شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هوامش صحفيّة
هنا نلتقي (1) ..!!
بقلم: عبد الله الشيتي
ـ أشكر من أعماق القلب المدنف، الظامئ للقائكم ـ ههنا ـ في ((هوامش)) جزيرتنا، لقاء الأحباء، من بعد طول فراق، كنت في جدة عروس البحر الأحمر، لكنه في قلوب أبنائها أبيض الوفاء والعطاء والتدفق، ولا غرو أن نجد جدة ((معشوقة)) كثيرين من كبار القادة والمسؤولين، وملتقى الأدباء والشعراء والمفكرين والفنانين والصحافيين، امتداد تواصل وتواد، مع ((رياض)) المملكة، عاصمة تزهو، ومدينة تتسع وتمتد، وصرح من صروح العمارة والحضارة والتجارة والدبلوماسية. ومعبر لكل شرايين الحياة في مملكة الخير ترعاها أسرة الخير. وها أنذا ((أتهامش)). إن جاز التعبير ـ في الإعراب عن شوقي للقاء الأصدقاء القدامى، والزملاء الأعزاء، في رياض المحبة المخضوضرة، وقد حضرت هنا، من بعد انقطاع قسري، إثر الأحداث الأليمة الأخيرة في المنطقة، وقد حلت علينا كارثة غزو الكويت واحتلالها من ((الجار)) العراق الذي جار، فهل تراه يعجل بسحب قواته والإسهام في عودة الأمن والاستقرار إلى هذه المنطقة، ودفع المخاطر عنها، تلك المخاطر المحدقة بها نتيجة وقوع الغزو المباغت بلا أدنى تبرير، مهما كان ـ فإنني ما وجدت أحداً حتى الآن، أياً كانت جنسيته أو هويته، أو حتى ((ديانته))، أبدى أية قناعة، أو أي قبول، بمنطق الاحتلال العراقي للكويت، وهذا ما أجمع عليه العالم كله، والمجتمع الدولي بمؤسساته الشرعية، فإلى متى المكابرة والتحدي؟ وعلى حساب من؟ وشقاء من؟
وهذا الموضوع ـ المأساة، طوال أيام المؤتمر الكويتي الشعبي الكبير، كان على بساط البحث والمناقشة، في كل منتدى حضرته، أو ((سهرة))، دعيت إليها، أو دعوة صغيرة أو كبيرة شاركت فيها، فإن أحداً من الخليجيين بخاصة والعرب بعامة، والصحفيين الأجانب من شرق وغرب، لم يؤيد ولا واحد بالمائة مبدأ احتلال أراضي الغير بالقوة! وفرض الإرادة بالسلاح، وإنما هناك قانون دولي، ومحكمة دولية ووساطات عربية وإسلامية مستندة إلى قرارات مجلس الأمن. وقرارات القمة العربية ونداءات الضمير.
ـ لقد غشيت أمسيات أدبية ـ ثقافية ـ حوارات ماتعة، في اثنينية الصديق الكريم الأستاذ عبد المقصود خوجه، وثلاثية الأستاذ محمد سعيد الطيب راعي تهامة ووجباته ((الفكرية)).. وأطباقه الشهية.. وبعضها من آخر المطبوعات التهامية، وخميسية محامي العدل وحامل القلم الأستاذ محمد عمر العامودي، والتقيت الكثيرين، من ((الصحب)) القدامى.. يا زمان الوصل في جدة.. وصل أخاء ووفاء، وسهر وسمر وحوار.. ما كان حوار طرشان قط، بل حوار استيعاب وإلمام وسعة صدر الأحباب..
* * *
ـ وهذا الكورنيش الجميل بأكثر من ((صفة)) الجمال! الساحر المسحور جعلت منه رياضة مشي يومية في العشايا، وعند أقدام الشاطئ الساجي.. ولولا: ((رطوبة)) لا تفتأ تنتابني لنصبت خيمتي هناك وأقمت ما استطعت احتمال مخالفة البلدية، وتذكرت بلخير ابن المدينة الفاتنة، السلف والخلف، والتقيت الدكتور الفارسي على غداء ـ عند صديق الطرفين الأستاذ عبد المقصود خوجه ((مصاب بداء جميل غريب هذا الرجل، هو حب الناس)) ليت هذا الداء يستشري في البشرية جمعاء. لا غزو ولا احتلال.. لا طمع ولا جشع، لا أحقاد ولا بغضاء ولا بشاعة أو شناعة، لو سرى الحب بين الناس سريان النار في الهشيم. النار ستصبح نوراً، والهشيم خضرة وأزاهير. و ((الدنيا ربيع، والجو بديع، قفل على باقي المواضيع)). والرياض اشتاقها.. أسائل نفسي: بين المدينتين: عينك اليمنى. أم عينك اليسرى؟
ـ وأما المنطقة الشرقية ـ على نحو خاص ـ فقد طال المطال.. عشر سنوات.
ـ وما أنسى ((عرعر)) وأميرها وكرمها وخراف ((الطلي)) في ربوعها.. زرتها مرة، من أجمل زياراتي الصحفية.. وعسى أن تتكرر في مستقبل الأيام.
ـ والطائف، ((أم اللطائف))، كما كان يطلق عليها ابن بطوطة، وفيها حكومة الكويت الشرعية، إثبات وجود، على أن الكويت موجودة، في ظل جابرها وسعدها.
وجيزان، وكنت أول من شارك في احتفال ((السد)) العظيم هناك.. منذ سنين طويلة.
ـ وما تبقَّى من أجزاء المملكة وإماراتها ومناطقها كثير، في الجغرافيا والتزوار، وفي الذاكرة والوجدان.. هات لي وقتاً، وصحة وما بينهما من همة سفر، إن شاء الله، وخذي مني يا جريدة ((الجزيرة)) رحلة بطوطية حديثة، أفاء الله على هذه الديار، نعمة الخير والازدهار والاستقرار، في ظل قيادة فهدها وقيادتها جميعاً.
ـ كنت أستمع إلى أغنية من مسجل ((كاسيت)) سيارة أجرة، فإذا بالسائق يسارع إلى نقل المؤشر من رائعة أم كلثوم ((القلب يعشق كل جميل)) إلى محطة كانت تذيع أغنية هلفوتة لواحدة اسمها ((سيمون)) أو شيء من هذا القبيل.. وعذرته.. فقد كان ((هندي))!
* * *
ـ آخر نقطة حبر وعطر: هل تريد أن تشعر بأنك أغنى رجل في العالم، وأقوى؟ تسامح..
ـ وعلى المحبة والتسامح والود نلتقي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :419  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 47 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.