شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مشارق
دارة الخوجه.. فكر وإبداع (1)
بقلم: معيض البخيتان
ـ 1 ـ
في البدء أحب أن أعظ نفسي وأذكر إخواني بالأثر الخالد ((وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردّوها)) والشخصية التي توفي وتتخطى حواجز الجاهزية هي تلك التي تتوق إلى المثل الأعلى وتصبو دائماً وأبداً إلى مثل الإنسانية، ولا أعتقد أن ذلك بعزيز على من عرف نفسه وعوَّدها على ما يثري الخير.. إن الناس لا يهمهم من يكون المرء وعلام يمتلك ولا كيف ينتقم ويبطش أو يستحوذ ويغالي بدراهمه وبنوكوته، عليهم من الذات الفاعلة عليهم من ذلك الذي يسعى إلى تثوير الأفعال الخلاقة عليهم من ذلك الذي يحسون بقربه من حياة الجميع.
والتكيّف مع هذه الأمور ليست بالمنى وليست من حياكة أصحاب التمثيل إنما قد تقول إنها هبة من الله زكتها التربية وذلك ما يعترضها مداومة الاستيعاب ومجالسة الشرفاء.. والشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه من أولئك الرجال الذين يعتد بوفائهم تجاه الوطن فكرياً وثقافياً. لقد عرفته من خلال اهتماماته التي ترفع الرأس ولم أتذكر أنني جلست معه وقابلته وجهاً لوجه اللَّهم إلا لمحة ضمن حضور أمسية شعرية كنت قد أحييتها بالاشتراك في نادي مكة الثقافي منذ سنوات فرطت.
لكنه كان متابعاً لما أكتبه ويسعدني بين الفينة والأخرى بالجهود الأدبية التي يتبنَّى طباعتها ونشرها للشعراء والكتّاب العرب ولا أقول من أبناء هذه البلاد.. ولعلّني قد شرفت بدعوته للتكريم مراراً وهو السري المفضال إلا أنني أعتذر لأسباب خاصة.
لقد أنعم الله على الشيخ الخوجه بالحلال وبالخلق السمح فلم يبخل ليس على شكل هبات ومظاهر ولكن على الطريقة التي تبقى وتلفت.. وأنا عندما أقول هذا القول لا أبغي به ثمناً ولا مقارضة وإنما أذكر بني جيلي بالرجال الذين يشرف التاريخ باحتوائهم ولا أعتقد أن هناك أعز ولا أخلد من المعرفة ومن المهتمين بها.. قد تكون هناك اهتمامات للأستاذ الخوجه لا أعرفها وكذاك أصدقاء وأصفياء لهم مناشط لا أعلمها، ولم لا فالحياة ميدانها أوسع من أن تقف عند هذه الحاجة دون غيرها لكن الذي يهمني بالدرجة الأولى هو ما وطن نفسه عليه وهو نشر المفيد وتكريم المفكرين والمبدعين ومحاولة تقريب وجهات النظر ومن ثم شحذ الأذهان بما يسعدها وفتحه بيته وصدره لثروة الوطن الحقيقية.
وفي هذا السياق أجدني ملزماً بتبيين فائدة مثل هكذا حوار بعيداً عن الرسميات وهيلمات النقل خصوصاً وأننا نسمع في هذا القرن ما يسمى بالحوار في عالمنا العربي بعد التسويق العولمي.. والذي لا أستبعد أن الكثير لم يستوعب اللعبة ولا يمكنه بالنظر إلى التراكم الأحادي وقديماً قيل إن مفادها المؤدلجات والمسيسات لا ترضي إلا فئة رؤيتها من خلال الباهت والرهيف أما الاقتناع وتلمس الخيط الموصل للقضايا الفكرية ومعالجتها ووضع الحلول لشائكها فحالة تتطلب وعياً متنامياً ولا أقول متكاملاً للتوجه، ولا أرى في المنظور ما يدعو إلى التفاؤل.. وهب أن هذا من باب الرأي الآخر لكن تعال معي أليس من المفترض أن نعوِّد أنفسنا على القبول بالحقيقة مهما كانت وإن نتوادع لنلتقي على أرضية واقعنا بأشيائه البسيطة وبأخلاقيات أهله الطيبين وبالتالي نجعل التفاهم هو القنطرة التي توصلنا إلى النتائج المرضية؟!
أياك أن تقول: كان زيد وكان معيط.. نعم كان في السلف زيد الخير وفي الطرف الآخر معيط بن معيط ولا أظنهم قد يلتقيان ولو على الصراط، دعني من هذا كله وابحث عن الطيبة ورجال الفضل وستجد أن الحوار والنقاش المثمر من أبجديات ثقافتك وليس هناك أمحق من الأنانية وغمط الآخر.. إن السوسة التي تنخر في الخشب لا تتوالد وتتكاثر إلا في مواطئ العفن ورطوبة المتروك.
ومن هنا يتراكم الهين ويخرج عن السيطرة، وأظن أن الحكماء والنطاسين قد وجدوا أن العقار الناجع لا يبعد كثيراً عن مكوّنات العلة!!
ومن الذي سيرافقك إذا لم تأخذه بالحسنى وتنزل إلى همه ونبش المنزوي من خفاياه.. لقد كثرت الندوات في الآونة الأخيرة وسمعنا عن الموظفين والمحسوبين على هذا الموسر أو تلك الشخصية يفتحون لهم صوالين لكي يمدح هذا أو ينبح ذاك وليس من تفسير سوى الإلهاء عن المعرفة الغاية.. لا يهم سيظل التورم لمدة.. أقول لمدة لا نعلمها فالنعمة ـ الطفرة ـ التي حظيت بها بلادنا أكلها البهرج وتمضمض بها الأشدق والأزرط وإلا كم من أرباب الأموال الذين بشموا ولا زالوا يمنون على وطنهم أو لم يصلوا إلى الفهم الذي يزكيهم ويرفع من الشأن المعنوي.
إن ندوة الأستاذ الخوجه كما حدثني عنها الكثيرون إحدى الواجهات الأمينة لثقافة هذه البلاد ولا أعتقد أنه يضاهيها أي تجمُّع ثقافي في أي مكان لأن الرجل أسسها على أن تكون ملتقى للكلمة الصادقة بغض النظر عما يحتِّمه البحث وأن تكون حوارياتها في صالح الوطن والمواطن الذي يعنيه هو الوطن العربي بنخبه وبفئاته وعلى هذا الأساس استضافت اثنينيته رموزاً من هنا وهناك من الأقطار العربية ومن مناطق البلاد على اختلاف ما دفعوه وما عرفوا بتحقيقه وإبداعه.. كما أن هذه الحواريات لا تنقصها الجرأة ولا تبتعد عن الرابط الحضاري الجامع.. ومن المبهج أن ما يطرح ويتناوله الحضور مفتوحاً على الواجهات الست وأظن أن من أشار عليه بتوثيق ما يدور كان موفقاً.. لقد بلغت عطاءات هذه الندوة حتى الآن ما يقارب العشرين مجلداً هذا عدا الدواوين الشعرية والسير التي لا تقلّ شاعرية وألقاً عن صهيل الفطرة وخطف الصورة الطيارة.. والأستاذ عبد المقصود واحد من أولئك الرجال الذين يمتلكون رصيداً وافراً من الصداقات والمعارف على امتداد المساحة العربية ولعلّه يحرص على تنامي هذه الخصيصة جداً فحيث ما حل يجد له أهلاً ومرحبين وممن من أصحاب المواهب والقدرات الفاعلة.. في الأردن وفي الشام وفي لبنان وفي مصر وفي المغرب العربي وفي كل شريحة تعي البيان وترتبط باللغة الخالدة.. كما أن له صداقات جمة في غير البلدان العربية بحكم رحلاته وأعماله ـ كما أسلفت ـ ومع ذلك فقد ثبت على ولائه وشرف محتده لم نره ـ يترزز ـ في القنوات كما يفعل المثرثرون أو يبحث عن الأضواء والهيلمات وكان بمقدوره لو أراد أن يطرح أو يداخل ولكنه أخلص للمفيد كأبيه وجعل اهتمامه بعيداً كل البعد عما يشين المسيرة.. وكلنا يعلم أو بالأحرى العقلاء ـ وما أندرهم في هذا الزمن ـ يدركون أن علم الحيل والتجسس والغيبة والخداع والنفاق أو خليها السياسة لأنه الماعون الجامع أو كما قال الأجداد فهي أم المفارقات وعش المماحكات وهزيم الجبن والخلاف والتي أصبحت شعلة الساعة ووقودها ما تدخلت في شيء إلا أفسدته اللَّهم إلا ما كان هدفاً عاماً وإفرازاً لتحوُّل مرحلي له أجندته ومقتضيات عبره.. إن جهود الرجل الثقافية الوطنية قد أملت عليّ هذا التذكر وأبت الأمانة إلا أن أشيد باهتماماته وكان لمجرد رؤية مطبوعات ندوته في مكتبتي بضخامتها وبما في تضاعيفها من التجارب أكثر من دافع لقول كلمة الحق.. والتاريخ الذي ربما نكون من حضوره قد يكون هو الموقظ والمحرك إذا كان ولا بد من التدبر.
ـ 2 ـ (2)
واثنينية الحجاز ـ دعني أقلها هكذا ـ بحكم نشأتها وترعرعها في مرفأ القبلة وعلى شاطئ الحرم المكي يلمحها المتنورون ببصائرهم إذ لا تذكر مدينة المدن جدة إلا ويتداعى إليك عبقها الذكروي وفي الواجهة المعاصرة ندوة الخوجه التي تسأل عنها الجزائري أو اليمني فيجيبك على الفور وأعني بهذا من له ولع بتظاهرة الوفاء ومن النافلة أن أعيد ما قلته وهو أن الناس لا يحترمون حقيقة إلا ما كان يحمل في ذاته غاية التوجه العام.. ويكون هدفه نبيلاً لا يخضع للمحسوبيات ولا يتقيد بمنفعة أو حالة متوافقة مع هذا أو ذاك واعتقادي حتى الساعة أن صاحب الاثنينية وسكرتاريتها أو القائمون الفاعلون عليها قد حذقوا هذا الأمر وإلا كيف وصل صيتها والقبول بمشاريعها إلى هذا الحد، إن التاريخ الصادق هو ذاك السجل الذي لا يتغير بتغير الأحوال ومن ثم لا يقدر على طمسه أو تهميشه عابث أو مخرِّب مهما بلغ والعبرة بما وعيناه عبر الأجيال، لقد توارثنا إذكاراً حافلة لا تزال خالدة إلى يوم الدين كـ (عكاظ وذو المجنة والشحر وحجر وعمان وحباشة وصنعاء وفي الإسلام سوق المربد) وغيرها من التداعيات ذات الزخم الممعن في الحياة.
قد يستغرب عبد المقصود هذا من رجل سبق ونقد أعمالاً بعينها قامت الدارة بتحقيقها ونشرها وصرفت عليها ما استطاعت وجندت بعضاً من الأسماء للمتابعة وإبراز بعض الملاحظات الحادة في ذات العمل كما قد يستغرب بعض متابعي كتاباتي التي قد تتسم أحياناً بالمقابلة الفظة وفي طليعتهم من هاتفني من الأحباب الذين تعوَّدوا صرف الإشادة كاملة لطرف دون غيره لهذا أقول: لقد كنت صادقاً في الأولى ومنصفاً في الثانية وهذا لا يمنع أن تكون مراجعتي فيما بعد إذا حصل وجهلت أمراً من الأمور على شبات قلمي.. فأنا لست مرتبطاً بفئة أو بشخص أو بأسرة دون غيرها.. ومن المبهج أن المثقفين الصادقين ممن نعتز بنتاجهم في الوطن العربي لم يلتزموا إلا بالمصداقية ولهذا بعدوا ما استطاعوا عن أضابير من باعوا ذممهم والذين يصنعون التآليف لحاجات النفاق والمظاهر ذات الريع العاجل ومهما يكن فلكل طيوره أو فضاءات حظائره!!
إن القارئ وهو الرصيد المهم قد شب عن الطوق وما عاد ينطلي عليه ما كان يحسبه مشروعاً لهبنقه دون غيره أو الذين يتواصلون بتشويه وبتر وابتزاز مؤلفات الموتى.. صدقوني إن بعض الكتّاب يمتهنون الغباء ويمارسون بواسطة عقدة الإقصاء ظناً منهم أن هذا السبيل هو الموصل ولا غيره وقد يكون ولكنه في النهاية إلى حيثما حطت رحلها أم قشعم.. فالحاضر يا سادة لم يعد ملكاً لكويتب يكرر نفسه ويمارس الاستغفال ويصر على تغيير عناوين مقالاته وإعادتها أو ذلك المسكين الذي ينسخ ويؤطر أسماء الكتب وفي نهاية المطاف تجد أنه أحد الحرامية الذين يغيرون على جهود خلق الله.. خلاص لقد جاء هذا القرن ليؤكد للإنسان وهج الحياة ولمن خلقت ولا أستبعد مع المراجعة أن تكون الاكتشافات المقبلة خاصة بالذات الإنسانية، أعني بها ولها ومن ثم التواضع على حقوقها وأن يكون التاريخ عاماً بالإنسان على هذا الكوكب يكتب ويدرس على أساس وحدة هذا الجنس ومن ثم حقه في الوجود أمناً ومعاشاً وبالتالي تضمحل النوازع والاحتكارية وتصنيف البشر والتحكم بمصائرهم، وإذا حصل ونزلت فاجعة أو حالة شاذة في أقصى الدنيا كان تأثيرها جماعياً وعرف الكل عن مسبباتها ولماذا وكيف. وليس بمستغرب أن يتلاشى القهر والمخاتلة والكذابون الذين يمتهنون الغش، ويتواصلون بالطرق الملتوية ويتحايلون على طيبة هذا وسذاجة أو غفلة ذاك. الأمر الذي يفتح للرصد شرف مهنته وشرعية انتمائه..
والإضافات الصادقة أو خلها الشواهد الحية ليست بمباركة وتطويع المادة وإنما قد تكون المادة تبعاً لها وشارة على دفعها.
ولعلّني أتساءل فأقول هل نعي جيداً أن التاريخ هو المعرفة العامة بكل ابتكاراتها وفئاتها وبتجسيد قرائح مبدعيها وبالناس الذين يدفعون ويؤلفون من أجل المصداقية وشمولية المفهوم هذا ما استقر في الذهن ودرجت عليه مسيرة البشر هكذا أظن بيد أن البعض ما زال يعتقد أن التاريخ هو سيرة فرد أو جماعة أو فئة لا تعدوها حتى ولو كان هناك مهندسو بناء عمالقة وشعراء زمان ومفكرون منتجون ورجال بر محسنون وإداريون وقادة لهم خططهم ولمساتهم المتقدمة.. لا هناك فرق بين المذكرات والسير أو مات فلان وقتل زعطان.. التاريخ مسيرة أمة وإنجازات تتعامد وتتعاضد تحس من خلال بلورتها أن هدفها سامٍ كل يدفع على قدر استطاعته وتطمئن إلى ما تضمنته من المعالجات ومن هنا نخلص إلى إضاءات بعض المحافل وحتمية الأخذ الذي من أجله نقول هذا في صالح الجميع وهذا ولد ولادة لا يختلف أحد على فلاح بشارتها كندوة الأستاذ عبد العزيز الرفاعي أو ندوة الأستاذ عبد المقصود خوجه.. فيا ندوة الندوات زيدينا من النبع الصافي وازحمي بريك عروق الجفاف وعلمي الأدعياء كيف يكون العطاء أنموذجاً يحتذى ومنهجاً للخير وبالخير.. وأنت يا صاحب الندوة لا تقل إن هذا الشاعر أو الكاتب الصحفي يظن مكافأة أو يتحرى مقارضة لقد حاكيت المسألة من وجهة النظر لكي يقرأ كلامي باللغة المبينة من عميت عليهم هذه اللغة ومن يتصاممون عن نداء المخلصين لأوطانهم أو أولئك المرقلين الهاربين مع السكك المفضية إلى الضياع والحقد.. أنا سأقول هذه المرة.. أقولها أم أسكت.. لا.. سأقولها: لقد كابدت من العقوق والنكران ما لا يعلمه إلا الله، غنيت لهذه الأرض ما يشهد به الشعر الأصيل وكتبت بآلية المحايد ما أراه ـ حتى الآن ـ أوفق ما قدرت عليه وتمكنت من استيعاب مصدريته وجادلت بالموضوعية وبحميمية التطلع ما عرفني به المتابع ولم أتأسف على شيء سوى على ما ذكرت به أفراداً من أهل الحرف ـ تجاوزاً ـ بخلوا حتى بالكلام أو أنهم رأوا أنفسهم أقل مما قيل عنهم ومع أنهم لووا رؤوسهم واستغشوا ثيابهم فقد بقيت الحياة كما عهدناها كتاباً مفتوحاً يقرؤها المبصرون ويجفل مع هزيمها من يجفل مع الأكتع والأبصع ولا أظن أنني الوحيد في هذا الجانب.. ومن يرد علي ويبين لي خطأي، لا علي فقد وصل بي المشوار إلى القنطرة التي تحسب لي فأنا من أولئك الذين يزيدهم الانتقاد ثباتاً والمواجهة تصحيحاً أو هكذا تعلمنا من مواقف الكبار.
قلت فيما سلف إن ندوة الخوجه ليست على طريقة غيرها لا ترتيباً ولا عطاء ولا حرية وحفولاً بالوافدين إليها ولم يكن في نية صاحبها أن تكون على هيئة المتمظهرين الذين يتصدرون صوالينهم ليقاطعوا هذا أو يبتزون ويلحسون رؤية ذاك وكل هذه المفارقات قد بلوناها عند هيان بن بيان وخصوصاً خداج المتقاعدين وتمعلم أهل الصلات الذين يجلسون في الناصية ويوزعون ما وصلوا إليه لا ما وصل إليه المدعو أو الذين يجعلونها يتيمة دهرهم لا همَّ لهم إلا إنشاد منظماتهم التي قالوها العام وهذه السنة وقبل وبعد يبادر بها خوفاً على جعل التسوُّل وخرفشة اللهف.
لقد أبرزت ندوة الخوجه أعمال الشاعر الكبير إبراهيم الغزاوي إبرازاً يليق بالشعر ذا الأصالة والمناط المكين.. كما قدمت مجموعة الشاعر والسياسي والكاتب الناقد أحمد بن محمد الشامي شاعر اليمن وصوتها المجلجل ومنحت نتاجه رونقاً لم يحظ به في بلده وإن كان محسوباً على الجزيرة العربية والمؤمنين بعربية البيان المعجز وكذلك ديوان الفقيه والمحامي المصقع مصطفى الزرقاء وهو العربي الذي ظل حفياً بهذا التراب وأصالة أهله حتى ودع الحياة راضياً بهذه العشرة، وعلى هذه الوتيرة مجموعة الشاعر المهجري الكبير زكي قنصل وهي تعد من الروافد المهاجرة الآيبة حفاظاً واحتكاكاً بثقافة الآخر. وكذلك خلاصة شاعرية الدكتور خالد محيي الدين البرادعي.. ولا ننسى الرؤية العميقة للناقد العملاق بدوي طبانه رحمه الله وقد عرفته جيداً وتتلمذت على كتبه ولعلّني قد استكتبته لعدة سنوات في الملحق الأدبي الذي كنت أشرف عليه ولما له من مكانة خاصة عندي فقد زرته واستزرته مراراً وتكراراً.. كذلك القفشات اللافتة للأستاذ خالد القشطيني ((خواتيم الشعراء))..
أما عن أعمال أدباء بلادنا وفي طليعتهم كما ذكرت الغزاوي والرائد العلم محمد حسن فقي والشاعر عبد الله بلخير والأستاذ الكبير عبد العزيز الرفاعي ذاك الفقيد الذي لا يعوّض أدباً وعلماً وكرماً وتواضعاً، وديواناً لا أظنه كل شعره للأستاذ فاروق بنجر وفي النهاية كتاب (الغربال) الذي تابعه وأبرزه الأستاذ حسين الغريبي وهو يعد بمثابة إرهاصات واضحة لبداية التنوير ومن ثم النهضة الأدبية في الحجاز وهو من أعمال الأستاذ الأديب والصحفي اللامع محمد سعيد عبد المقصود خوجه وكذلك الأعمال الكاملة التي تلت هذا المؤلف وهو مؤلف يستحق المتابعة والعرض لوحده. أرجو أن أتمكّن فيما بعد من متابعته هذا ما اطلعت عليه عدا مجلدات الأمسيات العشرين كما أوضحت في مطلع هذه العجالة ولعلّ في مخلاة الصائد ما لم أطلَّع عليه أو لم يصلني.. فحيا الله الوفاء الذي لا يشوبه دغل ولا يكدر دلاءه أي ماتح كان.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :521  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 58 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[حياته وآثاره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج