شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إشارة
فارس الاثنينية وانتقاء الدُرر (1)
بقلم: محمد حامد الجحدلي
لم يكن من المستغرب على أستاذي الدكتور إبراهيم ركة وهو الذي كان رحمه الله يقدم لنا نفحات من مادته التي يدرسها ((الأدب السعودي)) بكلية المعلمين بمكة المكرمة ليربط مفردات النصوص القصصيّة والنثرية والشعرية لهذه المادة لتذوق الاستماع إليها في الفعاليات التي تشهدها الصالونات الأدبية وفي مقدمة هذه الصالونات (( الاثنينية )) وفارسها ومؤسسها الشيخ عبد المقصود خوجه واصفاً لنا عنوان الاثنينية ومشجعاً لحضور فاعليتها. وأتذكر هنا أول أمسية أدبية وجدت نفسي داخل أجوائها الثقافية المفعمة بحيوية فارسها وكرمة الحاتمي في صالون الاثنينية الشهير الذي يحتضنه حي الروضة بجدة لأكثر من أربع وعشرين سنة. ليلتها سطعت نجوم تلك الأمسية لتكريم رجال العلم وطلابه بحضور وإطلالة لسعادة الدكتور عبد الله بن محمد الزيد للمرة الأولى والأخيرة الذي كان أكثر فرحاً بذلك المساء الربيعي الجميل، ومع إكباري إلا أنني لا أخفي شيئاً من عتبي على هذه الشخصية التربوية المعتدلة والمتزنة الذي ترجم وطنيته وساهم بفكره التربوي ولا زال لديه الكثير من العطاء لإثراء الساحة الثقافية خصوصاً لمن يعرفه أكثر أكاديمياً وتربوياً من زملائه في العمل والدراسة إلا أن زهده عن المشاركة في هذه المنتديات لا مبرر له لرجل عرف بنظافة اليد واللسان على مدى السنوات الطويلة التي قاد فيها تعليم المنطقة الغربية.
وها هو مع صاحب الاثنينية يحتفل في ذلك المساء قبل أكثر من اثنتي عشرة سنة مع صفوة المجتمع بتشجيع أحد أبناء الوطن المبدعين بالقسم الثانوي لمدارس دار الفكر بجدة ليحصل ذلك الطالب على منحة دراسية بدولة اليابان بما تتمتع به من علاقات وثيقة مع المملكة فكانت احتفالية تليق بتلك المناسبة مكاناً وزماناً، والمكانة الإنسانية التي يتمتع بها أحد شباب الوطن لإعداده متسلحاً بالعلم والأدب ممثلاً لأصالة وتاريخ بلاده سفيراً لها في دولة حققت إنجازات حضارية على مستوى العالم مستفيدة من التقنية المتاحة مختصرة عنصر الزمن وهي أهداف يدركها مجتمع النخبة الثقافية ويبنون عليها استراتيجيات مستقبل الوطن والأمة. وما هذه الأمسيات الثقافية إلا ترجمة تعكس الصورة الايجابية لتطلعات قيادتنا الواعية باحتياجات أبناء الوطن وتلبيتها بما يواكب سرعة عجلة الزمن في حياتنا المعاصرة في ظل الانفتاح العالمي مع تمسكنا بأصالتنا وقيمنا الإسلامية ويحق لفارس الاثنينية ومنظومة الإعداد داخل أروقتها وفي مقدمتهم الأستاذ حسين عاتق الغريبي وبقية زملائه أن يزدادوا فرحاً بروعة التنظيم وحسن الاستقبال.
فقد تشرفت بحضور أجمل أمسيتين في الموسم الثقافي لهذا العام كانت أولاها استضافة البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي الذي نذر نفسه وحياته لخدمة مبادئ وأخلاقيات دينه الإسلامي الفاضلة وردوده المقنعة على الهجمات المؤذية التي وصلت لدرجة التجريح بشخص سيد الأنام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقد أجمع كل من حضر تلك الأمسية بأنها من أجمل الأمسيات تفاعلاً وحضوراً والتي أدار حوارها معالي الدكتور رضا عبيد مدير جامعة الملك عبد العزيز الأسبق وعضو مجلس الشورى السابق وقدمها الإذاعي حسان يحيى كتوعة والذي قام بعملية الربط الإذاعي بين الضيف وصالة القسم النسائي التي سجلت حضوراً متميزاً وشددن بالمطالبة بحقوقهن في عدالة المداخلات على لسان كبيرة المذيعين دلال عزيز ضياء لأسجل للصديق الأستاذ يوسف الحازمي إشادته بمداخلة الأستاذ الدكتور محمود زيني الذي وقف متحفزاً للرد على بعض المتطاولين على لغة القرآن في أمسية لاحقة خصصت للذين ركبوا موجة الرواية الحديثة. أما الأمسية ما قبل الأخيرة فكانت الأروع بحق لفضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة الذي وفق في الإبحار برؤياه العلمية المتجددة وأسلوبه البلاغي واستحواذه على قلوب الحاضرين من الجنسين منذ بداية اللقاء على مدى ساعتين حتى وصوله بمركب الاتزان لشاطئ التفاؤل بأهازيج الفرح لمستقبل خطابنا الديني الأكثر اعتدالاً مستفيداً من تقنيات الإعلام الحديثة وانتشاره السريع حيث حظي اللقاء بتغطية شاملة على صفحات هذه الجريدة بجهد موفق من الصحفية النشطة منى مراد نشر في عدد السبت الماضي. وليسمح لي فارس الاثنينية ومؤسسها الشيخ الوجيه عبد المقصود خوجه بعد هذا المشوار الممتع والمستمر بإذن الله في عالم الأدب والثقافة، ألم يحن الوقت لتكريمه على مستوى الدولة التي تدرك قيمة الأدب والأدباء مع قناعة كل من عرفه بأنه لم يبحث ذات يوم عن منصات التكريم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :478  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 73 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج