شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مجالس مكية
من (كيب تاون) أكتب لكم عن الصوالين الأدبية (1)
بقلم: د. عبد العزيز أحمد سرحان
سألني أخي الأستاذ جمال الحوشبي أن أكتب عن الصوالين الأدبية بمكة، خاصة وأنني أحد الذين يحتضنون صالوناً أدبياً ثقافياً رياضياً في منزلي، كان يطلق عليه (أَحَدِيَّة السرحان) ثم رأى أخي سعادة الأستاذ إبراهيم عبد الرؤوف أمجد أن يُطلق عليه (منتدى الدكتور السرحان الثقافي الرياضي الاجتماعي)، فارتضى جميع أعضائه هذه التسمية. ولكنني تأخرت في الكتابة عن (المنتدى)، حتى غادرت في رحلتي السنوية إلى دولة جنوب أفريقيا، التي أعشقها، لأنها ميدان خصب للدعوة إلى الله.
وبينما أنا هنا في جنوب أفريقيا، إذ اتصل بي سكرتير المجلة الأخ يسلم، يطلب مني المقال، فما كان مني إلا أن رضخت لطلبه، فسحبت (اللاب توب) لأسطر عليه ما علق في ذهني من معلومات عن الصوالين الأدبية: لأنني عندما أكون في رحلة دعوية، فإنه لا يشغلني عن الدعوة إلى الله شيء، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم. أسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منا جميعاً، ولكن للطوارئ أحكام، وطلب الأستاذ الحوشبي طارئ لا بد من أخذه بعين الاعتبار.
ومن مسافة ستة آلاف كيلومتر عن البلد الحرام، أكتب فأقول: بعونه تعالى، تأسس صالوني الأدبي، وهذا ليس مسماه، عام 1407هـ، بفكرة لاحت في مخيلتي، بعد أن تأثرت باثنينية الوجيه الشيخ عبد المقصود خوجه، حيث كنت أقوم بزيارته، مع الأستاذ زاهد إبراهيم قدسي رحمه الله، فقد كانت زياراتنا تهدف لجمع التبرعات لنادي الوحدة بمكة، فكنا ننتهز فرصة تواجدنا في جدة، فتحضر اثنينيته، فأعجبت بذلك الحدث الثقافي الهام الذي كان يعقده سعادته مساء كل اثنين بمنزله. فكان حقيقة ملتقى فكرياً علمياً اجتماعياً ثقافياً مهماً. بل بلغ من شدة تأثري به أّنّ غير نهجاً من مناهجي الفكرية في الحياة.
لقد تعرفت من خلال اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه على كثير من الأدباء والمفكرين والعلماء، الذين كانوا حريصين على الحضور باستمرار في الاثنينية، ومنهم الأديب الراحل سعادة الأستاذ محمد حسين زيدان رحمه الله، والذي كنا نلصق آذاننا بجهاز المذياع ونحن صغار لنستمع لحلقات برنامجه الجميل (كلمة ونصف) كما كان معالي الدكتور محمد عبده يماني أحد رجال الاثنينية، فتسمعه وهو يتكلم ويناقش ويعقب، ومما يجدر ذكره أنّ هناك علاقة صداقة قديمة وجميلة تربطني بمعالي الدكتور محمد عبده. وأنا من أشد المعجبين بمعاليه، فهو رجل فكر وثقافة وخير. ولي معه ذكريات دعوية ورياضية وثقافية جميلة داخل المملكة وخارجها.
أعود فأقول: إنّ تأثري باثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه دفعني إلى التفكير بأن يكون لي في مكة أحدية، أقلّد فيها الشيخ عبد المقصود خوجه، مع فارق التجهيزات والإعداد والتنفيذ، أدعو فيها شخصية من شخصيات المجتمع للتعرف على مسيرة حياته، والتي غالباً ما تكون غير معروفة لدى البعض، ثم نتعرف على طبيعة عمله وتخصصه ومنصبه. ثم يُفْتَح باب النقاش، وإبراز الجوانب الايجابية والسلبية في عمل الشخصية، ثم تطرح المقترحات والآراء التي قد تساعد هذه الشخصية في أداء عملها، دون التدخل المباشر أو السافر أو اللاذع في شؤونها.
ومن هنا بدأ نشاط الأحدية بمنزلي في حي السبهاني، ثم انتقل معي حيثما انتقلت، حتى عندما كنت مديراً للمركز الثقافي الإسلامي في إسبانيا، انتقلت معي الفكرة تحت مسمى (المنارة الثقافية) التي كانت تعقد بشكل واسع في مسرح المركز، ثم استقرت الأحدية حالياً بمنزلي بحي الخالدية (2) بمكة. ولو ركّز القارئ، لوجد أني اخترت مساء يوم الأحد ليكون موعداً للأحدية، وليس الاثنين، حرصاً مني على حضور اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه.
وفي الحقيقة، فإن الصوالين الأدبية، أفضل بكثير من الأندية الأدبية، ففي الصوالين الثقافية أو الأدبية، أو المنتديات، يجد الإنسان مساحة للطرح، وسعة للحوار، وفرصاً للنقاش، ومكاناً لإبداء الرأي، كما أنها لا تطبق الانضباط الصارم، والرسميات المعقدة التي تطبقها الأندية الأدبية.
وأرى أنها معين لا ينضب، يصب في روافد الفكر والثقافة في بلادنا، وسيكون لها شأن وأثر فاعل إذا ما وضع لها تنظيم شبه موحد، على ألا يكون إلزامياً، فالمرونة والتحرر من القوانين المعرقلة لأي مشروع، تكبله وتعقده وتقتله. ولقد كان للقاء الذي عقد بمكة عن الصوالين الأدبية، تحت إشراف مركز الحوار الوطني، دافعاً قوياً وتثبيتاً واعترافاً بهذه الصوالين.
أعود لمنتدى السرحان، فأقول: إن الأحدية قديماً، ومنتدى الدكتور السرحان حديثاً، قد دعا شخصيات اعتبارية وعلمية في المجتمع، بعضها انتقل إلى رحمة الله، مثل: الأستاذ صالح جمال، والدكتور المهندس السيد عبد القادر كوشك، والدكتور عبد الفتاح ناظر، رحمهم الله جميعاً. وكان الدكتور الناظر أول شخصية نستضيفها في الأحدية قبل عشرين عاماً تقريباً، ولقد تعلمنا منه رحمه الله تواضع الكبار. كما استضاف المنتدى كثيراً من الوجهاء والعلماء، منهم: الدكتور الشيخ أحمد المورعي، والعقيد محمد البنيان، والعقيد محمد منشاوي، والأستاذ فوزي خياط، والأستاذ رفقي الطيب، والأستاذ فريد مخلص، والدكتور عبد الله فتيني، والدكتور محمد علي أبو رزيزة، والدكتور فضل البار، والدكتور عبد الحكيم موسى، والدكتور طلال أبو النور، والدكتور خالد ظفر، والشيخ صالح العساف، والدكتور طارق جمال، والأستاذ فائز جمال، وغيرهم كثيرون، لا تحضرني أسماؤهم.
ومن المسلَّم به: أن الاستفادة حاصلة، خاصة إذا كان المدعوون من المتخصصين وأصحاب الفكر والثقافة، فهدفنا في المنتدى أن نتعرف على الضيف وعلى تخصصه وعمله عن قرب. وأن يكون تفاعلنا معه مباشرة.
وحقيقة، فقد وجدت أن للصوالين الأدبية أهمية كبيرة، إذا ما سارت وِفْقَ خطط مدروسة، ومنهج واضح وبرنامج مقنن، وإذا ما استغلت فيما يرضي الله تعالى.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :570  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 80 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج