شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
منتديات أدبية معاصرة
(الاثنينية) معلم ثقافي عربي سعودي في جدة (1)
بقلم: أ.د. عمر بن قينة ـ الجزائر ـ
ـ (اثنينية عبد المقصود خوجه) في جدة بوتقة نشاط فكري وثقافي وإنساني مضت تستضيف كل يوم (اثنين) تقريباً واحداً من أعلام أدب وعلم وفكر في العالم الإسلامي، وخصوصاً الوطن العربي منه، تغمرهم بالحفاوة في حشد من رجال الأدب والفكر في جدة حيث يشد الرحال للمناسبة أعلام فكر، وأدب وسياسة من مختلف أنحاء المملكة بما فيها العاصمة الرياض لتثمين جهود فارس الاثنينية وإنجازاته العلمية والفكرية أو الأدبية ونحوهما أو هذه جميعاً أو غيرها، فيلقي من على المنصة الشرفية الزاهية بفضاء رومانسي بهيج مفتوح بعض الكتّاب والأدباء كلمات عن المحتفى به، وعن بعض أعماله بعد إشادة صاحب الاثنينية بجهوده في إثراء المكتبة العربية خصوصاً والإسلامية عموماً لتحال الكلمة للمحتفى به ليتحدث عن السيرة العلمية والإنسانية، ثم يأتي دور الجمهور من الكتّاب والأدباء وبعض من أساتذة الجامعات في المملكة في طرح أسئلتهم وانشغالاتهم من واقع ميدان الضيف وتأليفه ونشاطه ثم تختتم الأمسية بعد منتصف الليل بوجبة طعام فاخرة تتلو إهداء (فارس الاثنينية) درعها التاريخي الرمزي.
الاثنينية لصاحبها (المفكر رجل الأعمال الشيخ عبد المقصود خوجه) هي ندوة أدبية وفكرية أسبوعية ودار نشر ثقافي للتراث بالمملكة كما تنشر كل فعاليات (الاثنينية) في مجلدات سنوياً كما أنها ذات طابع خيري وإنساني.
هي معلم ثقافي عربي سعودي بارز في جدة تمد بالعون نوادي ومؤسسات وتفتح ذراعيها لكل أبناء (الضاد) من ذوي الإسهامات البارزة الجادة في وطننا العربي من (الرباط) إلى (بغداد) بل كما قلت في كلمتي على المنصة (من طنجة إلى جاكرتا).
هي معلم ثقافي لا يشكك فيه أحد، بدت استثناء أو كالاستثناء في وطننا العربي حيث يتنافر (العلم) و (المال) ولا يلتقيان! ها هنا التحما في دار تأسست على (التقوى) وحب الخير فاجتمع المال الشرعي مع العلم لأهداف نبيلة لخدمة الثقافة العربية من أقصى المحيط إلى أعالي الخليج، فلم يغب (المغرب الإسلامي العربي) فكرمت الاثنينية الموريتاني والمغربي وكنت الجزائري الذي شرف بتكريمها يوم 26/1/1426هـ ـ 7/2/2005م، ليحل ضيفاً بها من المغرب أخيراً كاتب آخر، هو المفكر الإسلامي (أ.د. حسن الوراكلي) الأستاذ في جامعة الملك عبد العزيز يوم الاثنين 17/11/1426هـ ـ 19/12/2005م، حيث التأم جمع من رجال الفكر والرأي وبعض من رجال السياسة أيضاً من بينهم (السفير المغربي) الذي حضر للمناسبة من الرياض فعبر هذا الرجل الذي لا أعرفه عن مستوى حضاري رفيع من السلوك والتفكير، وهذا موضوع آخر ابتعد عن الخوض فيه مقارنة ومناقشة فشجونه دامعة.
كان بهاء الأمسية في الاثنينية بضيفها العلم المغربي المفكر الجامعي (حسن الوراكلي) الذي قضى قرب بيت الله الحرام نحو عشرين سنة وبصاحبها وبروّادها لتكون مسك الختام لهذا الفصل الأول من العام في انتظار طبع (فعاليات الأمسية) في مجلد كتقليد اتبعته الاثنينية منذ نحو ربع قرن حين نشأتها سنة (1403هـ/1982م) وقد كان أول من كرّمته صاحب مجلة (المنهل) الشيخ الأستاذ (عبد القدوس الأنصاري) رحمه الله يوم 22/1/1403هـ ـ 8/11/1982م، فانطلق من هنا عطاؤها لتكريم الأعلام، ما بين عالم وأديب وشاعر وغيرهم من المبدعين في مختلف مجالات العطاء الإنساني من داخل المملكة وخارجها أسبوعياً في (الاثنينية) المعلم ((ومعظمهم من خلاصة الصفوة في تخصصاتهم المتنوعة)) كما جاء في مقدمة أول مجلد حيث باح الشيخ عبد المقصود خوجه بفكرة هذا المشروع الحضاري الفكري.
((لقد كان عشق الكلمة والحب لأصحابها يختلط بأيامي وسنوات طفولتي الباكرة: فمن جلسات الصباح التي كان يلتقي فيها نخبة من كتّاب وشعراء وأدباء الوطن في مكتب والدي ـ محمد سعيد عبد المقصود خوجه ـ رحمه الله ـ رئيس تحرير أول صحيفة صدرت في عهد مؤسس المملكة وموحدها (الملك عبد العزيز ـ رحمه الله) إلى تلك الأمسيات الباذخة والزاخرة التي كان يعقدها والدي يرحمه الله على ضفاف مواسم الحج من كل عام في الليلة الثانية من ليالي عيد الأضحى المبارك على شرف أدباء وكتّاب وشعراء ومفكري العالمين العربي والإسلامي.
كان الحب على امتدادها يتجذر.. وكان العشق على أمدائها يستطيل سنديانات وأشجار سرو وكان الفؤاد الصغير يتوه بين ما يسمعه ولا يفهمه وبين القليل الذي يفهمه كلمات ويجهله معاني)).
ها هنا (خميرة الاثنينية) التي أشار صاحبها إلى أنها: (( بصورة أو باخرى تختلط بأيامي وذكريات طفولتي فهي عبارة عن (خميرة) ظلت في عقلي الباطن إلى أن وجدن البيئة المناسبة لتخرج بالشكل الذي ترونه اليوم))، وهي ختاماً كما يقول صاحبها.. ((في معناها ومبناها عبارة عن كلمة شكر وتقدير لبعض المبدعين الذين أتمنى أن يستمر تواصلنا معهم لنعبّر لهم عن مكنون نفوسنا تجاه ما قدموه لأمتهم ومجتمعاتهم وإثراء حياتنا بإبداعاتهم)).
إن كنت خططت لهذه الكلمة بالتوقف هنا فقد بدا لي من الضرورة ألا نهمل من جوانبها الأخرى جهودها الخيرية الخيرة في النشر، في المقدمة: (كتاب الاثنينية) السنوي هو مجلد يتضمن نشاط (الاثنينية) في ندواتها فنشر من ذلك حتى اليوم ثلاثة وعشرون في أربعة وعشرين مجلداً بين (1411هـ _ 1991م) و (1426هـ ـ 2005م) وسعدت بضمها لمكتبتي مع كل العنت بحملها إلى (الجزائر) بمناسبة تكريمي كجزء من ذلك هذا فضلاً عن مجلدات أخرى في قضايا الفكر والثقافة.
كما سعدت بالدفعة الثانية من منشورات (الاثنينية) خارج فعالياتها منها ما أخذ طريقه إلى الجزائر ومنها ما لا يزال ينتظر الفرصة السانحة، ومن هذه المجلدات دراسات فكرية وأدبية ودواوين شعرية لمفكرين وأدباء وكتّاب من المملكة العربية السعودية ومن خارجها أذكر هنا من دواوين الأعمال الشعرية الكاملة للشامي في ثلاثة أجزاء ديوان زكي قنصل في ثلاثة أجزاء أيضاً ومن الدراسات (عبد الله بلخير) شاعر الأصالة والملاحم العربية والإسلامية، لمحمود رداوي والتوازن معيار جمالي للدكتورة (غادة الحوطي) فضلاً عن غيرها من نظير ونحوه في الدراسات وفي الإبداع مثل ((سوانح وآراء في الأدب والأدباء)) للدكتور بدوي طبانه.
لا جدال إذن في كون (الاثنينية) معلم ثقافي عربي نشأ لخدمة الثقافة والفكر والأدب وتثمين جهود الرجال، في هذه الميادين تكريماً وكرماً في النشر والتوزيع لأهداف نبيلة بعيداً عن ظلال المآرب مهما كانت طبيعتها في منأى عن أية مكاسب مادية، خارج المكاسب المعنوية للنشاط الأدبي والفكري والحركة الثقافية في الوطن العربي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :558  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 79 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.