شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اثنينية عبد المقصود خوجه (1)
بقلم: أبو تراب الظاهري
قال أبو تراب:
ابتدع هذا الرجل الكريم الجِرِشّي، المُوقر الأضياف ـ ولا يُستغرب الكرم من مَعْدنه فهو ابنُ الكريم السبّاق إلى ارتياد المطالب العالية ـ هذه البدعَة الحسنة، التي تتوثق فيها علائق الناس بالناس، وتُتبادل تحايا الأدباء للأدباء، لِتَذِلَّ أعناق الناصبين لهم، وتتصل السلامة لِبَيْضَتِهم وقد سَلِمَ انهدامُها، وأكرمني أخي عبد المقصود خوجه، وكرّمني، وكلا الأكرام والتكريم مَجْلَبُ مضَاعفِ الشكر له، وإنْ كنت في هذه الأيام متقاعساً عن حضور اثنينيته لأمور تتعلّق بذاتي وليس للمجتمع بها التياث، وأُحِبُّ أن أذيل يوميّاتي هذه بما قلته في داره العامرة ليلة كرّم الشيخ الجليل العالم الفقيه المجاهد الداعية (سيد سابق) فأَمْتَع الحضور بحديثه وحواره، وكانت هذه الأبيَّاتُ وليدةَ تلك الحفلة: تحية له وللضيف الهميسع ولأنّها لم تنشر أردت أن أشرك القرّاء فيها:
أكرمْ بدارةِ (عبدِ مقصودٍ) غدتْ
مأوىً فسيحاً أَيَّما إفساحِ
تَزْهُو بِفَضْلٍ وهي أَنْضَرُ مجمَعٍ
ولرائدي الآداب آنَقُ ساحِ
ظَرُفَتْ بِمَنْ قد حَلَّ في أرجائها
ضيفاً ومَنْ قد كان ذا المفتاحِ
دارٌ لقد ضَمَّتْ بِرَحْبِ جَنابِها
عِلْماً وأخلاقاً وكلَّ سَماحِ
سَعِدَتْ بها رُوحِي أويقاتاً مَضَتْ
بين الأحِبَّةِ كارتشافِ الرَّاحِ
فكأنّ حَلْقَتَهم إذا جلسوا معاً
نَظْمَ اللآلئ في جميل وِشاحِ
نتجَاذبُ الأسمارَ فيها سلوةً
أشْهَى من الأعناب والتفّاحِ
فنسيتُ هَمًّا بات يخنق عَبْرتي
مُذْ طاب أنسٌ من ذُرى الأفراح
ولقد نُقَضّي ساعةً معسولةً
يا ليتها تمتدّ للإِصباحِ
للَّه دَرُّك ((سيداً)) من ((سابقٍ))
عَبُقتْ مَمادِحُه بكلّ نواحِ
قد عشتَ للصحاب رَوْحاً زاكياً
تُهدى طيُوبَ حديثك الفوّاحِ
فيه العذوبةُ والطرافةُ كلُّها
وله لطيفُ دُعابةٍ ومزاحِ
يا عالم الدين الخبير بسنة
وفقيهَها كالمَعْشَرِ الشُرَّاحِ
أدناك فَهْمُ العلمِ من ثَمَراتِه
وَمَنَحْتَها وَعْياً لدى الإصلاحِ
أنت الوريث لِعِلْمِ دين محمدٍ
حَبْراً جليلاً حافظاً لصِحَاحِ
وجزاك ربُّ الناس حيث بَثَثْتَه
نوراً وآداباً كَمَا المصباحِ
لا زلتَ في العلماء بدراً سافراً
ولِطالبي العرفان كالسَّحْسَاحِ
خُذْها تحيةَ مَنْ لِفَضْلِك شاكرٌ
ومِقَدَّرٌ بمديحه الصَّدّاحِ
أُعْذِرْ إذا أَقْللَتُ شِعْراً قد بَدَا
بإزاءِ غَيثك رَشَّةَ المِرْشاحِ
فَلَرُبَّما دَلَّ القليل على الذي
أَكْنَنْتُه من حُبّك الطَّفَّاحِ
وكتب أبو تراب الظاهري عفا الله عنه..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :501  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 46 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.