شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عفو الخاطر
الشيخ الصفّار في الاثنينية (1)
بقلم: أ.د. محمد خضر عريف
اثنينية الأديب بن الأديب ونصير الأدب والفكر والأدباء والمفكرين الأستاذ عبد المقصود بن محمد سعيد عبد المقصود خوجه مَعلَمٌ ثقافي بارز في عروس البحر الأحمر ومنتدى فكري رفيع ذاع صيته في أرجاء العالم كله، ولا أقول ذلك من فراغ بل من يقين، فأنا رجل كثير الأسفار ومعظم سفري لطلب علم لا لطلب مال، وأحضر وأشارك في خمسة مؤتمرات سنوياً على الأقل داخل وخارج العالم العربي، وما حضرت مؤتمراً قط إلا وسألني أو حدثني أهل الفكر والأدب والثقافة عن الاثنينية وأعربوا عن أملهم في حضورها ولو لمرة. ونحن أهل جدة رغم الحضور المكثف للاثنينية ـ أزعم أننا مقصرون معها، سيما نحن معشر الأدباء أو المشتغلين بالأدب، فلا بد من أن يسأل كل منا نفسه عن عدد المرات التي حضر فيها الاثنينية خلال خمسة وعشرين عاماً هي عمرها حتى الآن ونسأل الله أن تبلغ المائة بل أن تتجاوزها. وهذا الرجل الذي بذل من ماله الملايين من الريالات ومن وقته آلاف الساعات ومن صحته وجهده وعرقه الكثير الكثير يستحق أن يكرّم أعظم التكريم عرفاناً له على تكريمه لمئات الشخصيات خلال ربع قرن من عمر الاثنينية.
وما يميز الاثنينية حقاً حيادتها التامة واستيعابها لكافة الأطياف وعدم تحيزها لتوجه فكري أو أيديولوجي معين، مع وجود معايير دقيقة وواضحة لتوجهها والتزامها بتكريم المثقفين الملتزمين فنياً أو المفكرين المعتدلين دون تدخل مباشر من مؤسسها في التفاصيل وهو يردد دائماً أن ليس له فيها إلا مقعده الذي يجلس عليه. وقد اتجه مؤخراً إلى اختيار راعٍ لكل أمسية من أمسيات الاثنينية يتولى إدارتها وتقديم ضيفها المكرم ولا تكون للمؤسس الخوجه إلا كلمة قصيرة، ولطالما شنّف سمعي لها بفصاحته وبلاغته وضبط لغته، سيما وأني رقيب لغوي يقلقني اللحن ويؤرقني الغلط وتفرحني الفصاحة وتطربني إجادة اللغة.
ولا أعلم كيف يتصيد الأستاذ عبد المقصود هذه الشخصيات من داخل المملكة وخارجها بدقة متناهية وحسن اختيار عجيب وبراعة منقطعة النظير.
الاثنينية الأخيرة التي حضرتها وكانت ما قبل الأخيرة لهذا الموسم استضاف فيها شخصية وطنية غاية في الأهمية، الصديق والعالم والمفكر الشيخ حسن الصفار الذي لقيته في منتديات عدة وناقشته في موضوعات تترى بل واستضفته في برنامجي الإذاعي ضيف ومكتبة الذي أقدمه في إذاعة البرنامج الثاني منذ عشر سنوات تقريباً دون انقطاع ولله الحمد.
وكان الصفار في الاثنينية كما كان في سواها من المنتديات معتدلاً متوازناً نابذاً للتشدد والتطرف من قبل أصحاب جميع المذاهب الدينية داعياً إلى الوحدة واللحمة الوطنية الحقة، منفراً من الشتات والفرقة وقبل ذلك كله حليماً واسع الصدر متقبلاً لأي رأي مهما كان مخالفاً له. وكانت تلك الليلة فرصة سانحة لإجلاء الكثير من الأمور التي علقت بالأذهان بين أتباع المذهبين: السني والشيعي، فقد سئل عما يدور في الأذهان على الدوام من أن الشيعة يسبون كبار الصحابة كأبي بكر وعمر رضي الله عنهما وأكد أن كبار علماء الشيعة لا يقرون ذلك وكان يترضى عن الصحب الكرام في كل حديثه. كما أوضح أن ممارسات بعض الشيعة كإدماء الجسد في عاشوراء قد نهى عنه علماء الشيعة في المملكة بإجماع آرائهم، وذكر أن هذه الممارسات عارضة على الشيعة ولم يعرفوها إلا منذ مائة سنة مضت، مع تأكيده على مشروعية حزن الشيعة على موت أو مقتل الحسين رضي الله عنه في عاشوراء وجعل ذلك احتفالية دينية كبيرة تقرأ فيها السيرة وتلقى فيها الدروس، وأصل لذلك من السنة المطهرة وذكر أن إباحة زواج المتعة في المذهب الشيعي له أدلته عندهم وأحال إلى بعض كتب الصحاح في هذا الشأن.
وذكر أن الشيعة في المملكة اليوم يعيشون عهداً يتسم بالكثير من الانفتاح، وبات ممكناً لهم عرض أفكارهم ونشر كتبهم بكثير من الحرية.
أقول وبالله التوفيق أن استضافة الشيخ الصفار في الاثنينية خطوة موفقة وإننا بحاجة إلى استضافات مماثلة لعلماء سنة في مناطق القطيف والإحساء وسواهما لأن وحدتنا الوطنية ولحمتنا وتعايشنا تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله تمثل جميعاً المطلب الأول في عهد الخير والنماء عهد عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :594  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 74 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج