة مشكورة من بعض أطراف العالم الإسلامي الكبير، فالتقت الأفئدة على كلمة سواء، وكان تكريم بعض الشعراء والأدباء ومبدعي فن الرواية والقصة القصيرة وغيرها من روافد العطاء وخدمة اللغة العربية على أيدي أساتذة نوابغ من أقصى المشرق العربي إلى أقصى مغربه، يمثل أنموذجاً مميزاً لاجتماع أبناء الأمة على الخير، والسعي لترسيخ قناعاتنا في أن تبقى هذه الأمة أبداً كما أرادها الحق سبحانه وتعالى خير أمة أخرجت للناس. وفي إطار التواصل بين جناحي العالم العربي شرقاً وغرباً، شرفنا بتكريم معالي الأستاذ الدكتور عباس الجراري مستشار جلالة الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية والمعروف بعميد الأدب المغربي ومن خلال حفل تكريمه بتاريخ 6/2/1422هـ ـ 30/4/2001م انبثقت فكرة توأمة الاثنينية والنادي الجراري في المغرب الشقيق.. فجرى تكريم سعادة الأستاذ الدكتور حسن جلاب عميد كلية اللغة العربية في جامعة القرويين بمراكش ونأمل أن يستمر هذا التواصل بصورة دورية لتمتين أواصر الإخاء لفتح نوافذ جديدة وطروحات متعددة لحوار ثقافي بين مختلف مدارس الفكر والأدب في الوطن العربي ومما زاد هذه المناسبة ألقاً وبهاء: الخطاب الضافي الذي شرفني به صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عاهل المملكة المغربية ونقله إلى سعادة قنصل عام المملكة المغربية في جدة الأستاذ عبد الكامل دينية.
وهذه توأمة توّجتها وباركتها الرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى عميد الاثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه الذي كان قد بعث إلى جلالته قبل ذلك وبالمناسبة خطاباً مع إهداء جميع الكتب التي صدرت عن الاثنينية.
وإن ما تضمنته الرسالة الملكية من تنويه وتقدير ليعدّ شهادة بحق لهذا المنتدى وصاحبه وروّاده كما يحق للنادي الجراري ورئيسه وجميع المنتمين إليه أن يسجلوها بمداد الفخر.
ومما جاء في رسالة الملك محمد السادس:
ـ (تلقينا بابتهاج وتقدير رسالتكم الكريمة مرفقة بمجموعة المنشورات التي أهديتمونا صادرة عن منتدى الاثنينية الموقر وهي تظهر بجلاء مدى الجهود التي تبذلونها للتعريف بالثقافة العربية والإسلامية وتمتين الأواصر بين مبدعي هذه الثقافة من علماء ومفكرين وأدباء.
وقد أسعدنا في هذا الإطار ما خصصتموه للفكر المغربي من مجال رحب عبر الجلسة التكريمية التي عقدتموها لخديمنا الأرضي مستشار جلالتنا الأستاذ عباس الجراري الذي قدم أعمالاً جُلَّى لهذا الفكر تبرزها أنشطته العلمية المختلفة وكتاباته العديدة القيمة.
وإننا نبارك المشروع الذي بادرتم إليه بتوأمة منتدى الاثنينية المتفرد بنسقه وعطاءاته والنادي الجراري المتميز بعراقته واهتماماته يقيناً منا أن تفعيل مثل هذه المبادرة هو خطوة إيجابية ولبنة أساسية في مد الجسور بين المثقفين في المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية الشقيقة مما سيقوي التلاحم بين شعبينا ويعمل على تحقيق الكثير من الآمال التي نتطلع إليها في التئام تام مع أخينا الأعز الأكبر خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك فهد بن عبد العزيز أطال الله عمره وأدام عليه رداء الصحة والعافية).
* * *
الشباب والمكتبات:
ـ وأمام هذا الجهد المبذول لنشر الكتاب والمعرفة فإن الشباب في حاجة إلى الالتفات نحوهم وتوجيههم للإقبال على القراءة.. وقد سألت صاحب مكتبة،يعرض الكتب مع الصحف والمجلات الملونة والأكثر اهتماماً بصور الممثلات الجميلات:
ـ قلت له: ما الذي تسوّقه أكثر؟!
ـ قال: القرطاسية في بداية العام الدراسي، ثم.. الصحف والمجلات (الفنية)!
ـ سألته: والكتاب.. هل نسيته؟!
ـ أجاب: وأين هو الكتاب أولاً؟!.. لا يصلنا أي جديد يصدر في المكتبات العربية.. (ربما يعود السبب إلى الرقابة)!!
ـ قلت: فمن الذي يشتري الصحف والمجلات؟
ـ قال: المجلات الفنية يشتريها الشباب المراهق في الغالب، أما الصحف فهي للجميع.
ـ أجاب: نعم.. الشباب لا يهمه من الصفحات الكثيرة في الصحيفة اليومية سوى صفحات الرياضة فقط (!!) بل إن مجموعة من الشباب دخلت إلى مكتبتي هذه يوماً، وطلبت عدداً من صحيفة يومية نفدت، فقال لي واحد منهم: لا بد من أنك تحتفظ بعدد.. دعنا نأخذ منه صفحة الرياضة فقط ونعطيك ضعف قيمة العدد كله.. يا شيخ.
ـ وتركت المكتبة وفي خاطري أمنية: أن يأتي يوم يبحث فيه الشباب عن صفحات الثقافة والعلوم والفنون الراقية.. وتذكرت الأعمى بعينيه، المبصر بفكره (طه حسين) يرحمه الله وقد كان قصة نبوغ تحدّت الصعاب، عشق الكتابة بالأذن، ولم يكن في مراحل حياته شيء عجيب أو نموذجي إلاّ أن يكون: عدم الإبصار.. لكن المدهش والعظيم تمثلا في شخصية هذا الأديب، وليس في مراحل حياته.. ذلك أن كل إنسان يمر بمراحل وتتعاقب عليه السنوات وهو ينظر إلى الدنيا من حوله بالبصر، ولكنها تبدو عيوناً فارغة من البصيرة.. بل هي: دائرة سوداء تتوسط بساطاً أبيض!
ولم يظلم طه حسين نفسيته عندما هتف ضده بعض الطلبة يوم كان وزيراً للمعارف، ينادونه: أيها الأعمى (!!).. فقال عبارته المشهورة: (الحمد لله الذي جعلني أعمى حتى لا أرى وجوهكم)!
* * *
ـ وبعد:
فإن (عبد المقصود خوجه) قد خط في تاريخ وطننا الحديث: إنجازاً عظيماً لخدمة التنوير والتثقيف، وجذب الشباب إلى الإقبال على الكتاب، مثلما قدّم خدمات إنسانية إلى: الصم والبكم، وأفسح المجال للمرأة لتشارك عبر الشاشة التلفازية في الحوار الذي تقيمه (الاثنينية) كل أسبوع، وتقول المرأة المثقفة والمبدعة رأيها ورؤيتها.. وهذه خطوة إيجابية نحو إشراك المرأة في الحوار وفي المشاركة كل أسبوع برأيها ومداخلاتها.
إن الأديب الوجيه عبد المقصود خوجه الذي كرّم العديد من الأدباء والمثقفين والشعراء.. نحسبه يستحق التكريم من وزارة الثقافة والإعلام ومن الأندية الأدبية، والمؤسسات الثقافية.. وهذا التكريم هو أبسط مكافأة على جهوده التي تطلّع بها إلى مستقبل حضاري!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :365  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 191 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.