شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الاثنينية)).. العلامة الثقافية الفارقة لمدينة جدة (1)
بقلم: محمد باوزير
في مطلع القرن الثالث عشر الهجري كانت مدينة جدة قبلة للوافدين من كل بلاد العالم فيؤمها الرحالة ويزورها العلماء ويرتادها الأدباء والشعراء من بلاد العرب كافة إلى جانب حملات الحج التي تضم مئات الحجاج القاصدين البيت الحرام إحرازاً وإتماماً للركن الخامس وطمعاً في ثواب الله ورحمته، كل تلك الوفود التي كانت تفد إلى جدة كانوا يعرجون إلى أحد أعلام هذه المدينة والمبرزين فيها وهو فضيلة الشيخ محمد حسين نصيف رحمه الله والشهير بـ (أفندي نصيف) الذي كان منزله منتدى للعلماء والمفكرين يتجاذبون كثيراً من قضايا الأمة في الدين واللغة والأدب والسياسة وبالتالي نال هذا العالم شهرة واسعة طبقت الآفاق حتى خرجت هذه المقولة الشهيرة وهي: (من زار جدة ولم يزر أفندي نصيف فكأنه لم يزر جدة).
تذكرت هذه المقولة وأنا أرى هذه الحشود التي ترتاد بانتظام (اثنينية) الشيخ عبد المقصود خوجه والتي أكملت ربيعها العشرين فأضحت علامة مضيئة بالثقافة ومنارة للفكر والأدب عرفت به مدينة جدة وكل من زارها فبمرور عقدين كاملين لمنتدى (الاثنينية) ترسّخ هذا الاسم في ميادين الأدب والثقافة والفكر والفن على مدى الساحة العربية والإسلامية.
انبثقت فكرة (الاثنينية) من الدور الذي كان يقوم به الشيخ الأديب محمد سعيد ابن عبد المقصود خوجه ـ رحمه الله ـ حيث كان يلتقي في الصباح مع نخبة من كتّاب وشعراء وأدباء الوطن بمكتبه بمكة المكرمة حين كان رئيس تحرير جريدة (أم القرى) وانتهت تلك اللقاءات الثقافية برحيل الشيخ الخوجه في ريعان شبابه وفتوة رجولته لتنطفئ تلك الصباحات المشرقة بالفكر والثقافة لكن الابن المتطلع إلى ازدهار الحركة الثقافية في بلاده ـ عبد المقصود بن محمد سعيد خوجه ـ بقي مهجوساً بإحياء صباحات والده الثقافية حتى استقر به المقام في مدينة جدة حيث ازدهار الثقافة والأدب والصحافة وبروز أجيال متعددة من رموز هذه الفنون فتدفق الحب الذي لم يمت والعشق الأدبي الذي لم ينطو فكان أول لقاء لـ (الاثنينية) في المحرم من عام 1403هـ في داره وذلك بغرض تكريم الرعيل الأول من أدباء وشعراء المملكة الذين قامت على عاتقهم النهضة الثقافية والأدبية التي شهدتها البلاد.
ولكن سرعان ما توسعت (دائرة الاثنينية) لتشمل كوكبة من المبدعين في مختلف العطاء الإنساني فكرمت الأمير سلطان بن سلمان باعتباره أول رائد فضاء عربي مسلم يخترق أجواز الفضاء ويرفع اسم المملكة خارج الغلاف الجوي كما كرمت الفنان القدير العميد طارق عبد الحكيم بمناسبة انتخابه رئيساً للمجمع الموسيقي العربي ويتواصل التكريم ليصل إلى معالي الدكتور ناصر السلوم وزير المواصلات الأسبق بمناسبة حصوله على جائزة الطرق العالمية كذلك كرمت (الاثنينية) العالمين الدكتور مصطفى معمر والدكتور إبراهيم عالم لارتيادهما مجاهل القطب الشمالي وشمل التكريم أيضاً الأمير محمد الفيصل آل سعود لدوره المميز في المصارف الإسلامية.
لكن السؤال الذي يدور في خلد كل وافد ومتابع لها هو كيف يتم هذا الاحتفاء بفرسان (الاثنينية) حتى تصل الشخصية المكرّمة إلى جمهور (الاثنينية)؟ مع مطلع شهري سبتمبر وأكتوبر تكون سكرتارية (الاثنينية)والتي يعمل رجال مخلصون عرفوا بثقافتهم العالية وعلاقتهم الواسعة مع النخب الثقافية وعملهم الدؤوب في خدمة هذا المنتدى أقول تكون هذه السكرتارية قد أعدت قائمة بأسماء الأساتذة الذين سيتم التشرف بتكريمهم ويتم الاتصال بهم كتابة أو مهاتفة لتنسيق الموعد المناسب شرط أن يكون ضيف (الاثنينية) ذا مكانة علمية وأدبية معروفة تستحق التكريم وله مشاركاته البارزة في مجاله الإبداعي ومن ثم تذكر السكرتارية روَّادها الأفاضل من الأدباء والعلماء والمثقفين عبر الهاتف والفاكس بموعد بدء النشاط الثقافي والفكري وهم من صفوة المجتمع ومن شرائح نخبوية متعددة فيلتقون جميعاً في جوٍّ ودِّي بهيج بدارة الشيخ عبد المقصود خوجه للاحتفاء بفارس (الاثنينية)وفي تمام الساعة التاسعة مساء يتحلق الجمع الكريم حول وأمام ضيف (الاثنينية) بعد أن يستمعوا إلى آي من الذكر الحكيم وبعد هذه الآيات يتناول عريف الحفل ترجمة سيرة حياة الضيف وذلك لمزيد من التعرف والتوثيق ثم يلقي صاحب (الاثنينية) الشيخ عبد المقصود خوجه كلمة مرحباً بالضيف وملقياً الضوء على جوانب من إبداعه ونشاطاته العلمية والفكرية والأدبية التي جعلته يحظى بتكريم (الاثنينية) ويلي ذلك جملة من كلمات المتحدثين ممن لهم علاقة وثيقة وحميمة بالضيف ويعرفون الكثير عنه فيبرزونها أمام الحضور ويسردون أطرافاً من ذكرياتهم معه بعد ذلك يأتي دور ضيف (الاثنينية) وفارسها ليبحر مع الجمهور في الحديث عن ذكرياته وتجاربه وخبراته وأهم أعماله ثم يلتقي الضيف مع جمهوره في حوار تطرح فيه الأسئلة وهو يجيب عن كل ما يطرح عليه من استفسارات وأسئلة وبعد الانتهاء من الحفل تُختتم (الاثنينية) بتقديم الشيخ عبد المقصود خوجه لوحة تذكارية تحمل عبارة (الحمد لله رب العالمين) مطرزة بخيوط الذهب على قماش صوفي أسود وفق النموذج الموجود على ستار الكعبة المشرفة ويكتب عليها اسم المحتفى به وتاريخ الحفل كما ترسل له بعد ذلك أشرطة الفيديو والصور الفوتوغرافية التي ظهر فيها خلال الحفل.
كما ارتأت (الاثنينية) جمع فعالياتها وطبعها بشكل أنيق ورصد كل جوانب الاحتفالات التي أقامتها منذ بداياتها فأصدرت عشرين جزءاً حملت الكلمات والقصائد والأسئلة والمداخلات التي أقيمت بـ (الاثنينية) مذيَّلة بصور المكرمين والحضور. ولـ (الاثنينية) دور كبير وفضل عظيم في تبنّي ونشر إبداعات الأدباء والشعراء والنقّاد والذين عزفوا عن النشر لظروف متعددة فحاول الشيخ الخوجه إخراج هذه الكنوز الثقافية في طبعات أنيقة ذات ورق صقيل وتوزيعها مجاناً على شكل إهداءات على روّاد (الاثنينية) من الأدباء والمثقفين والصحفيين بعد أن أطلق عليها (كتاب الاثنينية) وقد صدر منها خمسة وعشرون عنواناً في الشعر والنقد والسير والأدب والتاريخ، وقد أقامت (الاثنينية) لها موقعاً بارزاً على الشبكة العنكبوتية على العنوان: www.alithnainya.com
ليكون مرجعاً لروّاد (الاثنينية) وللباحثين عن أعمالها ومنجزاتها المتميزة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :404  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 57 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج