شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
استراحة الأيام
((الاثنينية)) تحتفي وتنشر أعمال
محمد إسماعيل جوهرجي (1)
بقلم: عبد الله الجفري
ـ لوحة بالكلمات.. يرسمها عبد المقصود خوجه
ـ لم يفاجئني الصديق الأستاذ/عبد المقصود خوجه بتعاطفه مع قضايا (المبدعين) من شعراء، وروائيين، وقصاصين، وكتَّاباً في مجالات تخصصاتهم وعلومهم.. فهو منذ أن أشرع (اثنينيته) ـ منتداه الأدبي الأسبوعي ـ والأدب: التفاتته، والكتّاب: أصدقاؤه، والكتاب محور كل هذا التدفق منه/نشاطاً، ومطبوعات متلاحقة.
ومن أبعاد رؤيته، للواقع الثقافي.. يحدثنا ((أبو محمد سعيد)) عن ما يطلق عليها: (الصفحة البيضاء) التي تسطع بصدق الكلم، وتتفوق حتى على محاولات وأد (الكلمة) الأكثر صدقاً وانتماء إلى هموم الإنسان وشجونه، وانتصاراً لقيمه ومبادئه.
وحتى ((الوقفات)) الصغيرة، مما قد يعكر صفاء نفس المبدع.. تجد (( عبد المقصود خوجه )): يهتم بها.. فقد لاحظ أن ((مخبراً)) لصحيفة منتشرة نشر خبراً عن (( الاثنينية )) التي كرمت واحداً من أنبل الصحافيين في بلادنا هو الأستاذ/خالد مالك، وذكر الذين تحدثوا في تلك الأمسية لكنه (أسقط) اسمي عنوة/متحدثاً عن شخصية الضيف المكرم، فبادر يكتب لي قائلاً:
ـ في مثل هذه المواقف.. تجري على ألسنتنا عبارة ((الزمان السيئ))، ونعلم يقيناً أن الزمان براء، ولكننا ابتلينا باختلال مريع اختلطت بموجبه ألوان الطيف، فأدت إلى تشويه كثير من الطيبات، واغتالت حلاوة جوانب مهمة من القيم، والمفاهيم، والمبادئ والأخلاق، واستحكمت على أحلامنا مثل هذه الكوابيس.. إنه زمن (الفراغ العريض)، ذلك الذي تكرهه الطبيعة، فكان لا بد أن يمتلئ بأي (شيء)، وقد كان.. ولله في خلقه شؤون!!
لك الله.. فهذا غيض من فيض يا (أبو زين).. حلمك، حبك، قلبك الطيب، يجعلني أقول لك: صبراً جميلاً والله المستعان.
دائماً عندما أقرأ نفسكم في مقالاتكم أحس بلظى لهيب النار التي تتأجج في نفسكم احتراقاً على أمتكم وعلى قضاياها، وما من مجيب.. في زمن السوء والقحط. أراك بعيداً، ولكن تبقى النوايا والإحساس بها تبشر برسالة لم تمت طالما يخدمها سدنة من الرجال/الرجال والمبادئ أمثالكم.
* * *
ـ الشاعر اللغوي/محمد إسماعيل جوهرجي:
ـ ويذكرني الوجيه/عبد المقصود خوجه بما كتبته في عمودي اليومي عن معاناة الشاعر واللغوي المبدع في تخصصه/محمد إسماعيل جوهرجي، وإهمال النوادي الأدبية والمؤسسات الثقافية لعالِم مثله في اللغة والعروض، وإهمال كتبه التي أصدرها ولم يلتفت إليها أحد رغم أهمية هذه الكتب لدارسي اللغة والعروض، وتبسيط شرحهما.. فيقول لي/أبو محمد سعيد:
ـ أحببت أن أضيف في هذه العجالة سعادتي بما ستشرّف به (( الاثنينية )) من نشر (الأعمال الكاملة) لأستاذنا الشاعر المكي الفحل/محمد إسماعيل جوهرجي بإذن الله، ضمن نتاجها الذي تُسهم به في فعاليات مكة المكرمة/عاصمة الثقافة الإسلامية 2004م.. كما يسعدني أن يكون أحد المكرمين المحتفى بهم في موسمها القادم بمشيئة الله.
ونحسب أن هذه ((الخطوة)) أو المبادرة من راعي (الاثنينية): تأتي تصحيحاً لجانب مما (ينتفخ) به الواقع الثقافي لدينا، وتكريم لعالِم لغوي ومتبحِّر في العروض والأوزان الشعرية وشاعر أصيل في تمسُّكه بالقصيدة الملتزمة.. وهي ـ أيضاً ـ التفاتة من صاحب التكريم إلى واحد من أبناء مكة المكرمة الذي تمسَّك بهويته، تمسُّكه بثوابت مضيئة في تاريخنا، وعلومنا.
* * *
ـ عبد المقصود/الشاعر:
وها هو (( عبد المقصود خوجه )) الأديب: تضيء كلماته الجميلة بذؤابات من شمعة الشعر.. إنه يكتب لي هذه ((الرؤى)) لوجدان إنسان يُصوِّر أبعاد الصدق في المحبة في عمق هذا (الزمان السيّئ) كما سماه.. وتصويره بالكلمات لدفء مشاعر إنسان: إنما يأتي كحبات مطر على أرض عطشى.
ولعلّ ((أبو محمد سعيد)) يذكّرني ببيت شعر صاغه شاعر النيل/حافظ إبراهيم. قال فيه:
ـ ولي في الهوى: شعران
شعر أذيعه
وآخر في طيّ الفؤاد: ستير!!
وربما يتنافى هذا ((التصوير)) مع صورة أخرى لشاعر قال: والصبُّ تفضحه عيونه))!!
ويحلو هذا ((التنادم)) عن الحب بيني وبين الصديق/عبد المقصود خوجه، وإن بخلت عليه هذه الأيام بلقاءات الحوار!
لكني وجدت أمامي هذه (اللوحة) التي رسمها بالكلمات: الأديب/عبد المقصود خوجه، وقد ذكّرتني بأغنية شهيرة (لفيروز) من شعر/سعيد عقل، وموسيقى/الأخوين رحباني، صدحت فيها بهذه الصورة الرائعة:
ـ وجعت صفصافة من حسنها
وعرى أغصانها الخَضر: سقام
تقف النجمة عن دورتها
عند ثغرين وينهار الظلام!!
هكذا كان ((حالي)) حين تلقيت رسالة ((أبو محمد سعيد)).. فملأتني كلماته: دفئاً وسلاماً، واشتعلت بين أضلعي شموع فرح يرتقي فوق ذاتية النفس إلى ذلك التجلي من روحانيات عظيمة تضيء بذكر ((النبي)) الحبيب المصطفى/صلى الله عليه وسلم، ثم إشراقات تُبشِّر بقرب حلول شهر رمضان المبارك، وذلك (الارتواء) من زمزم/الشفاء.
أما ((كلمات)) رسالتك يا أبا محمد سعيد.. فإنني ـ بكل ما أفرح به منها، وبكل ما أدَّعي من قدرة على صياغة كلمة شكر وعرفان.. لكنني أقف عاجزاً، ودامع العين.. من الفرح بالثبات على الصداقة التي تتجاوز كل ما يعكر صفو الصدق فيك وفيَّ.
ـ أيها المكيّ النقي: رشفتك الأولى لزمزم تغلغلت فيك حتى النخاع.. باركت فيك نقاوة في ذلك من النسل الشريف، منذ أن صلى عليه الله وملائكته والناس أجمعين.. تأصلت فيك وسمة الطيب ليكون باطنك كظاهرك/أبو زين.. عريس الزين، لا أتعدى على ذاك الطيب ـ الطيب الصالح ـ فأنت عريس كل صباح برشقة ريشة فنان يرسم لوحة حب، ويفتح أكمام أزاهير الياسمين.. نحلم معك لتأخذنا بعيداً، بعيداً.. ما سمعت فيروز قط إلا وتذكرت مع نقاوة صوتها نقاوتك، ومع صفاء أدائها صفاء نفسك الطيبة التي طيبتها فطابت لك، فتطيبت بها طيباً على طيب!!
أيها الطيب: تشكو الزمان السيِّئ.. فلنمش الدرب فهو قدرنا، ما لنا فيه خيار.. لمسة البلسم التي تجفف الجراح وهي تنزف.. إيماننا.. قد يثبت الاخضرار على صفوان، إذا قدر لنا بإذنه جنانها!!
أيها الرفيق الطيب: إيماني بك.. إيمان طريق لا بد أن نسلكه لنقطف ثماره.. أملأ دنياك فرحاً، فهذه قلة من كثرة.. تنثر بها أوراق ورودك التي تملأ كل ما حولك بعبق أريجها الفوّاح، ليصبح طاهراً نقياً، يملأ النفس روحاً وريحاناً.. إنه آت فلا تجزع، يدي بيدك.. فتسابيحنا تنبئ عنه، مهما كانت خطايانا، لأن الإيمان زرعة أنبتت أصلها ثابت في أعماقنا وفرعها معلّق في رحاب هذا الكون.. سبوح قدوس، رب الملائكة والروح.. سبحان خالق النور.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :521  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 50 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.