شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هموم الناس
فشر. ع. فشر (1) !!
بقلم: عابد خزندار
قبل أسبوعين وجَّهت رسالة مفتوحة في صحيفة البلاد إلى أحد الأكاديميين المسؤولين في بلادنا الذي تحدَّث عن مخزون المياه الجوفية في المملكة وديمومته، وقد وجهت إليه عدة أسئلة لعلّه أحرج ولم يجب عنها، كما لم يجب عن تساؤلات مماثلة وجّهها إليه كتّاب آخرون في الصحيفة نفسها منهم الأخ محمد عبد الله الحميد، والأستاذ عبد الله خياط أثار أيضاً الموضوع نفسه في صحيفة عكاظ، ولأن الموضوع خطير ويتعلق بمستقبل البلد وأجياله القادمة فإنني أعود غصباً إلى إثارته. ولكن قبل ذلك أريد أن أتحدث عن قصة طريفة لها علاقة وثيقة بموضوعنا، فقد سئل أحد رؤساء الدول المتخلِّفة عن عدد سكان بلاده فأجاب: ((ما شاء الله، تبارك الله، إنهم يتراوحون من خمسة ملايين إلى خمسين مليوناً)) وهذا الأكاديمي فعل الشيء نفسه، وقال لا فضَّ فوه، إن ديمومة مخزون مياه المملكة تتراوح من 350 إلى 650 سنة، وقال قبل ذلك في تصريح أمام أحد ولاة الأمر إن مخزون المياه الجوفية العميقة في المملكة يعادل ديمومة مياه النيل لمدة خمسمائة عام، ثم قال أخيراً في اثنينية الأستاذ عبد المقصود خوجه إن هناك أبحاثاً علمية في الجامعة التي كان يديرها تثبت ما قاله، والمسألة التي تفرض نفسها رغماً على كل مستمع لهذا القول هي هل يعتدّ بأبحاث يتراوح فيها الكم أو المعادل الإحصائي من خمسة إلى خمسين مليوناً ومن 350 إلى 650 عاماً. وأريد أن أروي مرّة أخرى قصة ذكرتها مجلّة تايم في عددها الصادر بتاريخ 16 مارس 1998 عن رئيس وزراء الصين الجديد زهو ونجي. فحين كان عمدة لمدينة شانغهاي قال له أحد مديري المصانع في مؤتمر عام إن إنتاج مصنعه قد ازداد بنسبة تتراوح من 5% إلى 6% فقاطعه زهو غاضباً وقائلاً: ((أيها الرفيق البيروقراطي هل هي 5% أم 6%، أم 1,5% أم 9,5%)). إننا حين نتحدث عن الإحصائيات فينبغي علينا أن نكون دقيقين، فليت هذا الأكاديمي يتعلّم هذا الدرس.
ثم إن أي حديث عن كمية وديمومة مخزون المياه دون أن نأخذ في اعتبارنا معدّل الاستهلاك اليومي أو السنوي يعتبر هذراً وفشراً، وبعد هذا هناك مسألة مهمة لا يعتدّ أي بحث بدونها وهي أعماق هذه المياه الجوفية فقد يقبع المخزون في أعماق سحيقة يصبح استخراج الماء منها عملية أكثر كلفة من تحلية مياه البحر.
وأخيراً وليس آخراً أريد أن أستعين بمرجع علمي وهو كتاب الأستاذ الدكتور عبد الله بن ناصر الوليعي المعنون بالجغرافيا الحيوية للمملكة العربية السعودية الصادر عن دار نشر مؤسسة الممتاز للطباعة والتجليد بالرياض، وهو أستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود، واقتبس منه السطور التالية:
((بالنظر إلى أن كمية التجدد الطبيعي ضئيلة جداً وبالنظر إلى أن الماء حفري فيصاحب استغلال موارد المياه الجوفية على الدوام خطر نضوبها. ويمكن القول عن يقين بأن كل ما يمكن أن ينفد سينفد في يوم من الأيام، وثمة كثير من دراسات الحالة التي تؤكد هذا المبدأ والماء ثمين في أي مكان ولا سيما المناطق الجافة وينبغي التعامل معه على هذا الأساس)).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :430  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 117 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.