شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ظلال (1)
بقلم: عبد اللَّه الجفري
ـ ذات صباح.. توقفت عند عبارة كتبها ((جبرا إبراهيم جبرا)) في مطلع التسعينات، وتساءل فيها: ((ما فائدة أمة وصل تعدادها إلى (250) مليون نسمة، إذا كانت ستتحول إلى حقل تفريخ لبشر لا يكاد همهم الأول والأخير يتخطى إدراك لقمة العيش، إن هم أدركوها، لمجرد أن يبقوا على قيد الحياة))؟!!
لماذا ـ إذن ـ حلُمْنا، وكتبنا، وألّفنا طوال خمسين سنة من زمن لعين؟!!
ولعلّ ((المبدع)) ما زال يقول: آ هـ، ليس حصراً في إدراك لقمة العيش، ولكن.. البقاء على قيد الحياة/الكريمة، لا المذلة ولا المهينة.. ولا البقاء في الظل تتخطاه البغال والحمير وربما ((الركشا)) في الهند، وهو ما زال: مكانك راوح!!
وإذن.. فالمبدع العربي: يفقد دورته الزمكانية، ولكنه يتشبث بأزمته حتى الموعد!!
ولم أكن أشير في ما كتبته عن صديقي ورفيق مشوار العمر، الشاعر المكي/محمد إسماعيل جوهرجي، إلى افتقاده لدورته الزمكانية، بقدر ما بهرني فيه: تشبثه بأزمته التي شكلت أبعاد أزمة جيله من المبدعين ومن الأشجار المثمرة التي رماها نقاد ((الحداثة)) لدينا بالأحجار، ومنعوا عنها السقيا في مواقعهم التي استلبوها على صفحات الجرائد، فلا يضيئون إلا زواياهم، ولا يسلطون الضوء إلا على (شُلَّتهم)!!
وها هو الوجيه/عبد المقصود خوجه، صاحب (اثنينية) التكريم للمبدعين، مؤكداً على توجيه عظيم: ((لا تبخسوا الناس أشياءهم)).. يكتب لي مجدداً دعوته لتكريم وطبع وإصدار المجموعة الكاملة للشاعر المكي/محمد إسماعيل جوهرجي، مؤكداً على ما اتخذه على عاتقه: واجباً وطنياً نحو مبدعي وعلماء وطنه.. وفي هذا التوجه الأصيل منه: إنما يحمل (( عبد المقصود خوجه )) مشعل التنوير، ويضيف شمعة إلى إضاءة دروب الثقافة والمعرفة/تاريخاً ناصعاً يحسب له في هكذا زمن يتكفكف فيه (المبدعون)، والتنويريُّون:
* * *
ـ سعادة الأخ الكريم الأستاذ/السيد عبد الله الجفري ـ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يبقى النقاء والصفاء غيمة عطر تتغلغل في أدق تفاصيل تناولكم لكثير من القضايا، وليس ذلك بمستغرب على من يستمد هداه من مشكاة النبوة، فهو من العترة الطاهرة، وله نور من البصيرة يأتلق نافذاً إلى كل ما حوله ومَنْ حوله.
ومن بهاء هذا النور طرَّزتم مقالكم الرائع في أخيرة ((البلاد)) بعددها رقم 16854 وتاريخ 26/8/1423هـ الموافق 1/11/2002م، لتأتي الانطلاقة المباركة التي أضأتم شمعتها لبدء مشوار طباعة الأعمال الكاملة لشاعرنا المكي الكبير/محمد إسماعيل جوهرجي!!
ثم انبعث صوتكم مرة أخرى عميقاً، قادراً على إيصال رسالته بأقل الكلمات، في عدد ((البلاد)) رقم 16863 وتاريخ 5/9/1423هـ الموافق 10/11/2002م، لترسموا إطاراً ذهبياً مرصعاً بالأحجار الكريمة التي يستحقها عن جدارة حفل تكريم ((الجوهرجي)).. جوهرجي الكلمة المموسقة، ومبدع التعامل معها (خليلياً وتفعيلياً).. فمادة (الكلمة) في يده يشكلها كيف يشاء، لتشع ربيعاً بين جنبات المحبين، ودفئاً يرسم لوحة الإخاء، ويعزف لحن الوفاء، مرتقياً به نحو عنان السماء.
لقد كان أستاذنا ((الجوهرجي)) دائماً في الخاطر والبال، وقد أسعدتموني بتحريك آليات النشر لإماطة اللثام عن عطائه الغزير.
وكم يسعدني أن يأتي ذلك متلازماً مع الاحتفاء بمكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2004م.. بالإضافة إلى ذلك سوف تحتفي به (( الاثنينية )) إن شاء الله خلال موسمها الحالي، بعد التشاور معه بشأن الموعد الذي يلائم أوقاته وبرنامج لقاءاتنا.
راجياً المولى عز وجل أن يوفقنا لما يحب ويرضى، ويجعله عملاً متقبلاً خالصاً لوجهه الكريم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.. وتبقى يا سيدنا.. سيدنا.
ـ آخر الكلام:
ـ ((حتى في الأدب..
ما أحوجنا إلى التوسُّع الرأسي، قبل أن نفكر في التوسع الأفقي))!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :349  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 51 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.