شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ظلال (1)
بقلم: عبد اللَّه الجفري
الرسائل التي يتفضّل أصدقاء ومحبون بتخصيصها لي، تضيء بأفكارهم وآرائهم ومداخلاتهم.. لا بد أنها تضيف روافد هامة إلى الطرح الذي أكتبه، وإلى الفكرة التي أنسجها.. بالإضافة إلى كل هذا المشاعر الصادقة التي تتبلور غيثاً يرشُّ حقول كلماتي: بهاءً، وحياة، وانتعاشاً!!
* * *
ـ وفي أمسية من طلائع ليل الثالث والعشرين من ((فبراير/شباط)): وجدت في مجموعة ما يحفل به ((إيميلي)) رسالة لها إضاءات الحوار الثري، كتبها إلي الابن الحبيب/حسين علي شبكشي، الذي أقتحم مجال الكتابة الاقتصادية باقتدار، وحرص على مكاسب معرفية يدعم بها آراءه التي يطرحها.. فكتب لي معقباً على مقال نشرته ـ هنا ـ عن المستشرقة التي رحلت مؤخراً/آن ماري شيمل، فقال:
ـ حفظك الله منهلاً نستنير بضيائه علماً وأدباً/طالعت بمزيد من الإعجاب: مقالكم في جريدة (البلاد) عن السيدة/آن ماري شيمل رحمها الله، ويسرني أن أزودكم بالمعلومات التالية عنها:
ـ السيدة/آن ماري شيمل من المرجح مسلمة، مالكية المذهب، ونقشبندية الطريقة.. وقد كانت بالبحرين قريباً تحاضر في رمضان قبل الفائت بمؤسسة ((بيت القرآن)) عن سيدات الإسلام، وألقت محاضرة عن ((السيدة خديجة)) وعن ((السيدة فاطمة الزهراء)) رضي الله عنهما، من النادر أن يسمع مثيل لها.. كما أن السيدة الراحلة قد كتبت ما هو في رأيي أجمل ما كُتب في وصف علاقة المسلمين بحبيبهم المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم، واسم الكتاب: (ومحمد رسوله)، هذا بالإضافة إلى كتبها الأخرى عن الإسلام ورجاله الصالحين.
وقد زارت ((آن ماري شيمل)) الرياض منذ عام، لكنها كانت زيارة أشبه بالسرية، دُعِي إلى محاضرتها عدد محدود ولم تحظ بالتغطية الإعلامية اللائقة بمكانة وعلم هذه السيدة الراحلة.
هذه بعض المعلومات أحببت مشاركتكم فيها، وكم أتمنى من ((مؤسسة الملك فيصل)) أن تقوم بتقديرها بصورة استثنائية بالنظر إلى ما قدَّمته من أعمال هامة في خدمة الإسلام.
* * *
ـ وفي بواكير صباح الخامس والعشرين من ((ذي الحجة)): نفحني برشَّة من عطر كلماته التي يفضل بها دائماً عليَّ: الصديق الكبير في حفاوته واحتضانه لفرسان وغرسان (الكلمة) الهادفة، والمعرفة، والمبدعة/الوجيه (( عبد المقصود خوجه ))، الذي ضمَّختْني كلمات رسالته هذه الـ (Live) على الحياة، لا على الهواء، ومهما كتبت، فلن أرقى إلى سُقْيا صدقه للروح ولقيمة الإنسان.. فكتب:
ـ ((أبا زين))/يا زين الأدب، والثقافة، والفكر: كعهدي بك ذلك السهل الممتنع.. تضع الكلمة في مكانها بدقة متناهية، مثل أي ((جواهري)) حريص على إتقان صنعته.. وفي الكلمات كنوز، لكنها للترصيع وليست بيعاً وشراء!!
ثم زدتني وجداً بهذا التعريف النبيل الذي وصفت به نفسك في صحيفة ((اليوم ـ العدد 10842 وتاريخ 19/12/1423هـ الموافق 20/2/2003م)) (غارس ورد في تربة حزن الكلمات التي صارت تعاشرنا إلى درجة النرجسية.. إنسان أنا.. يحاول أن يتَّقي عصراً، أدواته ومنطقه: القنبلة، والرصاصة، والديناميت، والشفرة، والسكين.. ويواجه ذلك كله بدروع من: الثبات على (المبدأ) في رهق العضِّ عليه، والعشق للانتماء، وصدق الكلمة، ووجدان الإنسان، و.. خفقة القلب، حتى وإن أعطبه تلاحق الأمواج عليه)!!
ليسلم قلبك أيها المفتون بحب ((الكلمة)) في أسمى معانيها.. فقد وشْوَشَتْك وبادلتك وداً بانسياقها لقيادتك بكل سلاسة ويسر وسهولة.. تتحكم في فضاءاتها بما شئت وكيف شئت.. فهنيئاً لنا بك، وهنيئاً لك بسحر البيان.
أما شهادتك حول (( الاثنينية )) فهي مفخرة تعتز بها. وتتويج لجهودها وجهادها الذي ما كان ليصل إلى ما وصل إليه لولا مساهماتك المقدَّرة في مسيرتها الطويلة.. فلك الشكر على ما أفضلت به، ولك الشكر على توشيحها قلادة حب تتوه بها بين رصيفاتها.
أطيب أمنياتي لك بموفور الصحة والعافية والسعادة.. وخالص التبريكات بمناسبة قرب ذكرى هجرة جدك المصطفى صلى الله عليه وسلم. وعدت لإحياء تلك الذكرى سنين عديدة وأنت ومن تُحب على ما تحب وأحب لكم.
* * *
ـ آخر الكلام:
ـ من الفلسفة الفرنسية:
ـ ((إذا أُعطيت الصداقة لمن ينشد حباً.. فكأنك أعطيت الماء لمن يموت عطشاً))!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :378  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 54 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.