ـ بعد أن تمعنا بموسم الاثنينية التي يحييها الوجيه الأستاذ عبد المقصودمحمد سعيد خوجه، والتهمنا غذاءها الفكري، والجسدي لا بد من وقفة حساب مع النفس، فهذه الاثنينية ليست لصاحبها، وإنما لروَّادها وهم كثرة مفتوحة لكل من يرغب، كانفتاح صاحب الدار العامرة به وبالثقافة والفكر والوفاء، ولا ننسى الطعام فهو طيب كطيب النفس الكريمة التي لصاحبها، ولا أريد أن أداهن فأزيد في المديح بما لا يرضيني ولا يرضي أحداً..!
لا شك أن الاثنينية وعاء فكري وثقافي جيد، تطورت مع مرور السنين بعد أن أدت واجب تكريم لكثير من الروَّاد من هذا الوطن، ومن غيره، ثم إلى ملتقى فكري منوّع بتنوّع فكر وثقافة ضيوفها القادمين من بقاع شتى وتخصصات مختلفة وكل هذا مكسب يضاف إلى مكاسب التقاء الأحباب، والمعارف والأصدقاء بصفة منتظمة مما يوطد الصلة بين الجميع على العيش والملح.
أعيب على الاثنينية.. وليس على صاحبها أنها ابتليت بمتحدثين جاهزين لكل حدث، ولكل موقعة، فهم عند الطلب وعند عدم الطلب ينطلقون في حديث يثير التثاؤب والتثاؤب هو احتجاج صامت على تفاهة الحديث وسكنت هذه العبارة في حسِّي فور ما سمعتها من فم الصديق الذي أدعو له بالرحمة دائماً سباعي عثمان.
وحديث هؤلاء وأرجو ألا يغضب أحد بمناسبة وغير مناسبة حتى يتململ الحضور وبعضهم ينصرف، وبعضهم يظل حتى يشفي غليله بالطعام، وكأن الحديث للناس يدخل ضمن الإنجازات الشخصية، حتى لأتمنى كثيراً لو كانت الأفواه تغلق بالريموت كنترول لفعلت. كما تمنَّى ذلك من قبلي ومن بعدي الصديق د. عبد العزيز الصويغ.
والمطلوب أن تركّز الاثنينية على الحوار، والحوار فقط، فعهد الخطابة المجنحة ليس مكانها وقد انتهى عهدها فالمضيف صاحب موضوع وتخصص، ولا بد أن يحاوره الحضور بفهم، والمناسبة كلها في غنى عن الإنشاء والحديث المكرر والجميع يرغب في الاستفادة.. والاستفادة فقط؟.
شكراً أبو محمد سعيد، ومعذرة لهذه الصراحة، وإن كانت الصراحة الصادقة لا تحتاج لتقديم اعتذار فهي من القلب وإلى القلوب.. وإلى الملتقى في المواسم المقبلة إن شاء الله.
أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.