شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الاثنينية ودور الدولة (1) ؟
بقلم: د. جميل محمود مغربي
استكملت الاثنينية عامها الخامس والعشرين واحتفلت بهذه المناسبة وهي تتهيأ لولوج مرحلة جديدة شرعت فيها منذ أكثر من عام لتنتقل إلى الطور المؤسساتي بعد أن قيض الله من الجهد والتحضير والتواصل الثقافي والفكري ما جعلها تتخطى حدود المملكة لتصل شهرتها إلى أصقاع بعيدة في العالم.
وإذا كانت الاثنينية استهلّت مشروعها الثقافي استناداً إلى فكرة التكريم لإحدى الشخصيات العلمية والفكرية والثقافية فيحسن أن نذكر بأنها ولدت من رحم الوفاء والبر من ابن لأبيه في احتذاء سيرته وانتهاج منهجه فبذرة الاثنينية غرست مع مناسبة دينية يلتف حولها العالم الإسلامي بألوانه وأجناسه كافة حينما شرع الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود حين كان رئيساً لتحرير صحيفة أم القرى الصحيفة الرسمية للحكومة السعودية باستضافة رموز العلم والثقافة الوافدين لأداء فريضة الحج في أيام التشريق بمنى فكانت فرصة تتساوق مع مفهوم منافع الحج بالتقاء الكيانات الثقافية والفكرية من أبناء العالم الإسلامي لتدارس أهداف وحدتهم الإسلامية وتلاقح الرؤى والأفكار على صعيد إيماني يختصر أمة الإسلام في نموذج التمثيل في المشاعر المقدسة.
واستكمال الابن الأستاذ الوجيه عبد المقصود لهذه المسيرة حقق حزمة من الأهداف تنطوي على البر بإنعاش ذكرى الأب في ذاكرة الزمن المتعاقب والولاء للوطن باحتضان وتكريم النماذج التي أسهمت في مسيرة النماء والارتقاء ثم امتدت لتحقيق النماذج السامقة خارج سياق الوطن لخلق جسر من التواصل مع تلك العطاءات التي تخدم الأهداف والمثل العليا.
وما زلت أرى في الاثنينية ذلك النموذج الذي يمثل (القلب) فهو ينبض بقيم الوفاء والكرم ويسهم بضخ قيم الوفاء والانتماء لهذه الأرض فيبث حضوره في سائر أرجاء الوطن وخارج أسواره لنشر قيم الالتفاف وحفز همم الإنجاز والحضور الفاعل.
الاثنينية تتجانس مع أهداف وقيم العمل التطوعي الذي يسهم فيه القطاع الخاص وتحض أجهزة الوطن كافة على تفعيله وحث أركانه على الإسهام والمبادرة في نموه وازدهاره، وحينما تتبلور الاثنينية في صورة كيان ثقافي يسير وفق منهج محدد ومسار واضح يرفض الجنوح والانزلاق إلى ما يتعارض مع الهدف والغاية المرسومة ويضع حزمة من المحاذير والمحظورات التي تنأى الاثنينية عنها فإن الدعم المعنوي هو جهد المقل حينما يبذل لكيان لم يتطلع إلى أكثر من ذلك ولمؤسس الاثنينية الحق كل الحق في تصوراته المستقبلية حيال استمرار هذا الحقل الذي رعته يده على مدى خمس وعشرين سنة ورواه من عرقه وكفاحه على مدى زمني يفوق ذلك والتوق والرغبة في استمرار هذا المشروع إلى ما شاء الله له أن يستمر عقب مغادرتنا للمشهد العام يمثل تطلعاً مشروعاً في ظل تجانس أهداف الاثنينية مع القيم العليا لوحدة الوطن واستقراره ولقدرتها على تأسيس المشروع الوقفي الذي يمد الاثنينية بطاقة الاستمرار والثبات على الأداء والحفاظ على الأهداف المرسومة والنأي عن المحظورات المريبة في ظل وجود رموز للثقافة والفكر لديهم القدرة والرغبة بالتضحية بجزء ثمين من وقتهم للإسهام في عمل تطوعي يليق بسمعة الوطن ويتواءم مع أبعادهم الفكرية وطاقاتهم العملية وجاههم الاجتماعي المرموق وخدمتهم الناجحة في ذروة مناصب الدولة بتفانٍ وإخلاص.
ولذلك فإن تحويل الاثنينية إلى مؤسسة ثقافية يحسن أن يتوازى مع قيمتها الفكرية والاجتماعية وقد تحولت إلى اسم سعودي معروف امتدت يده للتواصل مع من نحب إلى صقيع روسيا وتخوم أمريكا اللاتينية فضلاً عن عالمينا العربي والإسلامي ودعم العمل التطوعي لا يقتضي بل ولا يجيز الضن بأبسط قواعد الدعم والشح بالمشاركة في احتفاليتها ومنحها الترخيص من جهة اعتبارية تتجانس مع توجهاتها وكيانها الفكري والثقافي.
إذا ما فتئت الاثنينية تردد على لسان مؤسسها في أريحية باستعدادها للتواصل مع الأندية الأدبية والثقافية ومع مؤسسات الدولة من جامعات وجهات علمية وبحثية لتهيئة السبل للاستفادة من ضيوف الاثنينية ومن طاقاتهم وقدراتهم الفكرية دون أن تلزم تلك الجهات بأي تبعات أو التزامات تعوق مبدأ التواصل لاستعداد الاثنينية على القيام بمسؤوليتها تجاه ضيوفها وتنحصر رغبتها في الإسهام نحو مسؤوليتها الوطنية وتأكيد الولاء والالتزام من خلال المبادرات التطوعية.
بل ربما كانت شكوى الاثنينية من عزوف الجهات الثقافية والإعلامية من قنوات فضائية أو إذاعية أو صحف ومجلات بل ومن بعض رموز الثقافة والمنتمين إلى الأدب والثقافة من عزوفهم عن التواصل مع ضيوف الاثنينية خلال زيارتهم للمملكة وتكريمهم وهم من الصفوة والنخبة المثقفة في العالم ما يشعر بالأسى والتقصير والإحجام عن الاستفادة وهو ما دأبت عليه كثير من الدول ووسائل الإعلام في المبادرة والمسارعة إلى لقاء رموز ونجوم الأدب والثقافة عند زياراتهم لتلك الدول ونقطة أخرى تقتضي منح الاثنينية كمشروع متفرد الدعم المعنوي المطلوب لاستمرارها كمنشأة ثقافية تقوم على جهدها الذاتي ووقفيتها الخاصة فها نحن نرى مشروعاً عالمياً استند إلى فكرة أضرت بالمجتمع الإنساني تمثل في اكتشاف البارود على يد ألفريد نوبل وأراد التكفير عن سيئاته باستحداث جائزة تمنح في حقول الطب والفيزياء والكيمياء والأدب ثم أضيفت إلى ذلك جائزة للسلام ومسحت الصورة التالية الجرم السابق وهو ما يستدعي رعاية المشاريع والأفكار الموثوق في أهدافها ونواياها والتي تقوم على أهداف نبيلة وتسعى نحو غاية سامية ويحتضنها وجهاء مشهود لهم بالولاء والانتماء إذ لا يكفي أن نجأر بحث أبناء المجتمع على العمل التطوعي وحث القطاع الخاص على الإسهام دون أن نضع على طريقهم قنديلاً يضيء لهم الطريق!!.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :687  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 187 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء التاسع - رسائل تحية وإشادة بالإصدارات: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج