شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المكتبة الوطنيّة فِكْر جِدّة المستنير (1)
بقلم: محمد قنديل
ـ في زاوية [تصور] بجريدة ((المدينة)) التي يكتبها الشاعر المرهف الحس الصديق العزيز الأستاذ عبد الله الخشرمي طرح يوم السبت الماضي 6 شعبان 1410هـ فكرة لا أعرف هل كانت غائبة عن العقول والأفكار الرائدة التي تزخر بها جدة عروس البحر الأحمر التي لا تشيخ؟
ـ إنها فكرة تثري الروح وتعيد إليها الكثير من الأحاسيس التي فقدناها في هذا العصر.. فكرة تعيد متعة من ألذ المتع ألا وهي متعة القراءة التي افتقدناها في عصر التلفزيون والفيديو والفن الهابط.
ـ إن طرح الصديق العزيز عبد الله الخشرمي لفكرة إنشاء مكتبة وطنية في مدينة جدة يجب أن تحظى بكل الاهتمام ليس من المسؤولين فحسب بل من كل إنسان عاش وولد في هذه العروس التي نفاخر بجمالها أمام مدن المنطقة..
ـ فكما أن جدة مدينة تجارية وسياحية من الدرجة الأولى فلا بد أن يكتمل عقد الجمال فيها بإنشاء مثل هذه المكتبة الوطنية التي ستصبح تاجاً متلألئاً على رأسها تباهي به مدن العالم.. ولم لا؟ ففي جدة اجتمعت كل المحاسن.. مدينة التجارة العريقة والمحطة الأولى لزوّار بيت الله الحرام بحراً وجواً وبراً.. مدينة السياحة.. حيث أصبحت تجتذب الآن آلاف السياح والزوّار سواء من داخل المملكة أو من خارجها حيث اجتمعت فيها كل مقوّمات السياحة..
مدينة المؤتمرات والمناسبات المتعددة التي لا تخلو يومياً من مناسبة تجعلنا نهرول نحن الصحفيين للحاق بأحداثها..
ـ وحبذا لو ألحقت بالمكتبة الوطنية قاعة كبيرة للمؤتمرات مجهّزة بأحدث الوسائل السمعية والبصرية وبذلك سيصبح المشروع متكاملاً يضيف إلى جدة لمسات جديدة إلى شخصيتها المتميزة كمدينة أحبت الجمال واكتست حلته البهية..
ـ والمشروع لو خطط له تخطيطاً دقيقاً سيصبح معلماً حضارياً وثقافياً على مستوى العالم كله، خصوصاً في بلد مثل المملكة العربية السعودية يوجه للفكر والثقافة كل اهتمام ورعاية فها هي الشواهد تحدثنا عن هذا الاهتمام وهذه الرعاية المخلصة للفكر الإنساني متمثلة في العديد من الفعاليات الثقافية وعلى رأسها مهرجان الجنادرية.. الذي أصبح سمة مميزة في هذه الفترة من كل عام تجمع روَّاد الفكر والثقافة في العالم أجمع ليستنشقوا عبير التراث وعبير الفكر في أرض الفكر التي انبثقت منها رسالة الإسلام الذي دعا أول ما دعا إلى العلم والقراءة، اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (العلق: 1) صدق الله العظيم..
ـ ولعلّ صديقنا العزيز عندما طرح فكرته الفذة هذه أحسن صنعاً في طرحه حيث ذكر الدور الحثيث الذي يمكن أن يقوم به رجال الأعمال وعلى رأسهم رجال البنوك فمبادرات رجال الأعمال في كل مجالات الإنسانية مشهود لها..
ـ ومن هنا ليس غريباً أن يدعى رجال الأعمال لتبنيّ مشروع المكتبة الوطنية المتكامل في هذه المدينة العريقة للمساهمة في هذا المشروع الحضاري الذي سيجعل جدة مدينة متكاملة تجارياً وسياحياً وثقافياً تتجه إليها الأفئدة، ويذكرها أهل العلم في كل محفل ثقافي إبداعي..
ـ فالثقافة والاهتمام بها ليس غريباً على جدة، فهي مدينة أهَّلها موقعها الجغرافي الاستراتيجي في المنطقة لتكون واحة للفكر الإنساني المبدع.. أضف إلى ذلك أن المبادرات الفردية لتنشيط الفكر والثقافة بها مبادرات خيِّرة ورائدة وعلى رأسها مبادرات الأستاذ الفاضل عبد المقصود محمد سعيد خوجه سليل عائلة الثقافة والإبداع الإنساني والذي جعل من اثنينيته الغراء ملتقى فكرياً وثقافياً يرتاده كل عاشق للفكر وأهله سواء في الأدب أو العلم على السواء.. وهي مبادرة فردية تدل على عشق أهل جدة للفكر والأدب والثقافة وتقديرهم لهذه الفعاليات في رقي الشعوب وانصهار العقول في بوتقة الإنسانية وإبداعها الخلاق ولعلّ الأستاذ الفاضل عبد المقصود خوجه بصفته رجل أعمال سيكون له دور رائد في مثل هذا المشروع.
ـ وانطلاقاً من هذه الحيثيات نستبشر خيراً بمشروع المكتبة الوطنية الذي طرح فكرته صديقنا العزيز عبد الله الخشرمي ولا أعتقد أن كل من ينادي للمساهمة سيبخل بها فشيمة جدة العطاء وشيمة أهلها السخاء..
وأخيراً وليس آخراً لا أملك بعد كلمتي المتواضعة هذه إلا أن انضم مساهماً بمكتبتي في جدة والقاهرة وما تحتوياه من قطرة في بحر الفكر الإنساني لتكونا نواة لمشروع هذه المكتبة الوطنية الذي سيجعل من جدة منارة للفكر والثقافة كما هي منارة للتجارة والجمال ليكتمل العقد مظهراً وجوهراً وجمالاً وعقلاً..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :413  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 94 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج